كشفت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الإثنين، تفاصيل الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى التي انطلقت قبل عام في مثل هذا اليوم، 7 أكتوبر 2023.
وأوضحت الكتائب أنه في الساعة 6:25 من صباح السبت، شهدت تنفيذ هجوم منسّق ومتزامن بين كافة تخصصات وأسلحة كتائب القسام براً وبحراً وجواً على أكثر من 50 موقعاً في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال، وتم الهجوم تحت غطاءٍ صاروخيٍ مكثف استهدف المواقع العسكرية والمستوطنات ومنظومات القيادة والسيطرة لدى العدو.
وبلغ عدد صواريخ القسام في الضربة الأولى 5500 صاروخ وقذيفة، فيما تم تدمير واستهداف 1592 آلية عسكرية للاحتلال خلال معركة طوفان الأقصى حتى الآن، تنوعت بين دبابة وناقلة جند وجرافة عسكرية، إضافة إلى استهداف مقرات تجمع وتحصن الجنود، وفق البيان.
وأفاد بيان كتائب القسام، أن العدو اعترف “بمقتل 726 ضابطًا وجنديًا له”، مؤكدة أنها تواصل “كتابة التاريخ وتسديد الضربات للقوات المتوغلة في قطاع غزة لإجبارها على التراجع ودحرها عن أرضنا المباركة”.
طوّرنا من تكتيكاتنا وخيارنا هو معركة استنزاف
بدوره، جدد أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، الإثنين، الإشادة بالموقف اليمني المناصر لغزة، منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى إلى اليوم، قائلا: “نقدر جبهة اليمن المباركة التي يقودها إخوان الصدق أنصار الله ونثمن الحضور الجماهيري المليوني الذي لم يتوقف منذ عام”.
وأكد متحدث كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن “مسيّرات اليمن والعراق تتجول في سماء فلسطين المحتلة وتضرب العدو وتكبده خسائر كبيرة”، مشيرا إلى أن “ما يجري في الإقليم اليوم من عمليات إسناد للمقاومة في غزة هي مواقف مقدرة وعظيمة في نظر شعبنا”.
وقال أبو عبيدة بالصوت والصورة، في خطاب بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاق معركة طوفان الأقصى، إن “عمليات المقاومة تستنزف القدرات الأمنية والدفاعية للعدو وتكبده خسائر اقتصادية وتفرض عليه التهجير”، مضيفا: “في محيط فلسطين جبهات مشتعلة تقاتل إلى جانب شعبنا وتسنده وتقاتل العدو مباشرة وتكبده خسائر كبيرة”.
وتابع: “عامٌ ولا نزال نقاتل في معركة غير متكافئة عدواً مجرماً لا يتورع عن ارتكاب كل الجرائم”، وأن “مجاهدونا ومقاومو شعبنا يواصلون صمودهم البطولي في كل شبر من قطاع غزة”. وأكد أنهم أسقطوا “آلافاً من جنود العدو قتلى وجرحى وأخرجنا من الخدمة مئات آلياته العسكرية”، مشددا على أن “خيارنا هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ومؤلمة مع العدو والمعارك أثبتت نجاح هذا الخيار”.
وقال إن “العدو المتغطرس لا يفهم دروس التاريخ ولا حقائق الواقع ولا ثقافة شعبنا وأمتنا”، مضيفا أن “استشهاد القائدين الكبيرين إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله دليل واضح على عدم فهم العدو طبيعة المقاومة”، مؤكدا: “لو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة ضد الاحتلال”.
وأشار أبو عبيدة إلى أن “فرحة العدو بالاغتيالات قصيرة ولو كانت الاغتيالات نصراً لانتهت المقاومة منذ اغتيال الشهيد عز الدين القسّام”. وكشف أنهم في كل محاور القتال وعلى امتداد غزة “قتلنا واستهدفنا مئات الجنود ودمرنا آليات العدو وطورنا تكتيكاتنا”، فيما توجه بالحديث لمقاتلي حزب الله قائلا: “نقول اليوم لكم يا إخواننا إننا على ثقةٍ من بأسكم وقوتكم لتكبيد العدو خسائر مؤلمة”.
وشدد متحدث كتائب القسام، أن “العدو لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح ولا يُواجَه إلا بالسلاح”، معتبرا أن “ما عملية يافا الأخيرة إلا حلقة واحدة فيما هو قادم والقادم أمرُّ وأقسى بإذن الله”، في إشارة إلى عملية اطلاق النار على المستوطنين التي قتل وجرح فيها عدد كبير من الصهاينة.
وحول أسرى العدو الصهيوني، قائل أبو عبيدة: “حرصنا منذ اليوم الأول على حماية أسرى الاحتلال لدينا والحفاظ عليهم”، متوجها بالحديث لجمهور الاحتلال قائلا: “إنه كان بإمكانكم استعادة أسراكم منذ عام لو ناسب ذلك طموحات نتنياهو”.
وأكد أن أن “ما حدث مع الأسرى الستة في رفح ربما يتكرر مع آخرين طالما يتعنت نتنياهو وحكومته الإرهابية”، محذرا أن “المخاطر على الأسرى الإسرائيليين تتعاظم يوماً بعد يوم”، حيث أن لدى مقاتلي القسام تعليمات “أنه إذا تعرض الأسرى للخطر أو لاشتباكات قريبة يتم نقلهم إلى أماكن أخرى أكثر أمناً”.
ودعا أبو عبيدة ” علماء الأمة إلى بيان فريضة الجهاد ضد عدو الأمة، وتجاوز مرحلة الإدانة اللفظية، ونقول لهم هل تنتظرون خبر هدم المسجد الأقصى المبارك -لا سمح الله-؟”، داعيا أيضا إلى “إطلاق أكبر حملة عربية وإسلامية ودولية لإسناد الشعب الفلسطيني، وإلى أكبر هجوم سيبراني ضد العدو من خبراء الحرب الإلكترونية”.