الرئيسية زوايا وآراء إن شانئكم هو الأبتر.. لا تهِنوا..

إن شانئكم هو الأبتر.. لا تهِنوا..

حزب الله اللبناني ينعي رسميا أمينه العام السيد حسن نصرالله

إن شانئكم هو الأبتر.. لا تهِنوا..

هذه الآية هذا مقامها وهذا زمانها.. ىيُجافيني النّوم، يُجافيني وأكاد أسمع الأرض والسّماء تضُجّان.. حتى عندما استشهد أخي لم أشعر أنه في رقبتي ثأر شخصي، لماذا أشعر اليوم وكأنّه استيقظت في داخلي كل ثارات كليب؟؟!!…

لا تُصالح.. اليوم حزن.. وغداً ثأر. نعم، است..شهد الحسن….وبقى نصر الله.. ليست القصّة فحسب أنكم قتلتُم أجملنا وأغلانا، إنّما أيقظتم فينا كلّ تلك الثارات.. تسألون أيّة ثارات؟؟!! ها قد فتحنا دفتر الحساب على دير ياسين.. 3000 طن متفجرات؟؟!!

تُرى أيّ خوف هذا الذي يسكُنكم؟؟!!.. حسناً، الخوف الحقيقي لم تعرفونه بعد.. نعم، إنها الضاحية الجنوبية، أقدس أقداس بقاع المقاwمة، هذا بيت الله الحرام، هناك على بوّابة الضاحية نُقِشت هذه العبارة (ألا إن ح.z.ب الله هم الغالبون).

هل تعرفون معناها؟.. سَلوا لواء جولاني عن ذلك، وقد خبروهم ثلاثين عاماً ونَيف.. هل سبق وحدّثكم أحد عن الصّراط المُستقيم؟.. هل شاهدتُّم يوماً ما عرضاً عسكريّاً للمقاومة؟.. أن تروا تلك الصّفوف تسير تلك المشية المهيبة، وتلك الوجوه السمراء ترنو حيث لا حدود للعزّة والكرامة، والزّنود إيّاها تقبض على الكلاشينكوف، تقبض على البندقية وتقبض على حدود الوطن.

نحن أصحاب الحزن الفاخر…الحزن الذي يبدأ بدمعة وينتهي بذي الفقار.. لن يكفينا من دمائكم كلّ دمائكم، كلّ قطرة دم سُفِكت من جسد الصّادق الأمين، هي بكل تلك الجدائل العفِنة، هي بكل تلك الأرواح النّجسة….
وليس لمثلنا أن يُكسر.

هذا البأس سيتحوّل طيوراً أبابيل..
وهاتيك السّجيل سترونها قريباً..
إحرقوهم حيث ثقفتموهم..

ذروهم رماداً، هباباً، هباءً، فحرامٌ على أيّ أرض أن تضُم جثثهم، أنها لن تُنبت إلا زقّوماً رؤوسها طلع الشياطين.. تسألون عن عُدّتنا؟ انظروا إلى أعيُننا، وسترونها.

هذه العيون لم تُخلق للنّظر إلى الأسفل إلا في الرّكوع والسّجود.. عدا ذلك، لا نرضى غير السّماء قِبلةً..
ولن نُعكّر صفو فرحة سيّدنا أنه موجود حيث يجب للنّور أن يكون موجوداً.. لن نُعكّر فرحته أنّكم أحبطتّمونا..

فكلمة الإحباط قد غادرت معاجمنا منذ زمن.. تسألون منذ متى؟.. أتذكرون خطاب بيت العنكبوت؟؟..
نعم، نحن نألم.. ولكن متى كان هذا جديداً؟.. ولكن الألم الذي ستعرفونه قريباً لم تعرفونه من قبل..

لكُم أن تنتشوا بدمائنا الآن..
فقد قلتُ لكم: اليوم حزن..
وغداً.. تشمتون أن ذاك الحزن يجتاحنا؟.. لن تتخيّلوا كم هو كبير..
ولكن ستعرفون حجمه عياناً وأنتم تحصون تلك الصواريخ فوق رؤوسكم..
تفرحون أنكم قتلتم سيّدنا؟..

حسناً، نحن أبناء الفقر، أبناء القهر، لن نتقبّل العزاء، فقبل الديّة ليس هناك عزاء، ولسنا نرضى من ديّة لتلك الرّوح الجميلة سوى أن تُرفرف تلك الراية الصفراء المُباركة إيّاها فوق مقر الكنيست.. هناك حيث ستصل فرقة الرضوان، وهناك فقط سنتقبّل العزاء، وعدا ذلك لا عزاء لنا..
أتذكرون تلك الأصبع الشريفة عندما كان يُلوّح بها الصادق الأمين..

إذًا اكتبوا وصاياكم.. حضّروا أكياس الجّثث.. أليس الصبح بقريب؟؟.. أنا لا أحب كتابة الرّثاء، فنحن نكتب لكي نقتل أوجاعنا، وأنا لا أريد لهذا الوجع أن يموت، أريده أن يبقى كالجّمر يحرقني كلّما سهوتُ..
لا تُصالح.. هذه ستكون أوّل جملة في وصيتي لأولادي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
باسل الخطيب

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version