أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية اليوم الأربعاء، العميد يحيى سريع، استهداف مواقع عسكرية في عمق الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة بـ3 صواريخ مجنحة من نوع “قدس5” تدخل الخدمة للمرة الأولى، مؤكدا وصول الصواريخ إلى أهدافها وسط تكتم العدو الإسرائيلي عن نتائج العملية.
وبحسب ما أكده مصدر عسكري يمني رفيع خلال تصريح للميادين، إن صاروخ قدس5 المجنح هو من منظومة قدس بعيدة المدى، ويصل مداه إلى أكثر من 2000 كم، ويمتاز بالقدرة العالية على التخفّي والمناورة.
حيث يعد صاروخ قدس5 من الصواريخ اليمنية المتطورة، وهو صاروخ أرض-أرض مخصص للأهداف العسكرية والحيوية، وفقاً للمصدر نفسه.
ويتميز قدس5 بسرعته الكبيرة وقدرته التدميرية الهائلة واختراقه كل أنواع الدفاعات الجوية المنتشرة في المنطقة، وبالنظر الى الأجيال السابقة لهذا النوع والتي بدى مسار تطورها ملحوظا ومتسارعا اكتسبتها هذه الأجيال الهجومية.
فبعد ظهور الجيل الثالث من هذا النوع صاروخ قدس 3 وهو صاروخ جوال بعيد المدى يعمل بالوقود السائل ويعمل نظام الملاحة لديه بالقصور الذاتي.
كذلك اتى الجيل الرابع منه متميزا بالقدرة الفائقة على التخفي من الرادارات إضافة الى نوعه الاخر قدس 0_Z البحري والذي اثبت فعاليته في الميدان البحري يأتي اليوم الجيل الخامس من هذا النوع و لكم ان تتخيلوا مواصفاته المرعبة..
الأسلحة الفرط صوتية ماهي؟!
السلاح الفرط الصوتي هو سلاح قادر على الانطلاق بسرعة تفوق سرعة الصوت بمقدار يتراوح بين 5 و 25 ضعفاً أو حوالي 1 إلى 5 ميل في الثانية (1.6 إلى 8.0 كم/ث).
بينما فوق هذه السرعات، تنفصل جزيئات الغلاف الجوي إلى بلازما تعمل على امتصاص اشعة الرادار مما يجعل من الصعوبة بما كان رصده ابتداء والتصدي له نظراً لسرعتها الهائلة، التي تجعلها تتمتع بقوة تدميرية هائلة بالاعتماد على طاقتها الحركية حتى دون تحميلها بحشوة متفجرة ضخمة؛ فقوة ارتطام صاروخ فرط صوتي خالٍ من الرأس المتفجر بسرعة 9 ماخ تولد طاقة تدميرية تعادل 3 طن من متفجرات TNT.
تعتبر الصواريخ الفرط صوتية سلاح العصر الحديث وركيزة قواه الرادعة وبالنظر الى طبيعة هذه الأسلحة على مستوى مجالات التصنيع في مضمار السباق العالمي يتواجد هناك عدة أنواع من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت يمكن تقسيمها الى :
١ – مركبة انزلاقية فوق سرعة الصوت: رؤوس حربية صاروخية تناور وتنزلق عبر الغلاف الجوي بسرعات عالية بعد مرحلة إطلاق باليستية أولية.
٢ – الصواريخ الباليستية التي تسافر بسرعات عالية أثناء عودتها إلى الغلاف الجوي.
٣- صواريخ كروز التي تستخدم محركات مثل محرك نفاث فرطي (سكرامجت) للوصول إلى سرعات عالية.
فماهي المحركات النفاثة الفرط صوتية؟!
المحرك النفاث الفرطي scramjet محرك نفاث تضاغطي ذو احتراق فوق صوتي، أي يكون فيه تدفق الوقود خلال غرفة الاحتراق فوق صوتي، وتعمل هذه المحركات في سرعات تبدأ من 5 ماخ، وما يعرف بنطاق سرعات فرط صوتية (Hypersonic Speed).
هذه المحركات تجمع بين الوقود في حالة صلبة والمادة المؤكسدة في حالة سائلة، وتعرف بالمحركات الهجينة، بحسب مصادر ذات صلة..
وفي هذه الحالة يكون الوقود الصلب داخل غرفة الاحتراق، بينما يتم وضع المادة المؤكسدة داخل خزانات تحت ضغط عال لإطلاقها نحو غرفة الاحتراق عند تشغيل المحرك.
وبناء على ما سبق ووفق المنهجية المتبعة التي تنتهجها القوات المسلحة اليمنية في الوتيرة التصاعدية في صنعاتها الحربية يمكننا ان نستشف ان الجيل الخامس من هذا النوع يمتاز بمواصفات فرط صوتية تجعله سلاح ردع مدمر للغاية.. هذا الامر تؤكده الشواهد السابقة لدائرة التصنيع الحربي اليمنية التي طورت في اشهر بسيطة للغاية صواريخ حاطم البالستية الى جيلين من الصواريخ الفرط صوتية فلسطين1 وفلسطين2.
كما استطاعت تطوير الأجيال الأخرى من طراز المسيرات الهجومية نوع صماد في اجياله الأربعة التي تختلف اختلاف جوهري ملحوظ من حيث المدى والقوة التدميرية وكذلك السرعة وتقنيات التخفي وهو ما كشفه الجيل الرابع منها صماد-4، وهي طائرة مسيرة هجومية متعددة المهام حاملة للذخائر والصواريخ ، وتؤدي مهام مزدوجة بين الاستطلاع والعمليات الهجومية” والتي تمكنت من الوصول بسلام الى هدفها في ام الرشراش في الأيام الماضية.
وصول هذه الصواريخ والمسيرات الى وجهتها متجاوزة كل أنظمة الرصد والاعتراض والتشويش الغربية والغير غربية ، يعيد رسم قواعد الاشتباك في الصراع مع هذا الكيان المؤقت وما يضاعف من ذلك هو هوية الجهة التي باتت تمتلكها وهي صنعاء الإسلام، بما تمثله من عقيدة اصيلة راسخة وخيار سياسي مستقل إلى جانب محور الجهاد و المقاومة من ناحية، وموقع جغرافي استراتيجي مهم من ناحية أخرى.
الأسلحة الدفاعية الجوية أيضا ليست بمنأى عن هذا التصاعد المهول في القدرات العسكرية حيث اعلن المتحدث الرسمي للجيش اليمني يوم الاثنين المنصرم عن اسقاط الطائرة MQ9 الأميركية بصاروخ أرض جو بمحافظة صعدة وهي الطائرة الحادية عشرة من نوعها التي تم اسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بعد اسقاط اخرى من هذا النوع في أجواء مارب سابقا وهو الامر الذي يؤكد اتساع نطاق الاشعاع لأسلحة الدفاع الجوي اليمنية ليشمل كافة الجغرافيا اليمنية من جهة وما يشكله هذا التطور من ضرب ميزة التفوق الجوي للعدو ويقضي على فاعليتها على المدى المنظور والقريب جدا.
اقتصاديا هذه المتغيرات الجديدة التي ادخلها اليمن في قواعد الاشتباك في الصراع مع محور الشر الأمريكي الصهيوني القى بضلاله المدمر على الاقتصاد الغربي بشكل اكثر
تعقيداً. وهو الأمر نفسه الذي تسببت به هذه الضربات المدمرة والمتسارعة على الكيان الصهيوني سواء تلك الهجمات الأحادية او الجماعية من كل محاور الجهاد اخرها عملية الوعد الصادق2 المباركة والتي دمرت الروح المعنوية للكيان ومعها كل القواعد السابقة هذه الضربات المزلزلة دمرت محور الارتكاز الأكثر محورية، بما يمثله من رمزية لمحور الشر والتطبيع، اقله فقدان الثقة من المحيط المهرول نحو التطبيع وكذلك للمستثمرين الدوليين بالولايات المتحدة أولاً التي عجزت عن تأمين سفنها فضلا عن سفنهم، وبالطبع شرطيها الشرق اوسطي، الذي لم يعد مكاناً آمناً للاستثمار بعد اقتراب الحرب من بلوغ عامها الأول وتهاوي اساطير الردع وهالات القدرة النافذة.
هذا الامر هو ما سينعكس بالطبع على طبيعة العلاقات الجيوسياسية بين حلفاء الامس في محور الشر الكافر وسيضطرهم في نهاية المطاف الى التخلي بشكل حاسم عن الولاء الوجودي لهذا الكيان الزائل في سبيل الإبقاء على ما بقي لهم من مصالحهم الاستراتيجية مع دول الشرق الأوسط والادنى..
ولله الامر من قبل ومن بعد.
ـــــــــــــــــــــــــــ
الباهوت الخضر