ليس مستغرباً ما كشفته الصحفية الفرنسية “سولين ريو”، مراسلة قناة “LCI” الفرنسية في تل أبيب، بأن القوات الإماراتية تشارك نظيرتها الصهيونية في إبادة سكان غزة، فالإمارات وجيشها ودولتها تعمل تحت جناح اللوبي الصهيوني منذ تأسيسها، ولم يكن تطبيعهم العلني في سبتمبر 2020 إلا تتويجاً لمسيرة العمالة لليهود، والقائمة من قبل تأسيس دولتهم في ديسمبر 1971.
وعلى ذلك أغلب الجيوش العربية، بما فيها القوات المسلحة اليمنية قبل ثورة الـ 21 سبتمبر 2014، بدليل أنها لم تقدم أي جهود لنصرة القضية الفلسطينية على مدى عقود، بينما كانت حاضرة لقمع الشعب اليمني بمجرد أن يكون له موقفٌ معادٍ للحركة الصهيونية، كحروب صعدة الست، وغيرها من الحملات العسكرية لقمع الشعب اليمني.
وحتى اليوم، لا تزال القوات اليمنية التابعة للمرتزقة تخدم فقط ضد الشعب اليمني، وليست حاضرة لنصرة فلسطين، رغم أنها تسيطر على الساحل الجنوبي، وأجزاء من الساحل الغربي، لكنها حاصرة هناك لحماية السفن الصهيونية، ومنع أي جهود يمنية لاستهدافها، وعلى هذا جرت العقيدة القتالية للقوات اليمنية في زمن عفاش، أو زمن حزب الإصلاح.
في مصر، نشاهد الجيش على استعداد لقمع أي مسيرة شعبية مناصرة لغزة، فيما نراه خانعاً ذليلاً بالقرب من حدود فلسطين المحتلة، حيث يتعرض أفراده هناك للعربدة الإسرائيلية بشكلٍ مستمر، ولا يمكن لذلك أن يستفز غضب القوات المسلحة المصرية، لأنها تتلقى توجيهاتها من الصهاينة، ولن نرى البندقية المصرية موجهةً إلا في نحر المواطن المصري، أو غيره من أبناء الأمة الإسلامية حول العالم، كما فعل جمال عبدالناصر في الستينيات، عندما ترك مصر وأتى ليقاتل اليمنيين، فكانت الكارثة الكبرى له ولجيشه، في يونيو 1967.
أما عن الجيوش الخليجية؛ فحدث ولا حرج، وقد رأينا السعودية تنفق أكثر من تريليون دولار في عدوانها على اليمن، وكان يكفيها أن تنفق بعض ذلك المبلغ الضخم لصالح المقاومة الفلسطينية، لتتحرر من دنس اليهود، ولكن النظام السعودي صهيوني منذ تأسيسه، ولن يحكم المملكة إلا المتصهينين منذ مؤسسها الأول، عبدالعزيز آل سعود.
ولهذه الأسباب، تدعم الولايات المتحدة الجيوش العربية بالسلاح الذي يكفي لقمع شعوبها، فيما لا تسمح لها بامتلاك ما قد يحقق لها التفوق العسكري المحتمل ضد الجيش الإسرائيلي، وقد كشفت صفقات التسليح للإمارات والسعودية الكثير من التفاصيل عن خفض جودة السلاح المقدم للكيانين، كطائرات اف 15 وما بعدها، بخلاف ما يُقدم للجيش الإسرائيلي، رغم أن الأخير يحصل على ما تحصل عليه دول الخليج بالمجان، وربما تتحمل الرياض وأبوظبي التكاليف كاملةً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محسن الجوهري