جاءت رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” القائد يحيى السنوار، لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بما حملته من مضامين ودلالات، بمثابة الصفعة في وجه نتنياهو وحلمه في القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة وكل فلسطين.
رسالة القائد يحيى السنوار، تؤكد عمق الشراكة الفلسطينية – اليمنية، وفعالية العمليات العسكرية النوعية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية نصرة للشعب الفلسطيني، سواء باستهداف المناطق المحتلة، أو منع عبور السفن الصهيونية والمرتبطة بالكيان الغاصب، مروراً بالطائرة المسيرة التي استهدفت “يافا” منتصف يوليو الماضي، وصولاً إلى العملية النوعية التي استهدفت بصاروخ “فلسطين2 ” هدفاً حساساً للكيان الصهيوني قرب ما يسمى إسرائيلياً “تل أبيب” وهروب مليونين و365 ألف صهيوني إلى الملاجئ.
وما لفت أنظار المحللين، في رسالة يحيى السنوار، تمييز السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، برسالة خاصة، بما تضمنته من وصف يعبر عن العاطفة الصادقة والمشاعر الفياضة والإرادة الصلبة التي وجدها من القيادة اليمنية في دعم المقاومة الفلسطينية منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”، سواء في ميدان المقاومة، أو المخاطبات وما تحمله من رسائل.
رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، للسيد القائد تزامنت مع حدثين عظيمين الأول، احتفال اليمنيين بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والذي يُعد الأكبر على مستوى المنطقة والعالم، والحدث الثاني إطلاق القوة الصاروخية اليمنية صاروخ “فلسطين 2″، إلى “يافا” الفلسطينية المحتلة، لتؤكد أن فلسطين واليمن يخوضان سوياً معركة “طوفان الأقصى”، التي جاءت لتوجه ضربة قويةً للمشروع الصهيوني في المنطقة بشكل عام، وفي فلسطين بوجه خاص، وتكتب بها أولى صفحات وعد الله المقدس بتحرير فلسطين تطبيقاً لقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾.
وما يعززّ من الشراكة اليمنية – الفلسطينية، في مواجهة العدو الصهيوني، المدعوم أمريكياً وأوروبياً، التواصل المباشر بين المقاومة الفلسطينية في ميدان المواجهة والنزال، ومحور المقاومة، وعلى رأسها القيادة والشعب اليمني، الذين وقفوا موقف الأبطال إلى جانب الشعب والمقاومة الفلسطينية وضحوا بالغالي والنفيس وقدموا شهداء من أجل فلسطين والأقصى.
المجاهد يحيى السنوار، الذي تم اختياره رئيساً للمكتب السياسي لحركة “حماس”؛ وكان بمثابة رد عملي على اغتيال الكيان الصهيوني للشهيد إسماعيل هنية، ثمن عالياً في رسالته نجاح القوات المسلحة اليمنية في وصول الصواريخ إلى عمق كيان العدو.
وقال السنوار “لقد استيقظت فلسطين اليوم، على خبر تدشينكم المرحلة الخامسة من مراحل مشاركتكم في معركة طوفان الأقصى، وإنني بهذا الصدد أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، ولتعيد وَهَجَ معركة طوفان الأقصى وتأثيرها على قلب “تل أبيب” من جديد”.
وأضاف “لقد اعتقد العدو الصهيوني بأن حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها ضد شعبنا الفلسطيني، وخطوات الاحتواء والتحييد لجبهات المقاومة، التي تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، ستجعله ينتصر في معركته النازية ضد شعبنا الفلسطيني، فجاءته عمليتكم النوعية صباح اليوم لترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح شعوبنا الأبية الحُرّة”.
وتضمنت رسالة المجاهد السنوار، الإشادة بقيادة أنصار الله، وأبطال الجيش اليمني الذين أبدعوا في تطوير قدراتهم العسكرية حتى وصلت إلى عمق الكيان الغاصب، وحيا الشعب اليمني العظيم، الذي ما فتئ عبر تاريخه عن نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وما تزال ميادين اليمن العزيز تشهد على ذلك أسبوعياً منذ بدأت معركة طوفان الأقصى.
واستعرضت الرسالة ما يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة من معاناة في ظل استمرار العدوان الأمريكي، الصهيوني، الأوروبي، وما يرتكبه من إبادة جماعية وحصار وتجويع، ما يتطلب من كل أبناء الأمة إسناده والوقوف معه، ودعم المقاومة الباسلة التي تقودها كتائب القسام التي خاضت هجوم 7 أكتوبر باقتدار قل نظيره، وخاضت معركة دفاعية على مدار عام كامل أرهقت العدو وأثخنت فيه.
وطمأن المجاهد السنوار، الجميع بأن المقاومة بخير، وأنّ ما يعلنه العدو محض أكاذيب وحرب نفسية، مؤكداً أن المقاومة الفلسطينية أعدت نفسها لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر “طوفان الأقصى” إرادته العسكرية.
وجدد التأكيد على أن تضافر الجهود اليمنية الفلسطينية، ومع المقاومة الباسلة في لبنان، والمقاومة الإسلامية في العراق سيكسر هذا العدو وسيُلحق به الهزيمة على طريق دحره عن الأراضي الفلسطينية مصداقاً لقوله تعالى “وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا”.
وخلاصة القول، تحمل رسالة المجاهد يحيى السنوار، للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أبعاداً سياسية وعسكرية مختلفة تتحدى نظام الاحتلال ونتنياهو شخصياً بعد عام من الفشل في حرب الإبادة التي يرتكبها في غزة وفلسطين، وصمود وثبات المقاومة في ميدان المعركة.