في استشهاده بطولة وعزة وصحيفة كشفت زيف الصهاينة والقنوات الاعرابية والغربية الخادمة لأميركا وتوابعها إجرام ونازية!
قالوا باع القضية وهرب إلى طهران، ويعيش تحت الأرض، وهو عميل، ولن يقتله الكيان الصهيوني لكونه يقدم لها المعلومات، وزادوا بكذبهم حتى صدقوا صناعتهم من الدجل والكفر بحق كل مقاوم شريف!
وكانت شهادة يحيى السنوار في الجبهة، وتحديداً في غزة الأبية المناضلة وعلى بعد أمتار من جيش الشيطان الصهاينة شاربي دماء الأبرياء والأطفال والنساء واعداء الشجر والحجر!
أمتار وهو يواجه جنود أعور الدجال، ومن يدعمه من أبناء العم والخال، وعلى بعد مسافة صفر كانت أنفاس السنوار حادة وحارة ونارية على العدو ويده على الزناد، لم يقاتلهم من خلف قصره، ولم يكذب على أناسه، هو شريف في قوله وفعله، وهو يفعل ما أمره به ربه، وهو ركض خلف الشهادة التي تمنى، وهو سقط شهيداً واقفاً كأشجار الجنة لا ينالها غير أمثاله من أهل المقاومة!
في موته عبرة وفخامة ومسيرة…
عبرة لكل من شكك في صدق أقواله وأفعاله وبصمته، وها هو يصدُق الجبهة، ونفّذ ما وعد، وحقق مبتغاه بأفعال ترضي الله ورسوله وأهل بيته والصحابة المخلصين الصادقين للرسالة!
وفخامة يحيى السنوار في أن يقتل واقفاً على يد اعداء الله، وترتوي أرض فلسطين بدماء السنوار إلى يوم الدين، وأن تكون شهادته فخامة لكل غزة والشرفاء من المقاومين…
إن فخامة استشهاد يحيى السنوار لمعركة حق وكبرياء الوجود! ومسيرة في دعم مقاومة المستقبل، فهو خير مَن أنجبت فلسطين في عمق المواجهة والتحرير، لم يتكل على غيره، ولم يسلم سلاحة، ولم يؤمن يوماً بالهزيمة رغم انكشاف بعض من يدعي القرابة والغيرة والجيرة والدين واللغة!
يحيى السنوار منذ الصغر أمن بالرحمن وبالمقاومة، ورفض أن يكون مجرد حالة رقمية أو تكملة عدد كما حال بعض الدول وعدد شعبها الكبير!
السنوار الشهيد تم اعتقاله فخافوا منه الاعداء، ومن ثم جنوا من فك اسره، وكانت الصدمة في فكره وما يخطط له في الجبهة وقبل المعركة وبداخلها، وصموده اربكهم، وعاشوا الضياع في البحث عنه، وادهشهم جبره ضد العدو، وأما لطيب تواضعه مع اهله حكاية لا يفهمها المحتل ولا الخائن!
يحي السنوار إرتقى شهيداً في أشرف المعارك، وفي أرض عشقها، وناضل من أجلها حتى الرمق الأخير، وكم كان سعيداً حينما سلّم روحه إلى ملك يعرف قيمة الروح التي أخذها!
السنوار انتصر رغم شهادته، ولم يستطع العدو أن ينال منه حياً كي يعذبه، ولكنّه حمله على أكتافه معتقداً أنه نال منه، إلا أن الحقيقة رفعوه غصباً عنهم ولو كره الكافرون والكاهرون المنافقون!
السنوار إرتقى شهيداً وبذلك حسدوه ملوك وأمراء القصور، وجهلاء الدين، ولاحسي أحذية العدو، وأهل الغدر والنفاق والدجل الوطني!
السنوار ارتقى شهيداً في غزة العشق، ونام نوماً عميقاً مطمئناً على أن من سيحمل الراية من بعده خير تلاميذه، وهو يؤمن أن على كل من هو فلسطيني وجب عليه الدفاع عن فلسطين، وعلى كل مسلم ومسيحي وعربي وإنسان أن يميز بين الحق والباطل، وبأن فلسطين حق وإسرائيل هي الباطل، وبأن أميركا الشيطان الأكبر!
السنوار ابن فلسطين التي غزّتنا في المهد، وتربينا على عشقها في الصغر، وشربنا ماء نهرها في الشباب، ودرسنا في كتابها صناعة الرجال وكبرياء النساء… وهذا السنوار ارتقى شهيداً في ارض المعركة كي نرفع الراية فخراً!
حينما ارتقى السنوار شهيداً شمتوا بشهادته، واعتقدوا بأنهم ارتاحوا من مقاومته، وفرشوا نواياهم الخبيثة ضحكاً ماجناً بحجة تثبيت عروشهم، ونثروا جهلهم بإدعاء المعرفة، ولكنهم لا يعرفون ماذا زرعت شهادته من عنفوان في شرايين المقاومين وفي عمق تراب الأرض وداخل حبات المطر !
قالوا “هو سبب القتل والدمار، وفي رحيله راحة البال”! أغبياء، وتعساء، وشياطين أصحاب هكذا قول ابليسي، ويرددونه كل صباح ومساء مع إعلام الصهاينة، وكيف نريدهم أن يقولوا عكس ذلك وهم يأتمرون بحذاء العم سام، ولا يعرفون الدفاع عن بلادهم وارضهم وشرفهم، ويستأجرون من يحرسهم فكيف لا يشمتون ويضحكون ويثرثرون ويرقصون، وهم لا يمتلكون ما عند السنوار وأصغر المقاومين من شرف ووفاء وتضحية وكبرياء!
يحي السنوار الذي تربع شهيداً لن تغيب عنه شمس الحقيقة، ولن يغب فكره وجهده وعنفوانه وروحه عن مواسم حصادنا المرتقب… يحي السنوار أنت حي فينا.
ـــــــــــــــــــــــ
جهاد أيوب