تصدّت المقاومة الإسلامية في لبنان لمحاولة قوات كيان العدو الاسرائيلي التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة الحدودية مع فلسطين المحتلة، وتخوض معها اشتباكات عنيفة.
وأوضحت المقاومة في بيان، أن المجاهدين اشتبكوا عند الساعة (23:00) من مساء الجمعة، مع قوة مشاة إسرائيلية حاولت التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة، مما أدى إلى حصول انفجار ضخم في القوة المتقدمة، وأُجبرت على التراجع، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وعند الساعة (1:50)، أعاد جنود كيان العدو الإسرائيلي محاولة التقدم باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة، فتصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية لها، وما تزال المواجهات مستمرة، حتى كتابة الخبر.
وبالتوازي مع المواجهات، استهدفت المقاومة عند الساعة (2:15) تجمعًا لجنود كيان العدو الإسرائيلي في “كفريوفال” بصلية صاروخية، وتجمعاً آخر في “كفرجلعادي” بصلية صاروخية، وأيضاً في خلة عبير في يارون بصلية صاروخية.
وأعلنت المقاومة الإسلاميّة في لبنان، اليوم السبت، قصف قاعدة رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 1. وقالت المقاومة، في بيان لها: قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 10:30 من صباح يوم السبت 5-10-2024، قاعدة رامات ديفيد بصلية من صواريخ فادي 1.
وكانت العمليات تركزت في بلدتي يارون ومارون الراس، في قضاء بنت جبيل، بعدما تركّزت في اليومين الأوّلين، في العديسة وكفركلا، حيث وقع جنود العدو في كمائن ادت الى مقتل واصابة اكثر من 60 جندياً من وحدات النخبة.
واستهدف المقاومون قوة لآليات وجنود العدو في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى. كما استهدفوا قوة أخرى أثناء تقدّمها باتجاه بيادر العدس غرب يارون. وفجّروا ثلاث عبوات ناسفة بالقوات المتسلّلة باتجاه مارون الرأس، قبل أن يشتبك المقاومون معهم ويوقعوهم بين قتيل وجريح.
وفي وقت لاحق، اشتبك المقاومون مع جنود العدو أثناء محاولتهم التسلل باتجاه بلدة يارون. واستهدفت المقاومة دبابة «ميركافا» في محيط موقع المالكية بصاروخ موجّه مما أدّى إلى اندلاع النيران فيها.
ونشر العدو أمس مقاطع فيديو وصوراً قال إنها مواقع ونقاط عسكرية وصلت قوّاته إليها في القرى الحدودية. وردت المقاومة ببيان ليل امس اشار الى أن الصور «التقطت في بقعة جغرافية تبعد عشرات الأمتار عن الأراضي المحتلة حيث بنى بعض الجنوبيين منازل بالقرب من الحدود.
وبهدف الحصول على هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على التعتيم على الحدث».
وأكّد ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية، أنّ مجاهدي المقاومة الإسلامية يرصدون ويتابعون ويتصدون لكل تحرك معادٍ عند الحافة الأمامية في جنوب لبنان، ويطاردون جنود العدو الإسرائيلي في قواعدهم وثكناتهم الخلفية على طول الخط الحدودي في الأراضي المحتلة، بقذائف المدفعية وصليات الصواريخ.
وأوضح بيان المقاومة ان جنود النخبة في جيش العدو حاولوا عصر امس التقدم من محورين باتجاه مارون الرأس ويارون عند الحافة.
ولدى وصول القوات لنقاط الكمائن المعدّة مسبقًا، فجّر المقاومون عدداً من العبوات (بعضها زُرِع أمس) واشتبكوا مع القوة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، من مسافات قريبة وصلت إلى مسافة صفر، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، واضطر الناجون الى حملهم والانسحاب تحت غطاء مدفعي من مرابض العدو داخل الأراضي المحتلة».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، عن مصادر في الجيش، أنه «في الأيام الأربعة الأولى من العملية البرّية في جنوب لبنان، أدرك الجيش الإسرائيلي أن عناصر حزب الله لا يعتمدون على إطلاق النار من مسافة بعيدة»، وأشار هؤلاء الى أن «الجنود المظليّين أبلغوا بالفعل عن 6 مواجهات من مسافة قريبة».
واضافت الصحيفة أن «عناصر حزب الله يخوضون معارك وجهاً لوجه مع جنود الجيش الإسرائيلي الذين دخلوا جنوب لبنان». كما كشفت تقارير إعلامية عبرية عن محاولة مقاومين أسر جثة ضابط قتيل من وحدة «إيغوز»، في كمين خلة المحافر قبل يومين.
وفي موازاة المواجهات المباشرة، تابعت المقاومة استهداف انتشار الجنود على طول المستوطنات الإسرائيلية الحدودية، في الخطين الأول والثاني، وصولاً الى منطقتي صفد والجولان المحتل. كما استهدفت قواعد نفح وكتسرين وإيلانيا بصليات صاروخية.
وقصفت المقاومة بصليات صاروخية كبيرة عمق الاراضي المحتلة، خصوصا في الكريوت شمال حيفا، ومدينة صفد ومستعمرتي كرمئيل وحتسور. وللمرة الأولى منذ بدء الحرب، دوّت صفّارات الإنذار في قيسارية، شمال الخضيرة، بعد إطلاق صواريخ من لبنان. وبحسب موقع «واللاه» العبري، فإن «رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كان في منزله في قيسارية، وعقب دوي صفارات الإنذار، هرع إلى الملجأ».
في وقت نقلت إذاعة جيش الإحتلال عن مصدر عسكري رفيع، قوله إن «الجيش يستعدّ لتوسيع العملية البرية في جنوب لبنان قريباً، وانه سيعزّز قواته بلواءين إضافيين». وقالت القناة 12 ان ما يجري في لبنان يؤثر على صفقة التبادل في غزة. وأن مصدراً أمنياً وعد عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن «القتال المكثّف سينتهي في غضون أسبوعين أو ثلاثة».
في هذه الاثناء واصل العدو اعتداءاته على لبنان، وأغارت طائراته على الطريق المؤدي الى معبر المصنع باتجاه سوريا، ما أدى الى قطع الطريق الدولية بالاتجاهين. فيما زعمت قناة «كان» العبرية أن «إسرائيل قصفت نفقاً في منطقة معبر المصنع عند الحدود السورية – اللبنانية، بعد رصد تهريب أسلحة».
وأشارت القناة الى أن «إيران تزوّد حزب الله بالسلاح من مخازنها في العراق وسوريا، وأن الكميات تضاعفت». لكن الصور التي وزعت أظهرت بوضوح أن الصواريخ استهدفت الطريق وقطعتها أمام المدنيين. كما اغارت الطائرات على الطريق بين نقطة المصنع وبلدة شتورة في البقاع الاوسط.
وكذلك على طريق بعلبك السريع في مثلث تمنين – أبلح – دير عمار. ومن الواضح أن العدو يهدف الى تقطيع أوصال المناطق اللبنانية، وعزل لبنان عن سوريا.
وفي سياق متصل، تابع العدو استهدافه للفرق الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات في الجنوب بشكل خاص. حيث خرجت أمس، 5 مستشفيات عن الخدمة، 4 منها في الجنوب، إضافة إلى «مستشفى السانت تريز» في منطقة الحدث في محيط الضاحية الجنوبية، بسبب الغارات التي استهدفت محيطه ليل أول من أمس. ويوم أمس، استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط مستشفى «الشهيد صلاح غندور» في بنت جبيل، ما أدى الى وقوع إصابات بين العاملين فيه. وحتى مساء أمس، رفض العدو إعطاء إذن لطواقم «الصليب الأحمر»، عبر «اليونيفيل»، للدخول لإجلاء المصابين الذين عمل موظفو المستشفى على نقلهم بسيّاراتهم الخاصة تحت القصف.