الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي ما وراء مهمة “ستار لينك” في اليمن؟!

ما وراء مهمة “ستار لينك” في اليمن؟!

بينما تعيش البلاد في حالات اللا حرب واللا سلم، وأزمات سياسية تهدأ بفواصل تفاوضية، واقتصاد ميت سريرياً، وريال يحتضر، وأسعار مرتفعة، ومعاناة مواطن لا تطاق، ووضع لا تحسد عليه البلاد.

وفي ظل حاجة البلاد لاقتناء الدولار الواحد، أعلنت حكومة الفنادق من عدن المحتلة، في 18 سبتمبر 2024، تدشين عملية تصدير الدولار عبر فضاء شركة “سبيس إكس”، مقابل خدمة الإنترنت “ستار لينك”.

حكومة الفنادق بررت أسباب إدخال الخدمة لوقف العائدات المالية على حكومة صنعاء، في حين حولتها لشركة “سبيس إكس” بعملة الدولار مقابل توفير خدمة الإنترنت الفضائي “ستار لينك”، وبذلك تصبح أفقر دولة في المنطقة التي تدخل الخدمة كأول دولة في الوطن العربي، ومنطقة الشرق الأوسط.

إلى فضيلة العلماء!

وبما أن ملكية شركة “سبيس إكس” تعود لرجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، الذي يفتخر بصداقته لليهود، ويطمح أن يكون يهودياً، وقد قالها ماسك ذات مرة بعظمة لسانه لوسائل الإعلام: “طموحي أن أكون يهودياً”؛ فماذا يعني ذلك الطموح الأيلوني؟

الجواب لا يحتاج إلى جهد وتفكير واختلاف في التفسير، بوجود فضيلة العلماء بمن فيهم علماء الإخوان.. والسؤال موجّه لهم: ما رأي فضيلتكم في طموح إيلون؟ وهل خدمة “ستارلينك” تدخل ضمن حملة المقاطعة الاقتصادية للبضائع والخدمات التي تنتجها الشركات التجارية والخدمية، “الإسرائيلية” – الأمريكية، كون عائدتها تساهم في قتل أطفال فلسطين!؟

تهنئة واشنطن ورد صنعاء

وفي حين سارعت السفارة الأمريكية في عدن المحتلة بنشر تهنئة على منصة “إكس”، قائلة: “تهانينا لليمن كأول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل للإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستار لينك”.

اعتبرت حكومة صنعاء إدخال “ستار لينك” تهديدا مباشرا للأمن الوطني والقومي، وانتهاكا لسيادة البلاد واستهدافها في إطار الحرب العدوانية التي تشنها أمريكا على اليمن، وفقاً لوكالة “سبأ”.

بدورها، أكدت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية موقف صنعاء بشأن توظيف أمريكا وبريطانيا خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن لأهداف استخباراتية بحتة.

وكشفت وكالة “رويترز” عن توقيع عقود سرية بين وزارة الدفاع الأمريكية وشركة “سبيس إكس” لتطوير أنظمة أقمار صناعية تجسسية؛ لكشف التهديدات قبل وقوعها.

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” أكدت، في مارس 2024، افتقار المخابرات الأمريكية والبريطانية للمعلومات الاستخباراتية، التي تساعدها على كشف حجم الترسانة العسكرية لقوات صنعاء، بعد فضح حكومة صنعاء الخلايا التجسسية، التي زرعتها واشنطن في اليمن، مُنذ عقود لمدها بالمعلومات.

ماذا يقول المراقبون عن “ستار لينك”؟

بينما تحصر شركة “سبيس إكس” مهمتها في توفير خدمة الإنترنت في المناطق النائية، يؤكد مراقبون قيامها بمساعدة القوات الأوكرانية في عمليات المراقبة، والدفاع بالطائرات المسيّرة.

هناك ثمة تساؤلات طرحها موقع “بي بي سي” على خبراء ومراقبين في منظمة Access Now “أكسس ناو” الحقوقية الدولية المدنية والرقمية ومكافحة حجب الاتصالات والرقابة العالمية على الإنترنت، حول المخاطر الأمنية التي قد تحدث بعد دخول خدمة “ستار لينك” إلى اليمن.

ما مخاوف “ستار لينك” في اليمن؟

تقول مديرة السياسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “أكسس ناو”، مروى فطافطة: “إن ما يحدث في اليمن كمنطقه نزاع مثال حي على تسييس خدمات الاتصالات، واستخدامها كسلاح”.

وتضيف: “استخدام أطراف النزاع في اليمن خدمات الاتصالات كأداة حرب وورقة مساومة يعد تحدياً رئيساً”.. داعية شركة “سبيس إكس” إلى حماية خصوصية الأفراد، وفقاً للمبادئ الأممية.

وعن المخاوف على المستخدمين في اليمن، يقول مسؤول الإغاثة الإنسانية في المنظمة، جوليو كوبي : “إن عدم التزام مقدمي الخدمة بسياسات الخصوصية، وحماية البيانات، يعرِّض المدنيين لمخاطر الاستخدام والتواطؤ مع جهات أجنبية”.

وحذّرت مديرة حملة KeepItOn، فيليشا أنثونيو، من مخاطر وصول أنظمة الأقمار الصناعية وأجهزتها إلى المجتمعات؛ لسهولة تتبعها واكتشاف إشاراتها.. مؤكدة عدم تأمين الخدمة المقدمة للمجتمعات النائية.

سيئات وحسنة “ستار لينك”

برأي خبراء التقنية، تكمن الحسنة الوحيدة لخدمة “ستار لينك” في سرعتها، في حين أضرارها تؤثر سلباً على الاقتصاد والمستخدمين أيضاً.

من سلبيات خدمة الإنترنت الفضائي ارتفاع كلفتها على الأفراد، واستنزاف عملة الدولار من الأسواق المحلية، في وقت توقف عملية التصدير، ما يؤدي إلى انخفاض سعر الريال، وارتفاع الأسعار، وزيادة معاناة المواطن.

بالإضافة إلى غياب الرقابة الأمنية ما يمكِّن عناصر الإرهاب من استخدامها بحُرية مطلقة، والضحية هو الوطن واقتصاده وأمنه القومي، ناهيك عن عدم التحكم في إغلاق المواقع الإباحية والمخلة بالأداب، وأضرارها على المجتمع.

الخلاصة

لا يختلف اثنان بشأن توظيف أجهزة الأمن الأمريكية لخدمات “ستار لينك” لأهداف استخباراتية كسلاح تكنولوجي ضمن عدوانها على اليمن، والكل يدرك حجم أطماع الغرب، وشهيته المفتوحة على اليمن، وعلى اليمنيين، ولا داعي للنوايا الحسنة تجاه مهمة “ستار لينك” وما يدور في فلكها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير: صادق سريع

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version