كان من المزمع أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، اجتماعًا صباح الأحد الماضي لتدارس التصعيد على الجبهة اللبنانية الشمالية، وتقييم الأزمة المتفاقمة جراء استهداف المقاومة اللبنانية للمناطق الشمالية الإسرائيلية.
لکن هذا الاجتماع ألغي في اللحظات الأخيرة، وأرجئ إلى موعد لاحق، ولم يكن السبب وراء هذا الإلغاء استمرار القصف من الجانب اللبناني، بل إطلاق صاروخ باليستي يمني استهدف تل أبيب، ما حوّل الأنظار عن المواجهة مع لبنان.
وقع هذا الهجوم الصاروخي في ساعات الفجر الأولى من يوم الأحد الماضي، مخلفًا حالةً من الذهول في أوساط الكيان الصهيوني، ورغم أنه لم يكن الهجوم اليمني الأول على تل أبيب، إلا أنه شكّل سابقةً من حيث استخدام صاروخ باليستي لاستهداف قلب الكيان الصهيوني.
وقد أدى هذا التطور الخطير، إلى إطلاق صفارات الإنذار مجددًا بعد هدوء نسبي، ما دفع السكان بأعداد كبيرة إلى الملاجئ، وأفادت قناة الجزيرة بدوي صفارات الإنذار في عمق الأراضي المحتلة، وفي نحو 20 مستوطنة ومدينة شرق وجنوب تل أبيب.
أين هي نقطة ارتطام الصاروخ اليمني؟
أكدت مصادر إعلامية عبرية سقوط الصاروخ اليمني في محيط العاصمة الاقتصادية للكيان الصهيوني، تل أبيب، في تطور استراتيجي غير مسبوق:
تحديد موقع الاستهداف:
كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الصاروخ اليمني أصاب بدقة منطقةً متاخمةً لمنشأة مطار استراتيجية شرق تل أبيب، وأفادت شبكة “كان” العبرية، بتفاصيل أكثر دقةً، بأن الصاروخ الباليستي سقط على بعد 6 كيلومترات فقط من مطار بن غوريون الدولي، في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة، ووفقًا للتحليلات الأولية، اتخذ الصاروخ مسارًا شرقيًا، ليستقر في منطقة يُزعم أنها غير مأهولة في العمق الإسرائيلي، شرق تل أبيب.
التحقيقات الجارية وتداعيات الحادث:
في بيان رسمي صدر صباح الأحد الماضي، أقرّ الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقوع الهجوم الصاروخي اليمني، مدعيًا أن الصاروخ سقط وتحطّم في منطقة خالية من السكان وسط “إسرائيل”، شرق تل أبيب، وأضاف إن فرق التحقيق تعكف حاليًا على تحليل بيانات الاعتراض والتتبع، في محاولة لفهم كيفية اختراق الصاروخ للمنظومات الدفاعية الإسرائيلية المتطورة.
آثار الاستهداف:
نقلت قناة الميادين اللبنانية، استنادًا إلى مصادر عبرية وأدلة مصورة من موقع سقوط الصاروخ اليمني في تل أبيب، معلومات تفيد باندلاع حريق في نقطة الارتطام، ما يشير إلى حجم الدمار الناجم عن الهجوم.
إطلاق صاروخي من مسافة تتجاوز ألفي كيلومتر، يُعيد صياغة المشهد الاستراتيجي
أكدت مصادر استخباراتية صهيونية رفيعة المستوى، أن صاروخًا باليستيًا يمنيًا قد اخترق المجال الجوي للكيان الصهيوني، قاطعًا مسافةً تتجاوز ألفي كيلومتر في مدة زمنية قياسية لم تتعدَ الخمس عشرة دقيقة.
وفي تصريح يعكس حجم الصدمة، أدلى الجنرال “غادي آيزنكوت”، عضو الكنيست والرئيس السابق لهيئة أركان الجيش الصهيوني، ببيان مقتضب أقرّ فيه بتغير جذري في موازين القوى الإقليمية.
تداعيات الضربة الصاروخية:
رغم المحاولات الأولية للتعتيم الإعلامي وادعاء استتباب الأوضاع في تل أبيب، إلا أن تسريبات إعلامية عبرية كشفت عن حجم الأضرار الفادحة:
إصابات بشرية: وثقت مصادر طبية إصابة تسعة مستوطنين صهاينة بجروح متفاوتة أثناء التدافع نحو الملاجئ، عقب تفعيل منظومة الإنذار المبكر في مناطق واسعة من فلسطين المحتلة.
أضرار بنية تحتية: تعرضت محطة مترو “بتي موديعين” المركزية لأضرار هيكلية جراء سقوط شظايا صاروخ اعتراضي تابع لمنظومة “حيتس” الدفاعية.
خسائر اقتصادية: أكدت مصادر صناعية اندلاع حريق هائل في منشأة صناعية استراتيجية بضواحي تل أبيب، نتيجة إصابة مباشرة من الصاروخ الباليستي اليمني.
اضطراب أمني غير مسبوق: كشفت إحصائيات رسمية عن لجوء ما يزيد على 2,365,000 مستوطن إلى الملاجئ، في مشهد يعكس حالةً من الذعر الجماعي غير المسبوق في تاريخ الكيان الصهيوني.
صنعاء توجّه إنذاراً استراتيجياً لتل أبيب: لا تعولوا على منظومتكم الدفاعية
في تصريحات حصرية لقناة الميادين، كشفت مصادر عسكرية يمنية رفيعة المستوى عن استراتيجية متعددة الأبعاد، تتجاوز حدود الرد التقليدي.
حيث أكدت هذه المصادر أن القوات المسلحة اليمنية قد التزمت بتنفيذ سلسلة من العمليات النوعية ذات الطابع الاستراتيجي، تتسم بالدقة العالية وعنصر المفاجأة، وشددت على أن هذه العمليات لن تكون مجرد رد فعل عابرا، بل ستشكّل نهجاً مستداماً يعتمد على التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق.
وفي رسالة تحذيرية واضحة، أشارت المصادر إلى أن الكيان الصهيوني بات في موقف لا يسمح له بالاتكال على منظوماته الدفاعية، واستشهدت بنجاح العملية السابقة أي طائرة “يافا” المسيرة، مؤكدةً أن الترسانة اليمنية الحديثة قادرة على استهداف مجموعة واسعة من المنشآت الاستراتيجية الحيوية داخل العمق الإسرائيلي.
انهيار الأسطورة الدفاعية الإسرائيلية
إن ما يضفي أهميةً استثنائيةً على اختراق الصواريخ اليمنية للمجال الجوي الإسرائيلي ووصولها إلى محيط تل أبيب، هو الفشل الذريع الذي منيت به المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في التصدي لهذا التهديد.
وفي هذا السياق، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة أن قيادة الجيش الإسرائيلي قد شرعت في إجراء تحقيق استراتيجي شامل، لتحديد الثغرات التي سمحت للصاروخ باختراق شبكة الرصد والإنذار المبكر، رغم المسافة الشاسعة التي قطعها من اليمن.
إخفاق منظومة “حيتس” (السهم)
أفادت تقارير استخباراتية موثوقة بأن منظومة “حيتس”(السهم)، التي تعدّ حجر الزاوية في الدرع الصاروخي الإسرائيلي، قد فشلت فشلاً ذريعاً في اعتراض الصاروخ اليمني.
وفي تطور دراماتيكي، تمكن الصاروخ من اختراق طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلية المتعددة، متجاوزاً المجال الجوي لعدة دول في المنطقة، ليصل إلى قلب تل أبيب، متحدياً جميع محاولات الاعتراض.
ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تمكن الصاروخ اليمني من اختراقها؟
في حدث استراتيجي بارز، نجح الصاروخ الباليستي اليمني في اختراق الدرع الدفاعي الإسرائيلي، ما يستدعي تحليلاً معمقاً لطبيعة المنظومات التي تم تجاوزها.
وفق تقرير لقناة العربية، شهدت “إسرائيل” خلال العقد ونصف العقد المنصرم تحديثاً جوهرياً لترسانتها الدفاعية الجوية، مع نشر تقنيات متطورة لاعتراض الصواريخ الباليستية ذات المدى الممتد حتى 2400 كيلومتر، بيد أن نجاح الصاروخ اليمني في بلوغ هدفه، قد كشف عن ثغرات جوهرية في هذه المنظومات المفترض أنها توفّر حمايةً شاملةً للكيان الصهيوني.
القبة الحديدية
تتصدر منظومة “القبة الحديدية” قائمة الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية من حيث الشهرة والفعالية المزعومة، منذ تدشينها في عام 2011، غير أن نطاق عملها المحدود، والذي يتراوح بين 4 و70 كيلومتراً، يجعلها قاصرةً عن التصدي للتهديدات بعيدة المدى، مقتصرةً على اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة.
سي دوم
تمتد المنظومة الدفاعية الإسرائيلية إلى المجال البحري عبر نظام “سي دوم”، النسخة البحرية من “القبة الحديدية”، ووفقاً لمزاعم شركة “رافائيل” المطورة للأنظمة المتقدمة، فإن هذه المنظومة تتمتع بقدرات اعتراضية مماثلة لنظيرتها البرية. ومع ذلك، يبقى وجودها في مياه البحر الأحمر محل تساؤل، وفي حال تأكيد انتشارها هناك، فإن نجاح الصاروخ الباليستي اليمني في الوصول إلى هدفه، يشكّل دليلاً دامغاً على قصور هذه المنظومة أيضاً.
منظومة مقلاع داوود
في مسعاها الدؤوب لتعزيز ترسانتها الدفاعية، أقدمت القوى الصهيونية على نشر منظومة “مقلاع داوود” – ذلك الصرح التكنولوجي الذي دخل ميدان الخدمة الفعلية عام 2017، مستهدفاً اعتراض القذائف ذات المديات المتوسطة والبعيدة.
هذه المنظومة، التي تُعدّ ثمرة تعاون استراتيجي بين شرکة الصناعات العسكرية الإسرائيلية “رافائيل” ونظيرتها الأمريكية “رايثيون تكنولوجيز”، قد صُممت بغرض سد الثغرة التكتيكية الفاصلة بين منظومتي “القبة الحديدية” والنظام الصاروخي المتطور “آرو” (السهم).
تدّعي الأوساط العسكرية الصهيونية أن “مقلاع داوود” يمتلك القدرة الفائقة على رصد وتحييد طيف واسع من التهديدات الجوية – بما فيها الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة – ضمن نطاق يمتد إلى 200 كيلومتر.
غير أن هذه المزاعم قد تعرضت لاختبار حاسم إثر إطلاق صواريخ من الأراضي اليمنية، حيث أظهرت المنظومة عجزاً ملحوظاً عن التصدي لهذا التهديد، وهذا الإخفاق الذريع يثير تساؤلات جوهرية حول الجدوى الحقيقية لهذه المنظومة في ساحات القتال الفعلية، ويكشف عن هشاشة الدرع الصهيوني المزعوم في مواجهة التحديات الإقليمية.
منظومة “آرو” (السهم)
في إطار سعيها الحثيث لتحصين جبهتها الداخلية، تتباهى دولة الاحتلال الصهيوني بامتلاكها منظومةً دفاعيةً صاروخيةً فائقة التطور تُعرف بـ”آرو” (السهم)، هذه المنظومة، المتمثلة في جيلين متعاقبين – “آرو 2″ و”آرو 3” – تدّعي القدرة على اعتراض الصواريخ المنطلقة من مسافات شاسعة تصل إلى 2400 كيلومتر، سواء داخل نطاق الغلاف الجوي أو في الفضاء الخارجي.
ويزعم مهندسو هذه المنظومة أنها قادرة على نسج شبكة دفاعية واسعة النطاق، تمتد مظلتها الواقية لتشمل المواقع الاستراتيجية والتجمعات السكانية الكبرى، بيد أن هذه الادعاءات المبالغ فيها، سرعان ما تبددت أمام محك الواقع.
ففي خريف العام المنصرم، وفي خضم التصعيد الإقليمي، أعلنت قوات الاحتلال عن تفعيل منظومة “آرو” للتصدي للقذائف المنطلقة من منطقة البحر الأحمر، إثر اندلاع الهجمات اليمنية، غير أن هذه المنظومة، التي طالما تغنى بها ساسة الكيان الصهيوني، قد منيت بفشل ذريع في اعتراض الصاروخ الباليستي اليمني، ما أثار تساؤلات جوهرية حول جدواها الفعلية وقدرتها على الصمود في وجه التحديات الحقيقية.
الشعاع الحديدي
في محاولة يائسة لسد الثغرات في منظومتها الدفاعية، تنكب القوات الصهيونية حالياً على اختبار تقنية جديدة أطلق عليها اسم “الشعاع الحديدي”.
تعتمد هذه المنظومة الطموحة على توظيف تكنولوجيا الليزر المتقدمة لاعتراض القذائف من مسافات قريبة، وذلك بتكلفة تشغيلية أقل بكثير مقارنةً بنظيرتها “القبة الحديدية”، التي تستنزف ميزانيات طائلة، حيث تصل تكلفة الصاروخ الواحد فيها إلى آلاف الدولارات، بيد أن هذا المشروع الطموح لا يزال في طور التجارب، ووفقاً للتقديرات الحالية، من غير المتوقع أن يرى النور قبل عام 2025.
ـــــــــــــــ
الوقت التحليلي