نفذا شابين أردنيين، الجمعة، عملية “البحر الميت”، بعد أن تسللا من الحدود الأردنية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة واشتبكا مع جنود الاحتلال قرب منطقة “عين جدي” في البحر الميت، وأوقعوا جنود العدو بين قتيل وجريح.
وتسلل “عامر قواس” ورفيقه “حسام أبو غزالة” إلى الحدود الأردنية، واشتبكا مع قوات الاحتلال الإسرائيلية قرب منطقة البحر الميت، قبل أن يُقتلا برصاص جيش العدو الإسرائيلي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة جنديين أحدهما احتياطي بجروح طفيفة في تبادل لإطلاق النار مع المهاجمين، بعد أن دخلا مهاجمين الأراضي الإسرائيلية من الأردن عند الطرف الجنوبي للبحر الميت، فيما تواصل القوات عمليات بحث في المنطقة.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن قواته قتلت “مهاجمَين عبرا من الأردن إلى الأراضي الإسرائيلية” جنوب البحر الميت وأطلقا النار على الجنود.
ونُشرت على نطاق واسع على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فيديوهات منفذا العملية، وهما عامر قواس (كنيته أبو عبيدة الشافعي)، وحسام أبو غزالة (أبو عز الدين)، اللذان أعلنا بحسب الفيديوهات، تبنيهما العملية «انتقاماً من جرائم الاحتلال التي ارتكبت منذ بدء معركة طوفان الأقصى». وظهر كل منهما في فيديو منفصل مع تلاوة “وصية” وإطلاق وصف “الشهيد الحي”، على أنفسهما.
وتزامن أنباء تنفيذ العملية، مع خروج المئات الشعب الأردني، في مسيرة انطلقت بعد صلاة ظهر الجمعة، من أمام المسجد الحسيني بمنطقة وسط البلد، تحت شعار «يخلف القائد قادة والجندي عشرة»، في إشارة إلى استشهاد القائد العظيم غزة يحيى السنوار.
“المباركة” ووصفها بـ”الفردية”
بدورها، أعلنت “الحركة الإسلامية” في الأردن، انتماء منفذي “عملية البحر الميت” إلى صفوفها ودعت “للاحتفال بهما” في بيان أول، لحقه بيان ثان بعد ساعات صدر عن جماعة “الإخوان المسلمين” بمضمون مغاير، وصف العملية بـ”الفردية”.
وشن الوزير الأردني السابق سميح المعايطة المقرّب من دوائر القرار الرسمية، هجوما على “الإخوان المسلمين” عبر عدة منابر، بعد إعلان الحزب في بيان ظهرا، مباركته للعملية والإفصاح عن انتماء الشابين إلى “الحركة الإسلامية”.
وقال المعايطة، عبر قناة المملكة الرسمية، إن “على الإخوان المسلمين تقديم توضيحات للدولة الأردنية حول عملية البحر الميت وإذا كان القرار بإنشاء تنظيم مسّلح، فهذا تغيير جذري سيحدد عليه مسار العلاقة مع الدولة بشكل جوهري”، وأضاف أن “هناك فرقا بين عمليات فردية تعودنا عليها وبين عمل متبنى من تنظيم أردني سياسي في البلاد”.
الجيش الأردني ينفي العملية
في المقابل، نفى الجيش الأردني مايتم تداوله، وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أنه لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للأردن. وأوضح المصدر أن القوات المسلحة الأردنية تتابع التطورات، مؤكدا ضرورة تلقي المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم تداول الشائعات والأخبار المضللة.
وكان بيان سابق للجيش، ذكر أن “قوات انتشرت في المكان بعد عبور المهاجمين إلى إسرائيل”، ففتح المهاجمان النار في اتجاهها، و”تمّ تحييدهما”. ويستخدم الجيش كلمة “تحييد” في معظم الأحيان ليقول إنه تمّ قتل المهاجمين، أو في أحيان أخرى إذا تمّ اعتقالهم أو إذا أصيبوا بجروح، أي أنهم أصبحوا خارج القدرة على إلحاق الأذى.
أبو عبيدة: العملية عززت أفاق الجبهة الأردنية الواعدة
من جانبه، أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة في تصريح خاص بموقع القسام الإلكتروني أن قيادة القسام تلقت تقارير عملية البحر الميت اللافتة بفخرٍ بالغ كعمليةٍ جريئة بطولية عززت من جديدٍ آفاق الجبهة الأردنية الواعدة.
مضيفاً أن “الشهيدان حسام أبو غزالة وعامر قواس من أبطال طوفان الأقصى وسيظلان نموذجاً ملهماً لنشامى الأردن وعشائرها الحرة أصحاب المواقف المشهودة والبطولات الفذة”.
ونشرت القسّام صوراً قام الشهيدان بالتقاطها لحاجز عسكري إسرائيلي، خلال عملية رصدهما للمكان الذي نفذا فيه العملية.
وصايا “قواس وأبو غزالة”
نُشرت على منصات التواصل الاجتماعي وصية لقواس يتساءل فيها: “ماذا ننتظر يا أبناء شعبنا الأردني؟ أين نخوتنا؟”، مشيرا إلى ما وصفه “بالصمت المجحف”، و”الخذلان التام للعالم” تجاه ما يحدث في غزة.
وقال “ماذا تعني عبارة: والله لو يفتح باب الجهاد لنكون أول الحاضرين؟ هل تظن أنه سيأتي ملك من السماء ويمسك بيدك ويقول لك هيا فقد فتح باب الجهاد؟ هيا قاتل”، مؤكدا أن “باب الجهاد لم ولن يفتح؛ فباب الجهاد يخلع”. وتابع “أما سمعتم قول الله سبحانه وتعالى: (ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون)”.
فيما قال “حسام أبو غزالة” في وصيته إنه يودع هذه الدنيا وهو يرى “الإسلام يذبح وينحر” وكيف يتألم إخوانه في غزة، وكيف “خذلهم العالم لأكثر من عام، ومع ذلك بقوا صامدين”. ويضيف أن “الدفاع عن مسرى رسول الله شرف لا يناله إلا المؤمنون الصادقون، ونسأل الله أن نكون منهم وأن يصطفينا شهداء مقبلين غير مدبرين”.
وكشف حسام عن رغبته من قبل في زيارة قطاع غزة، والانضمام إلى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي قال إنها “دافعت عن مسرى رسول الله وأذاقت العدو الويلات، في حين تخلت عنه الجيوش العربية”.
والجدير ذكره أن عملية البحر الميت تعتبر العملية الثانية التي ينفذها أبطال الأردن، وسبقهما الشهيد ماهر الجازي منفذ عمليّة إطلاق النار في معبر الكرامة والتي قتل فيها ثلاثة جنود صهاينة بتاريخ 8 سبتمبر 2024م.