الذكرى التاسعة لقرار نقل وظائف البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن

235
الذكرى التاسعة لقرار نقل وظائف البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن

اليوم يعد الذكرى التاسعة لقرار نقل وظائف البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن ، وهذه القرار الذي جاء تنفيذا لمخرجات اجتماع عقد على مستوى وزراء خارجية الدول الرباعية ( امريكا – بريطانيا – السعودية – الامارات ) كرد فعل على فشل مفاوضات الكويت ٢ التي انتهت اواخر أغسطس من ٢٠١٦ دون تقدم.

هذه الذكرى هي ذكرى الانقسام النقدي والمالي وهي ذكرى إقحام البنك المركزي في الصراع بعد أن أبدت عدد من المؤسسات الدولية المالية إرتياحها من ثبات البنك كمؤسسة مستقلة ودعت كافة الأطراف بعدم ي باستقلالية البنك والتعاون مع قيادته .

لكن تلك المؤسسات ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين والأمم المتحدة سرعان ما انقلبت على مواقفها السابقة تجاه البنك ولم تستطيع مقاومة التوجة الأمريكي التدميري في هذا البلد .

وفي هذا المناسبة ، نذكر بأن الاتفاق على تحييد البنك وتوحيد السياسة النقدية ، ضرورة لتخفيف الكثير من المعاناة الناتجة عن هذا الانقسام الكارثي .

الحديث عن تداعيات هذا الانقسام يطول أكان على مستوى إنهيار سعر صرف العملة ، أو ارتفاع الدين العام الداخلي ، أو تداعيات الانقسام النقدي على صرف مرتبات الموظفين وأثر ذلك على الحركة التجارية الداخلية ، وعلى مستوى التباين الكبير في سعر. صرف العملة والذي ضاعف معاناة شرائح واسعة من المجتمع الذين يعملون في محافظات تعتمد العملة المطبوعة وتعيش أسرهم في محافظات تتعامل بالعملة القديمة القانونية.

اتمنى أن يحدث إختراق في هذا الملف الاقتصادي الهام ، كون أي تقارب في هذا الجانب الإنساني الصرف سيعزز الثقة بين الأطراف المعنية ،وسيدفع نحو تنفيذ المزيد من خطوات بناء السلام .

فالوطن والمواطن هو الخاسر الوحيد من استمرار الانقسام المالي والنقدي ، واليمنيين اولى بمعالجة مثل هذه الملفات من غيرهم ، فالخارج هو من شرعن هذا الانقسام ، وهو نفسه من دمر المقدرات الوطنية في المحافظات الجنوبية كتدمير للموانئ واحتلال لها وتحويلها إلى ثكنات مسلحة ،وكذلك عسكرة المطارات ، واطفاء شعلة مصافي عدن لاول مرة في تاريخها ، وهو ذاته من فرض تحويل عائدات النفط إلى حسابات خارجية،وهو ذاته من منح المليشيات ومراكز القوى التابعة له حق السيطرة على معظم الموارد العامة للدولة.

وذلك بعد تدمير المقدرات في المناطق الشمالية بالقصف المباشر وفق خارطة تدمير مخطط لها مسبقاً.. بمعنى العدو الخارجي يريد يمن ضعيف معتل ، و لديه أجندات ومطامع في هذا البلد تفوق صراعات اليمنيين وحساباتهم ، ولن يكترث لمعاناة اليمنيين ، فهو يستيق ذلك بمنح نفسه صك برائة من أي مسؤولية عن تفاقم المعاناة اليمنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
رشيد الحداد

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا