في ظل اشتداد عدوان الصهاينة على لبنان، وخاصة الهجمات الوحشية التي نفذوها في الأيام الماضية وأدت إلى مقتل وجرح آلاف المدنيين في لبنان، حذرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية حول السيناريوهات الخطيرة القائمة ضد كيان الاحتلال، وأن حزب الله يدخل “إسرائيل” في مستنقع جديد.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه رغم أن “إسرائيل” شنت هجماتها العنيفة على لبنان، إلا أنه في حال نشوب حرب برية فإن الصورة ستتغير، وحينها ستقاتل “إسرائيل” على أراضي حزب الله، والامتيازات التي يتمتع بها الإسرائيليون في مجال الاستخبارات والتكنولوجيا، لن تكون عاملا حاسما في الحرب البرية.
وجاء في هذا التقرير: واصل حزب الله مهاجمة أهداف إسرائيلية خلال العام الماضي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، ويمتلك حزب الله ترسانة كبيرة من كل أنواع الصواريخ والصواريخ المضادة للدبابات والطائرات دون طيار، والتي يمكنها استخدام هذه الأسلحة بشكل كبير إذا تقدمت “إسرائيل” على الأرض.
وأضافت الصحيفة: من أحدث أسلحة حزب الله وأخطرها، لا بد من أن نذكر صواريخ الماس الموجهة المضادة للدبابات، والتي تتيح لحزب الله ضرب “إسرائيل” بدقة أكبر مما كانت عليه في حرب تموز/يوليو 2006. في الحرب الأخيرة بين حزب الله و”إسرائيل”، كان لدى هذا الحزب نحو 12 ألف صاروخ وقذيفة، لكن الوضع الآن مختلف تماما.
وتابعت صحيفة وول ستريت جورنال: إن المحللين العسكريين يعتقدون أن ألماس هو نسخة عكسية من صاروخ سبايك الإسرائيلي، الذي ربما حصل عليه حزب الله في عام 2006، ويمكن مقارنة صاروخ الماس بالصواريخ المتطورة المضادة للدبابات مثل صاروخ جافلين الأمريكي، ويسمح هذا الصاروخ لحزب الله باستهداف الأهداف بدقة أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي.
سيكون لبنان بالنسبة ل”إسرائيل” مثل فيتنام بالنسبة لأمريكا
وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن عدوان الكيان الصهيوني على لبنان لم يكن فعالا، وأكدت أن “إسرائيل” ستصل إلى طريق مسدود في لبنان كما حدث في عام 2006، وإذا حدثت حرب برية فإن لبنان سيكون مستنقعا آخر ل”إسرائيل” مثل غزة.
قال دانييل بايمان، العضو البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وأحد المسؤولين السابقين في الحكومة الأمريكية الذي أعد تقريراً مفصلاً عن الترسانة العسكرية لحزب الله، وعن وضع “إسرائيل” في لبنان، دعونا نعود إلى الولايات المتحدة الوضع في فيتنام في عام 1980.
وفي هذا السياق، أعلنت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن “أساف أوريون”، الجنرال المتقاعد في الكيان الصهيوني، أن “إسرائيل” ستتكبد بلا شك خسائر كبيرة في لبنان، والدخول في حرب كبرى ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
وأوضح هذا الإعلام الأمريكي أن “إسرائيل” تواجه العديد من النقائص الاستراتيجية في مواجهة حزب الله؛ رغم أنها تمتلك أسلحة متطورة من بينها مقاتلات إف-35 ودفاعات جوية متعددة الطبقات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن حزب الله لا يبحث عن النصر في الحرب مع “إسرائيل” بالمعنى التقليدي؛ بل إنها تنوي إدخال الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف، تماماً كما نجحت حماس، كمجموعة لا تقارن قوتها العسكرية على الإطلاق بحزب الله، في إبقاء “إسرائيل” في مستنقع حرب الاستنزاف في غزة لمدة عام تقريباً.
وجاء في استمرار تقرير الصحيفة الأمريكية: يعتقد المحللون العسكريون في الولايات المتحدة أن حزب الله قد يستخدم التكتيكات التي تستخدمها روسيا في أوكرانيا من خلال إطلاق وابل من الصواريخ والطائرات دون طيار لإرباك أو تعطيل الدفاعات الجوية الإسرائيلية ومن ثم مهاجمة مواقع حساسة مثل استخدام القواعد العسكرية والموانئ وشبكات الكهرباء، ويقول المسؤولون الإسرائيليون أيضًا إنه إذا بدأ حزب الله هجماته، فسوف يُقتل مئات الإسرائيليين.