يُوافق يوم الإثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول2024، الذكرى السنوية الأولى لمعركة “طوفان الأقصى” التي امتدت نحو 360يوما، ومازالت فصول حكاياتها مُستمرة إلى الآن، نفّذت خلالها المقاومة الفلسطينية أكبر وأهم عملية نوعية ناجحة في تاريخها، وشملت هجوما برياً وبحرياً وجوياً واقتحاماً كبيراً لمغتصبات غلاف غزة، والتي أدت إلى مقتل واصابة المئات من الصهاينة وأسر العشرات منهم خلال العملية.
وأشعلت خلالها المقاومة الفلسطينية فتيل المعركة وتحولت إستراتيجيتها من الدفاع إلى الهجوم، دون أن يعلم العدو الصهيوني ما الذي يجري، وكيف يُمكن التصدي للطوفان القادم من مقاومة غزة، وإلى أين ستتجه المعركة وكيف ستكون نتائجها وتبعاتها.
“دَلالة الطوفَان”
وأطلقت المقاومة إسم معركة “طوفان الأقصى” الذي حمل في دلالاته الكثير، للرد على الانتهاكات الصهيونية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، ورسالة بأن الشعب الفلسطيني ومقاومته لا يمكن أن يفرطوا بوطنهم وبقضيتهم وبحقوقهم العادلة والمشروعة.
وخلال معركة “طوفان الأقصى” استطاعت سرايا القدس وإلى جانبها فصائل المقاومة الصمود في وجه العدوان الصهيوني والابادة الجماعية، والردّ على جرائمه، بكافةالوسائل الهجومية والدفاعية .
وكانت إنجازات وعمليات “السرايا” منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” واضحة ونوعية وبارزة، سطرت خلالها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بكافة تشكيلاتها العسكرية أعظم الملاحم والبطولات، فكان لكافة التشكيلات العسكرية دور بارز في المعركة.
“نُخبة السَرايا”
وسجل مقاتلي نُخبة سرايا القدس في اليوم الأول للمعركة (7) عمليات اقتحام نوعية ناجحة ومنظمة بمجموعات قتالية خلف خطوط العدو الصهيوني، تمكنوا خلالها من قتل وأسر جنود صهاينة، وايقاع خسائر في صفوف العدو الصهيوني .
“الوِحدة الصَاروخية”
وطالت رشقات “الوحدة الصاروخية” التي وصل عددها إلى (465) رشقة بنك أهداف واسع النطاق، قصفت خلالهُ قواعد ومطارات عسكرية، ومواقع أخرى في مدن مركزية كبرى بالقدس و”تل أبيب” و “نتانيـا” و”ديمونا” ومطار “بن غوريون”، واللد والرملة و”هرتزليا” و”ريشون ليتسيون” وأسدود، إضافة لمئات الصواريخ التي طالت المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية للشريط للزائل.
“الوِحدة المَدفعية”
ودكت “الوحدة المدفعية” فِرَق جنود العدو وآلياته الحربية، وقواته المتوغلة والمحتشدة بكافة المحاور بمئات قذائف الهاون، ووصل عدد الرمايات إلى (648) رماية.
“القُوة الجَوية”
وأطلقت “القوة الجوية” (3) نماذج من الطائرات المسيرة التي صنعها مهندسو السرايا، وهي؛ (سحاب) و(صياد)، وبثّت السرايا فيديوهات قصيرة لنجاح طائراتها في تنفيذ عدة مهمات عسكرية ضد أهداف لقوات العدو الصهيوني خارج حدود قطاع غزة.
“الدِفاع الجَوي”
وتمكنت “السرايا” من إسقاط (55) طائرة صهيونية مُسيرة وسيطرت عليها، أخرجتها من الخدمة العسكرية، ونفذ “سلاح الدفاع الجوي” لـ سرايا القس (4) عمليات استهدفت طائرات العدو الصهيوني التي كانت تتربص وتستهدف أبناء شعبنا وتنفذ بحقه أبشع المجازر.
“التَصدي بمحاور القِتال”
وخلال عملية التوغل البري لقطاع غزة خاضّ مقاتلي سرايا القدس ملحمة بطولية أذهلت العدو والصديق، نفذت خلالها عشرات عمليات القنص وصل عددهم لـ (50)عملية قنص، والاستدراج لقوات الاحتلال خلال الالتحام البري، إطلاق (303) قذيفة مضادة للدروع والأفراد “RBG-TBG – تاندوم – مولوتكا”، تفجير (34) عبوة برميلية، (47) عبوة ثاقب، (10) عبوات العمل الفدائي، (7) قنابل برق، (11)قنابل أبابيل المقذوفة، (15) استحكامًا مدفعيًا وصاروخيًا، (179) اشتباكًا مسلحًا وكمائن، (132) عملاً عسكرياً مشتركاً مع فصائل المقاومة تنوعت بين القصف المدفعي واستهداف الآليات والجنود.
“الاعَلام الحَربي”
أعطت سرايا القدس لإعلامُها الحَربي دوراً مُهماً ومكوناً أساسياً في إدارة معركة “طوفان الأقصى” الإعلامية ومجابهة الماكنة الإعلامية الصهيونية، وأظهر الاعلام الحربي تكاملاً وتناغماً لافتاً مع الفعل الميداني، من خلال نشر البلاغات العسكرية الاصدارات المرئية والرسائل العسكرية والتصاميم المتنوعة، وكلمات الناطق العسكري “أبوحمزة” الذي جمعت خطاباته قوة الخطاب مع قوة ضربات الميدان.
ونشرَ الاعلام الحربي طيلة معركة طوفان الأقصى عدد(1968) بلاغاً عسكرياً، و(337) إصداراً مرئياً، و(70) رسالة عسكرية مُوجهة، و(59)تصميماً عسكرياً متنوعاً، و(18) خطاباً للناطق العسكري منها (11) خطاباً مرئياً، (3)خطاباً صوتياً، (5)محطات تغريد.
“عَطاء واستبسال”
وقدمت السَرايا خلال المعركة خيرة قادتها ومُجاهديها الميامين ولازالت تُقدم شهدائها مع استمرار معركة “طوفان الأقصى”، واستطاعت بكل بسالة وشجاعة منقطعة النظير أن تجعل هذا العدو الذي يمتلك أكبر ترسانة عسكرية في المنطقة يعيش في مستنقع الهزيمة والشعور بالصدمة والانكسار أمام بسالة المُقاتل الفلسطيني المتجذر في ارضه ومتمسك بحقه في تقرير مصيره ونيل حقوقه.
وأمام هذه المشاهد الدامية والمؤلمة يُسجل شعبنا الفلسطيني أروع صور الثبات والصمود في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني، ووصل عدد الشُهداء والمفقودين جراء العدوان الصهيوني إلى (51,495) شهيداً ومفقوداً، وارتكب أكثر (3,617) مجزرة، (96,006) جريحاً ومُصاباً، ودمرَ ألآلف المنازل، ومئات المساجد والمدارس والمؤسسات الحكومية والمدنية والبنى التحتية.