بعد الحرب النفسية التي شنّها الكيان المؤقت على بيئة المقاومة عبر الترويج لتخلّي الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن حزب الله، جاء الردّ الإيراني سريعاً بعملية “الوعد الصادق الثانية”، التي تجسدت بمئات الصواريخ التي أطلقت على قلب الكيان مستهدفةً مجموعة من المواقع العسكرية والحيوية، والتي ستترك تداعيات مستقبلية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية والحرب في غزة ولبنان وعلى المنطقة.
ومن الواضح أن هذه الأهداف شكّلت ضربة قاسية للكيان بعد أسبوع من نشوة نصر اجتاحته عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله والعمليات المتتالية التي استهدفت المقاومة في لبنان. وبحسب موقع والا العبري “الردّ الإيراني أمس شكّل أكبر وابل من الصواريخ الباليستية تمّ إطلاقه على أي بلد على الإطلاق”.
وعلى إثر هذا الردّ سارع الإعلام العبري وقادة الكيان إلى إصدار التحليلات والتعليقات حول هذه الضربة والتي جاءت على الشكل التالي:
– ما حصل هو 7 أكتوبر جديد. لا يزال يوم 7 أكتوبر يتكرر في وعي الإسرائيليين بأشكال أخرى فخيّم هذا الشبح يوم أمس بالضربة الإيرانية على الكيان (200 صاروخ باليستي في غضون نصف ساعة)، كما تمثل بالعملية النوعية في يافا/ تل أبيب التي اوقعت 7 قتلى و16 جريحاً، ووضعت بطريقة تنفيذها الجريئة والمحترفة كيان الاحتلال في حالة ضياع أمنى مع انذارات بعمليات مماثلة تجري في اكثر من مكان.
– الضربات الإيرانية استهدفت مواقع عسكرية وليس مدنيين. ركّز الإعلام العبري على أن الضربة الإيرانية استهدفت المواقع العسكرية وليس المستوطنين الإسرائيليين وذلك بهدف التخفيف من وطأة تأثير الصواريخ في سماء تل أبيب على الحالة النفسية التي اجتاحت السكان ونقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه بعد الهجوم الصاروخي من إيران، أفادت جمعية نتال عن زيادة بنسبة 480% في طلبات المساعدة النفسية.
– ضرورة مهاجمة إيران وإيذائها، كما والتأكيد على حق الكيان بالرد في الزمان والمكان المناسبين. فعقب الحادث صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: لدينا الحق بالرد في الزمان والمكان المناسبين.
– تم تصدّي الكيان للصواريخ الإيرانية بالتعاون مع الحلفاء. نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول أميركي قوله بأن “الولايات المتحدة شاركت في اعتراض الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل”.
– عملية يافا جاءت بالتنسيق مع الإيرانيين للتشتيت قبل إطلاق الصواريخ. قال الكاتب يوسي ميلمان: لدي شك “غير مستند لمعلومة” بأن عملية إطلاق النار في يافا تم تنسيقها للتشتيت قبل إطلاق الصواريخ من إيران. وأضاف “إيران تشن أيضاً حرباً إلكترونية حيث أرسلت رسالة زائفة إلى الإسرائيليين بمغادرة الملاجئ والغرف المحصنة وأن الهجوم قد انتهى”.
– ردّ الكيان سيكون مختلفاً وقاسياً وغير متوقّع، وسيكون الثمن باهظًا. علّق الوزير بيني غانتس على الهجوم بالقول “إما نحن وإما هم، من يهاجمنا سنهاجمه ونؤذيه”.
– إيران أعلنت الحرب على الكيان: قال عضو الكنيست ألموغ كوهين: إيران أعلنت الحرب على إسرائيل، وهذه التصرفات الحمقاء ستفتح عليهم أبواب جهنم. وصرّح زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان: يجب فوراً قصف جميع منشآت النفط والغاز والنووي في إيران.
– أي قرار سيتّخذ سيعتبر دراماتيكياً وقد يقود إلى إشعال حرب إقليمية.
– أكتوبر شهر النكبات بالنسبة للمستوطنين: قال مواقع للمستوطنين: شهر أكتوبر هو شهر النكبات لدينا، لم ننس بعد السابع من أكتوبر الماضي واليوم حماس وإيران ذكرونا فيه. أما رئيس بلدية تل أبيب فقال أثناء الهجوم بأن “يجب وقف الحرب فوراً، نتنياهو أدخلنا في الجنون”.
– لا يوجد أي مس بجاهزية سلاح الجو وستتواصل الهجمات في الشرق الأوسط.
أخرجت عملية “الوعد الصادق الثانية” الصواريخ الإيرانية الفرط صوتية الى الخدمة وأصابت مقتل نوعي في كيان الاحتلال بإنزال عشرة ملايين مستوطن الى الملاجئ دفعة واحدة. ومثّلت صور تساقط الصواريخ كالمطر على أهدافها المحددة من منشآت عسكرية هامة، وفشل كل خطوط الدفاع المحلية والإقليمية والأميركية في التصدي لموجة النيران الايرانية العنيفة، مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة وتداعيات على شرق أوسط سيتغير مع أحداث متسارعة في رقعة جغرافية مشتعلة، بالإضافة إلى الزخم المتصاعد للحروب الدائرة في غزة ولبنان. وطرح سؤالاً حقيقاً لدى النخبة الإسرائيلية حول إمكانية التصدي لخطر الصواريخ الإيرانية في المستقبل القريب.