نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً للكاتبة أنشال فوهرا، تتحدّث فيه عن القدرات السرّية لحزب الله، وكيف يمكن أن ينتقم من “إسرائيل”، وتقول إنّ عمليات الاغتيال التي نفّذتها “إسرائيل” لن تمنعه من الانتقام.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
في اليوم نفسه الذي قامت فيه “إسرائيل” بتفجير أجهزة النداء في جيوب أعضاء حزب الله وذهلت الجماعة بقدراتها الحربية السريّة، أعلنت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية “شين بيت” أنّها أحبطت محاولة لاغتيال مسؤول دفاعي كبير في عمق “تل أبيب”، واتهمت حزب الله بالوقوف وراءها، وقالت الوكالة إنّه تم تزويد المتفجرات بكاميرا واتصال خلوي وتم زرعها بمساعدة أحد أصول حزب الله المحلية. ولم تذكر “شين بيت” اسم المسؤول الدفاعي المستهدف، لكن الوكالة أكدت أنّ عملية الاغتيال كانت ستنفّذ عن بعد من لبنان.
إنّ محاولة الاغتيال هذه تتناقض مع نجاح “إسرائيل” في اغتيال العديد من كبار قادة حزب الله على مدى الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وعلى الرغم من أنّ هذا يرقى إلى ضربة شديدة لمعنويات مقاتلي حزب الله، فإنّ المحللين يقولون إنّ الجماعة تحتفظ بالقدرة على شنّ ردّ يشبه، إن لم يكن يطابق، تكتيكات “إسرائيل” عن بعد، التي تجمع بين القنابل التي يتمّ تشغيلها عن بعد والاستخبارات المحلية من العملاء على الأرض.
في العام الماضي، نجا وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس الأركان العامة لـ”الجيش” الإسرائيلي موشيه يعلون من قنبلة زرعها حزب الله في “تل أبيب” إلى جوار شجرة. وفي تلك الحالة، تم اعتقال مواطنين عربيين إسرائيليين من الضفة الغربية للاستجواب.
وتمّ في العملية التي حصلت في أيلول/سبتمبر، استخدام لغم من طراز “كلايمور”، وهو النوع نفسه الذي زرع في هجوم منفصل نُفّذ في آذار/مارس من العام الماضي بالقرب من مفترق مجدو في “إسرائيل”، حيث استخدم أحد عناصر حزب الله سلّماً للتسلّق عبر الحدود. وكان الهجوم انتقاماً لمقتل قائد كبير في قوات رضوان النخبوية التابعة لحزب الله على يد “الجيش” الإسرائيلي في فبراير/شباط الماضي.
ووصف نيكولاس نوي، الذي يتابع شؤون حزب الله، بأنّ الجماعة لديها قوة شديدة الصبر والانضباط، وقال إنّها مارست ضبط النفس الاستراتيجي عمداً، مؤكداً أنّ تحفّظ المنظمة النسبي حتى الآن لا ينبغي أن يُساء فهمه على أنه افتقار إلى الطموح أو القدرات.
إنّ القدرات السرية المحددة لحزب الله غير معروفة، ولكن إلقاء نظرة على مهامه السابقة يرسم صورة لما هو قادر عليه.
وكثيراً ما اتُهمت الجماعة باستخدام السيارات المفخخة لقتل القادة الإسرائيليين في الداخل وضرب المصالح الإسرائيلية في الخارج. ويقال إنّ لديها فريق اغتيال مدرب يسمى الوحدة 121؛ وتواصل عالمي بين مؤيديها؛ وخبرة في تنفيذ عمليات الأسر، وتحالفات مع حركات إقليمية يمكن أن تضرّ بمصالح “إسرائيل” والولايات المتحدة في المنطقة وتمنع التجارة الدولية التي تمر عبر البحر الأحمر. ويحذّر الخبراء من أنّ كل هذه الموارد يمكن استخدامها في حرب كاملة ضد “إسرائيل”.
في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، هدّد السيد حسن نصر الله، بأنّه في حالة الحرب مع “إسرائيل”، ستكون “كل الخيارات مطروحة على الطاولة، ويمكننا اللجوء إليها في أي وقت”. وقال خبير لبناني، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنّ هذا التصريح يُترجم على الأرجح تبنّي حزب الله لكلّ تكتيك استخدمه في الماضي، وأكثر من ذلك.