في الدقائق الزمنية الأولى التي تلت الضربة، حوالي السادسة والنصف من مساء الجمعة 27 أيلول 2024، لم ينشر الإعلام الإسرائيلي أكثر من تداولٍ لعبارة “تقارير أولية من لبنان عن هجوم إسرائيلي في الضاحية”، وشهود عيان تحدّثوا عن “دوي عدة انفجارات عنيفة جدا في بيروت”، ليشير بعد ذلك إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو الذي كان يعقد مؤتمراً صحافياً في الأمم المتحدة، غادر المكان بعد تلقّيه خبراً ما من أحد مرافقيه. وبعد حوالي الربع ساعة تقريباً، في (6:37) عصراً، صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأنّ الجيش الإسرائيلي “هاجم المقرّ المركزي لحزب الله، الذي يقع تحت المباني السكنية في قلب الضاحية”.
فيما يلي رصد وتحليل للكيفية التي تناول بها الإعلام الإسرائيلي حادثة الاغتيال منذ الدقائق الأولى حتى إعلان الخبر الرسمي، حيث أمكن رصد العناوين التالية، بعد متابعة أهم المواقع الإخبارية الإسرائيلية.
التدرّج الإعلامي في تناول الخبر
بعد ساعة ونصف تقريبا على التفجير، تداول الإعلام الصهيوني عبارة “المستهدف هو نصرالله”، وهذه العبارة تركت آثاراً واسعة على مستوى التكهّنات والتحليلات والآراء. على مستوى العدو الإسرائيلي، كان التساؤل الأكبر في كل وسائل الإعلام اإسرائيلية، هو في التحقّق مما “إذا كان نصر الله موجودًا في المقر الذي تعرض للهجوم”، فيما انشغل الإعلام غير الإسرائيلي بالحديث عن قوة الانفجار، وحجم الأضرار، وعدد المباني التي سوّيت بالأرض. بدأ الحديث عن أربعة مبانٍ ثم ستة، ثم عشرة.
ومع ساعات الليل الأولى، كان السؤال الوحيد الذي شغل الإعلام العالمي كله، وليس فقط العبري أو اللبناني، هو “أين السيد حسن نصرالله؟ وهل أصيب في الهجوم أم لا؟
سارع الإعلام العبري لتداول مقولة وكالة تسنيم الإيرانية “نصر الله في مكان آمن”، وفي الوقت نفسه للترويج بأنَ رئيس الوزراء نتنياهو أعطى موافقته على الهجوم أثناء وجوده في الأمم المتحدة، فيما قال آخرون إنه صادق على الضربة قبل سفره إلى أميركا.
كان التخبّط والإرباك ملحوظاً، إذ كرّر الإعلام العبري إعلانه القضاء على “هشام صفي الدين/ نائب الأمين العام كما قال، الذي كان من المقرر أن يرث قيادة التنظيم بعد نصر الله”، ثم نقلت قناتا الحدث وسكاي نيوز عربية الجملة نفسها، بكل أخطائها، فلا الاسم هو هشام، ولا الموقع التنظيمي صحيحا، إذ أن نائب الأمين العام هو الشيخ نعيم قاسم وليس السيد صفي الدين.
التحديثات الخبرية نفسها وبحرفيتها، كانت تنتقل بين القنوات 12 و13 و14، وإسرائيل هيوم، ويديعوت أحرونوت، وغيرهم، فيما ذهب موقع حدشوت بزمان للحديث عن قوة الضربة بالأطنان، بشيء من الفخر والشماتة، مع تكرار عبارة الطابق 14 تحت الأرض، وهي عبارة بحاجة إلى الكثير من التدقيق والتعقّل. وكذلك تداول هذا الإعلام خبرا عن مقتل زينب ابنة السيد نصرالله، وهو خبر كاذب وضعيف، ونحو 400 شخص محاصرين تحت الأنقاض. وهذا أيضا خبر كاذب، نقله الجانب الإسرائيلي لاستثماره في عرض قوته ومحاولة التأثير المعنوي عند الخصم.
كان واضحاً أن الإعلام الإسرائيلي، كمواقع وصحافيين ومسؤولين إعلاميين، لا يملك أي معلومة تنفي أو تؤكد نتائج العملية، تضاربت تحديثاته حتى منتصف الليل، حين بدأت بعض الجهات الإسرائيلية تنشر أخباراً (إيجابية) عن نجاح العملية، ثم أعلنت القيادة العسكرية رسمياً، استشهاد السيد نصرالله في صباح اليوم التالي (السبت قبل الظهر).
التغنّي بفائق المقدرة الإسرائيلية (التفوّق الاستخباري والتقني)
السمة الأهم والأبرز للتعامل الإعلامي مع الموضوع، هو الشعور العارم بالزهو وتحقيق الانتصار، وهذا شيء طبيعي بالنسبة للكيان الإسرائيلي لِما يمثّله له السيد نصر الله من رمز للقوة والنصر والمقاومة، فعلى مدى تاريخه المعاصر، ومنذ عقود زمنية، لم يحتفل الجانب الإسرائيلي بتحقيق إنجازٍ مماثل، سواء من حيث الهدف، أو قوّة الضربة، أو النجاح الاستخباراتي (قيل على سبيل المثال، إن عملية الاغتيال تتوّج مسارات استخباراتية عمرها عشرين عاما).
استعمل الإعلام الإسرائيلي عبارات تتغنّى بالإنجاز، وبقدرة الكيان على تحقيق أهدافه. من هذه العبارات مثلاً: كل من كان في مقر حزب الله وقت الهجوم لا يمكن أن يخرج حياً / ما بين 8 و12 طائرة نفذوا الهجوم على الضاحية في وقتٍ واحد/ إحدى القنابل استخدمت لأول مرة في القوات الجوية.
رئيس الأركان أوري إسحاق، قال: “نصر الله أراد تدمير إسرائيل فقتلناه”. فيما قال وزير الخارجية يسرائيل كاتس: “القضاء على نصر الله هو أحد أكثر الإجراءات المضادة المبررة التي نفذتها إسرائيل على الإطلاق. نصر الله الذي نشط منذ أكثر من 30 عاماً في الأنشطة الإرهابية ضد إسرائيل، من الجيد أن يتم القضاء عليه”. أمّا رئيس الأركان هرتسي هليفي فقد قال مهدداً: “هذه ليست النهاية. الرسالة بسيطة: أي شخص يهدّد مواطني دولة إسرائيل سنعرف كيفية الوصول إليه”.
إن اغتيال سماحة السيد نصرالله أعطى الكيان المؤقت شعوراً بفائض القدرة والتحكّم، جعله يقدم بعد ساعات قليلة من حادثة الاغتيال، على بدء جزء آخر من المعركة، تمثّل ببدء تدميرٍ ممنهجٍ للمباني في الضاحية الجنوبية. وأوعز الجيش الإسرائيلي بنشر طائراتٍ مقاتلة تابعة لسلاح الجو لتهاجم وتدمر ما زعمت أنه “مستودعات صواريخ حزب الله الساحلية، المدفونة في بنية تحتية تحت الأرض، تحت ستة مباني مدنية مختلفة في قلب الضاحية في بيروت”.
فيما أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “سنواصل العمل بقوة لتقويض قدرات حزب الله، الذي يهدد مواطني دولة إسرائيل والمنطقة بأكملها”. فالسِمة الأبرز للخطاب الإعلامي الإسرائيلي بعد اغتيال سماحة السيد نصرالله هو النشوة بالوصول على الهدف، وهو أمر كفيل برفع المعنويات ومنسوب الثقة لدى الكيان المتعب والمستنزَف من حربٍ مستمرة منذ حوالي السنة.
التغنّي بانتهاء حقبة زمنية كاملة
حادثة الاغتيال تعني في العقل الإسرائيلي العسكري انتهاء مرحلة زمنية كاملة. لخّص وزير الدفاع يوآف غالانت هذه النقطة بقوله: “نفذ الجيش الإسرائيلي واحدة من أهم الإجراءات المضادة في تاريخ دولة إسرائيل. هذا الإجراء أغلق حسابا طويلا مع نصر الله الذي تلطخت يداه بدماء آلاف المدنيين والجنود”.
هذا التغنّي بالانجاز ونشوة النصر بالوصول إلى هدفٍ يسعى الإسرائيلي وراءة منذ ثلاثين عاماً، جعل القادة العسكريين يستسهلون التعامل العسكري والحسم الدموي لأيَ تحدٍّ أمني يواجههم. بمعنى أن الكيان المؤقت يعيش حالياً، حالة قصوى من الشعور بالقدرة والتمكّن والثقة بإنجازاته وخياراته التي تجعله يختار التصعيد أكثر وإسقاط المزيد من الخطوط الحمر، وتجاوز المعقول.
دعّم غالنت نظريته بالقول: الإجراء الذي قمنا به، ينضمّ إلى سلسلة الإجراءات الأخيرة التي يتردد صداها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويرسل رسالة واضحة إلى الذين تصرفوا ضدنا والذين يفكرون في القيام بذلك الآن – أولئك الذين يبدأون حربًا ضد دولة إسرائيل ويحاولون القيام بذلك لإيذاء مواطنيها سيدفعون ثمنا باهظا للغاية، لن نتوقف، نحن مستمرون في العمل وفقًا لالتزامنا بتحقيق أهداف الحرب”. لقد كرّر نتنياهو ووزير الحرب غالنت، ورئيس الأركان هاليفي، والمتحدث باسم الجيش هغاري، جملة واحدة كالشعار أو اللازمة في الأسابيع الأخيرة، “سوف نصل إلى الجميع وفي كل مكان وسنفعل كل ما يلزم”. ويجب الالتفات هنا، إلى أن القيادات العسكرية جميعها تحاول أن تنفّذ كل ما تقوله.
الثأر من مقولة بيت العنكبوت
الجملة التي قالها نتنياهو بعد عملية الاستهداف “لسنا بيت عنكبوت”، تدلّ على عمق الأثر النفسي الذي تركته هذه الجملة الشهيرة، في نفسه ونفوس الإسرائيليين جميعاً، منذ قالها سماحة السيد نصرالله في حفل التحرير الشهير في بنت جبيل. بدا نتنياهو كأنه يحاول إنهاء هذه العقدة النفسية والخروج من مفاعيلها، قال أمام الجميع “لسنا بيت عنكبوت، سنواصل ضرب الأعداء للعمل من أجل أبدية إسرائيل بدون مغالاة ولا مبالغة، لدينا القوة والعظمة”. لا شك أن الإعلام العبري تلقّف مقولة نتنياهو من باب الحاجة إليها أولا، ولاستعادة الثقة ثانياً، ولتخويف الأعداء ولجمهم ثالثاً.
هنا، يمكن ملاحظة الخطوات التصعيدية القصوى، التي لجأ إليها الكيان الإسرائيلي في “معاقبته” للبنان، الشعب والمقاومة والبيئة الحاضنة، وهيبة الدولة أيضاً، من خلا بدء تدمير الأبنية والمربّعات السكنية في الضاحية الجنوبية، تهجير أكثر من مليون مواطن لبناني، عدم السماح للطائرات الإيرانية بالهبوط في مطار بيروت، وتهديد الحدود اللبنانية بشكل دائم.
محاولة تبرئة الشريك الأميركي
في الوقت الذي أعلن فيه مكتب بايدن أن الولايات المتحدة “لم تعلم بالهجوم الإسرائيلي في بيروت ولم تشارك فيه وليس لديها معلومات عنه”، أعلن البنتاغون أن “إسرائيل لم تبلغ الولايات المتحدة قبل الهجوم في الضاحية”. سارع الإعلام الإسرائيلي عبر مختلف المحطات والمواقع، لتمرير مقولة “أميركا لم تكن تعلم شيئاً”، وهي مقولة بدت كأنها تحاول تبرئة الجانب الأميركي واستبعاد دوره، وقد تناولت الصحافة الإسرائيلية ه1ه النقطة بالتحديد، عبر تحليلات وآراء، زعمت فيها أن عدم إبلاغ أميركا بالضربة، هو كي لا تعيق تنفيذها أو تأمر بتأجيلها.
وبكل الأحوال، صرّح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: “تحدثت مع وزير الدفاع غالانت حول الأحداث في لبنان، وأعربت عن دعمي الكامل لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشعبها ضد الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران. وشدّدت على أن الولايات المتحدة عازمة على منع إيران وشركائها من استغلال الوضع أو توسيع الصراع، وستبقى مستعدة لحماية القوات والمنشآت الأمريكية في المنطقة وملتزمة بذلك الدفاع عن إسرائيل”.
ثم جاءت الرسائل من الرئيس بايدن ونائبته هاريس، محبّذةً للجريمة ومثنيةً عليها. قال بايدن إن “مقتل نصر الله في غارة جوية إسرائيلية وسيلة لتحقيق العدالة لضحاياه الكثيرين، بما في ذلك الآلاف من الأميركيين والإسرائيليين واللبنانيين” فيما زعمت هاريس أن السيد نصر الله “كان إرهابياً ويداه ملطختان بالدماء الأمريكية، وقيادته أدّت إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط ومقتل الأبرياء، والجريمة خطوة تحقق العدالة للضحايا”.
كل هذه الآراء والمواقف ليست مستجدة ولا مستغربة من الجانب الأميركي، الذي يحاول منذ شهور أن يظهر بمظهر المدافع عن حقوق الإنسانية، الذي يحاول كبح الإجرام الإسرائيلي أو منعه، فيما الحقيقة المعروفة، أن أميركا شريك كامل للكيان الإسرائيلي المؤقت في كل خططه وأعماله.
انتظار رد كبير وتخوّف من الرد
كان ملاحظاً خلال الساعات الأولى التي تلت التفجير الإجرامي والاستهداف، أن الإعلام الإسرائيلي تحدّث بلهجة ترقّب، فخلال ساعات الليل ذكرت المواقع المختلفة أن “اغتيال نصر الله يثير تهديدات من نوع جديد”، بينما نقلت هيئة البثّ الإسرائيلية عن مسؤولين، أنه “بالتوازي مع الاستعداد لردّ من حزب الله، هناك مخاوف من تنفيذ هجمات” ودعا بعض الإعلام للتيقّظ من ردود كبيرة، أما في اليوم التالي (السبت) فإن لهجة الترقّب والحديث عن رد، تضاءلت وتراجعت ولم تختفِ، فقد ذكرت الصحافة الإسرائيلية أن “الحزب مازال يشكل عنصر قوة كبيرة تهددنا من لبنان. ومع اغتيال نصر الله لم يختفِ كل زعمائه وقادته وعشرات الآلاف من عناصره، فما زال الحزب يملك ما يكفي من السلاح للاستمرار في القتال”.
استثمار عملية الاغتيال
لم يكن الإعلام الإسرائيلي وحده من سعى لاستثمار مناخ عملية استهداف السيد حسن نصرالله، بكل ما انطوت عليه من تفاصيل وسرديات، فالقيادات العسكرية والسياسة وظّفت الحادثة لأهداف تصبّ في مصلحتها. ثمة أربعة عناويت أساسية لهذا الاستثمار هي:
تهديد حماس: فيما يتعلق بتهديد حماس، رأت القيادات الإسرائيلية أن عملية اغتيال السيد نصرالله، ستقطع الطريق على المقاومة الفلسطينية، في غزة بالتحديد، وسيكون لها تأثيرات كبيرة في الميدان الفلسطيني الذي قد يشهد تراجعاً لصالح الكيان المؤقت. تداول الإعلام الإسرائيلي أن ّمسؤولين إسرائيليين قالوا ” هذه رسالة مدوية للسنوار”/ “السنوار سيغير تموضعه الآن داخل قطاع غزة بعد اغتيال نصر الله”.
ويجب الإشارة إلى أن الجانب الإسرائيلي خفّف وتيرة عملياته الإجرامية عندما بدأ بالتفرّغ للجبهة مع لبنان، فالقيادات مشغولة على الأرض بتتبّع الوقائع الميدانية، التي تحصل في لبنان، سواء من ناحية الغارات على الجنوب والبقاع والضاحية والأماكن الأخرى، أو من ناحية محاولات الدخول البرّي إلى قرى الحدود وما ينتج عنها.
الافتخار بالقوة الاستخباراتية: كان من الطبيعي أن يستثمر العدو حادثة بحجم حادثة استهداف السيد، كي يستعرض قوته الاستخباراتية، بهدف الرضا عن الإنجاز أولاً، وبهدف تخويف الآخر ثانياً، وللقول إنه مستعد للتخطيط والعمل والصبر لأكثر من 15 عاما، ليصل إلى هدفه، ثالثاُ. لقد ذكرت المواقع الإسرائيلية وتداولت بمعظمها ما أفادت به مدوّنة Intelli Times الاستخباراتية، التي شرحت بعض التفاصيل المتعلّقة بمكان الاستهداف وظروف بنائه، فقالت إن مقر حزب الله الذي تعرض للهجوم في بيروت، بُني برعاية شركة لبنانية، هي شركة “Arch Consulting” التي أضيفت إلى قائمة العقوبات الأمريكية في سبتمبر 2020 باعتبارها تزوّد حزب الله بخدمات التصميم الهندسي (للمباني والمنشآت الصناعية).
التسويق لعملية بريّة في لبنان: في اليوم التالي لعملية الاغتيال مباشرة، بدأ الإعلام الإسرائيلي بالحديث عن أفق “ما بعد الاغتيال”. كان القاسم المشترك في الإعلام العبري والإعلام العربي المؤيد له (مثل العربية والحدث وسكاي نيوز) أن الخطوة التالية المرجّحة هي الدخول البرّي إلى لبنان. وتساءلت بعض القنوات الإعلامية بكل بساطة عن إمكانية الوصول إلى ما بعد جنوب نهر الليطاني)، ثم نقل الإعلام الإسرائيلي عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين في شبكة ABC News أن “إسرائيل تستعد لعملية برية محدودة في جنوب لبنان ولن تستسلم لمحاولات إدارة بايدن التوصل إلى تسوية سياسية”، هذا من جهة، أما من الجهة الأخرى، فقد أشار بنيامين نتنياهو بصراحة، إلى أن “إسرائيل لديها أهداف أكثر طموحاً بكثير من عودة سكان الشمال”.
القدرة على توسعة التهديدات: لا شكّ أن العدو الصهيوني استثمر جيداً في الترويج والتسويق لهذه النقطة، استناداً على المعنويات التي حقّقها من الاستهداف. إنّ قراءة بسيطة لخطابات القيادات العسكرية وللإعلام، يمكن لها أن تلاحظ هذه النبرة الجديدة من التهديد والوعيد. يمكن القول هنا، إن قيادات الكيان المؤقت تستثمر جيدا في كل نتائج ومخرجات عملية الاستهداف/الاغتيال، فلا يكاد يخلو تصريح من لغة التهديد، ونبرة التشفّي، ومضمون الشعور بالقوة والتفوّق، التي يتعاطى بها الخطاب الإسرائيلي العام والخاص، العسكري والمدني، ليوسّع تهديداتع لسوريا ولبنان وإيران والعراق واليمن، بناءّ على تحقيق النصر الذي حصل عليه من نجاح عملية الاغتيال.