بدأت الولايات المتحدة، اليوم السبت، محاولات لعزل اليمن عسكريا. يتزامن ذلك مع ترتيبات لعدوان على ايران وسط مخاوف من انفجار الوضع إقليميا.
واحتضنت واشنطن اجتماعات عسكرية مكثفة ضمت قادة فصائل بالساحل الغربي لليمن. وافادت وسائل اعلام أمريكية بان الاجتماعات ضمت قائد المنطقة العسكرية الخامسة في الفصائل الموالية للتحالف شمال اليمن والمتمركزة عند اطراف الساحل الغربي الشمالية مع الحدود السعودية ورئيس اركان دفاع عدن إلى جانب مسؤولين من الدفاع الامريكية والخارجية والبيت الأبيض والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ.
وتزامنت الاجتماعات مع تصريح لوزير الدفاع في حكومة عدن محسن الداعري تحدث فيها عن احتمال عودة الحرب في اية لحظة، زاعما جاهزية قواته لخوصها.
وكانت واشنطن استبقت الاجتماع الجديد بتسريب معلومات حول نقاشات مع من وصفتها بالحكومة اليمنية لتصعيد الحرب على الجبهات الداخلية. ولم يتضح ما اذا كانت الاجتماعات تمت بطلب من حكومة عدن أم ضمن ترتيبات أمريكية، لكن توقيتها يشير إلى أن أمريكا تحاول الان ترتيب اوراقها في اليمن تحسبا لانفجار حرب إقليمية في ظل مساعي الاحتلال وبدعم امريكي لشن عدوان على ايران سبق لليمن وان حذرت منه.
وتشكل اليمن احد اهم جبهات محور المقاومة الذي يضم لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وايران أيضا، وهي الجبهة الصامدة والقوية بضرباتها سواء في البحر او بر الاحتلال. وتعد ورقة الحرب الداخلية في اليمن احد خيارات واشنطن المطروحة في ظل فشل كافة المساعي العسكرية والدبلوماسية الأخرى بما فيها العدوان الجوي والصاروخي على اليمن لاحتواء العمليات اليمنية.
تسريب خطط التجنيد السعودي لمرتزقة السودان إلى اليمن
هذا وكشفت الامارات خطط تجنيد سعودية جديدة لمرتزقة سودانيين للقتال في اليمن، فما أبعاد الخطوة؟
في بيان مقتضب على صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي تحدثت قوات “الدعم السريع”- فصائل مدعومة من الامارات- قصف الجيش المصري معسكرا لتجنيد المرتزقة لصالح الحرب السعودية على اليمن. ووفق للبيان، فقد قتل نحو 4 الف مجند في معسكر الكراري، بينما كانوا يستعدون للانتقال إلى اليمن للمشاركة بتحالف السعودية – والامارات للحرب على اليمن والمستمر منذ العام 2015.
لم تحدد هذه الفصائل توقيت الاستهداف، كما لم تتضح دوافع نشر هذه المعلومات التي تعد الأولى من نوعها وما اذا كانت محاولة لدق اسفين بين مصر والسعودية خصوصا بعد تصاعد وتيرة المواجهة مع القاهرة وصولا إلى قصف مقر السفير الاماراتي بالسودان وقبله حادثة مقتل واصابة عدد من الجنود الاماراتيين بقصف مصري، لكن الإعلان يشير إلى استمرار تحشيد السعودية للمرتزقة إلى اليمن رغم اتفاق التهدئة مع صنعاء.
كما أن توقيت هذا الاعلان الذي ياتي بعد ايام على اعلان امريكا فرض عقوبات على شقيق قائد هذه الفصائل يحمل ايضا طبخة امريكية تتعلق بمساعي جر الرياض لمستنقع الحرب من جديد. كما يكشف أيضا تورط الامارات بتلك التحشيدات أيضا كون هذه الفصائل ممولة منها.
والجنجويد السودانية، مليشيات مسلحة تشكل جزء من “الدعم السريع” وكان تم تجنيد الالاف منها خلال سنوات الحرب على اليمن كمرتزقة.. وتعرضت هذه المليشيا لخسائر قادحة بالعتاد والاروح خلال سنوات الحرب الماضية في اليمن.
لماذا اختارت أمريكا فصائل السعودية للتصعيد على الحدود اليمنية؟
من بين من شاركوا في اجتماعات عسكرية بالعاصمة الامريكية، واشنطن، قائد المنطقة العسكرية الخامسة يحي صلاح، وهي الفصائل الموالية للتحالف والتي تتولى حماية الخطوط الامامية للسعودية، فما ابعاد الخطوة؟
في واشنطن، دارت اجتماعات مكثفة حضرها مسؤولين من الدفاع والخارجية والبيت الأبيض إضافة إلى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ. لم تكشف واشنطن تفاصيل الاجتماع الذي يعد الأول من نوعها منذ سنوات، لكن كان بارزا في وفد حكومة عدن العسكري وجود اسم يحي صلاح إلى جانب رئيس الأركان صغير بن عزيز.
يعد صلاح ابرز قادة فصائل الإصلاح المتمركزة على الحدود الجنوبية للسعودية وتحديد عن ميدي عند الطرف الشمالي للساحل الغربي لليمن. كانت هذه الفصائل حاجز الصد الأول للدفاع عن المدن السعودية وتحديدا جيزان لكن الاهتمام السعودي بها تراجع وصولا إلى وقف مرتباتها مع قرار الرياض ابرام هدنة مع صنعاء.
اليوم يعود اسم صلاح إلى الواجهة لكن من بوابة الارتزاق لأمريكا. ومع أنه عرف خلال السنوات الماضية من عمر الحرب السعودية بالافشل وقد خسر مناطق واسعة في حرض وميدي وعبس حتى ما دفع الرياض للتخلي عنه مع الاحتفاظ بقواته لتأمين سواحلها او بالأحرى حدودها الساحلية.
الا ان قرار أمريكا إعادة إلى صدارة المشهد لا يبدو من خلاله انها تراهن عليه عسكريا في معركة سبق وان حسمت نتائجها لسنوات لصالح القوات اليمنية بل لأهداف أخرى، أولها قد يكون متعلق بمساعي جر السعودية إلى المواجهة الجديدة مع اليمن عبر دفع الفصائل التابعة لها للتصعيد وهذا خيار سهل لأمريكا التي تجرعت على مدى نحو عام ويلات المواجهة والعمليات اليمنية في البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن، أم الهدف الثاني فقد ضمن محاولات لإشغال اليمن عند هذا الجبهة بغية ابقائها بعيدا عن باب المندب.
أيا تكون الدوافع الامريكية لتحريك هذه الجبهة، تشير المعطيات على الأرض إلى ان أهدافها محدودة وقد تكون معدمة نظرا للتفوق الذي اظهرته القوات اليمنية على مدى السنوات الماضية.