بعد تهديداتِ الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة واستمرارِ حرب الإبادة على قطاع غزة، جاء الردُّ اليمني ليُحدِثَ تحولاً استراتيجيًّا غيرَ متوقع في المعركة.
لأول مرة، أطلقت القوات المسلحة اليمنية صاروخاً “بالستي” بتقنية جديدة، استهدف قلب المدن المركَزية في “إسرائيل” وضرب قاعدةً عسكرية إسرائيلية؛ مما أحدث دماراً كَبيراً، بحسب تقاريرَ لم تنفِها المصادر الإسرائيلية.
ورغم أن الاحتلال لم يعترف بوقوع قتلى أَو جرحى، فَــإنَّ هذا الهجوم دفع أكثرَ من مليونَي إسرائيلي إلى النزول للملاجئ؛ مما شكّل ضغطاً هائلاً على الكيان الصهيوني.
الاحتلال كان يسعى جاهداً لإعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين ومستوطنات غلاف غزة بعد هروبهم نتيجة الضربات الفلسطينية، ولكن الصاروخ اليمني زاد من حالة الفزع وأجبر ملايين الإسرائيليين على البقاء تحت الأرض.
تمكّن الصاروخ اليمني من تجاوز القبة الحديدية وأدوات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية؛ مما يُعد تطوراً خطيراً في الصراع.
نجاحٌ يمثّل ضربةً قويةً للتكنولوجيا الإسرائيلية ويشير إلى نقلة نوعية في قدرات المقاومة اليمنية، وتشي التقنية الجديدة التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية إلى أن الكيانَ الصهيوني بات عاجزاً عن التصدي لهذه الصواريخ؛ مما سيزيد من تعقيد الموقف الإسرائيلي في المستقبل.
رسائلُ الصاروخ اليمني:
للشعب الفلسطيني: اليمن ما يزال يقف بجانب الشعب الفلسطيني ولن يتخلى عنه، ويؤكّـد أن هذه الحربَ طويلة الأمد لن تُثنِيَهم عن تقديم الدعم الكامل للمقاومة الفلسطينية. مهما طال العدوان، ستظل اليمن داعماً وفيًّا للشعب الفلسطيني في غزة.
للاحتلال الإسرائيلي: على الاحتلال أن يدركَ أن اليمن مستعدٌّ لخوض حرب طويلة ولن تنجح تهديداتهم أَو عدوانهم في كسر عزيمة الشعب اليمني. وإن أراد الاحتلال وقف هذه الضربات، فعليه أن ينهيَ حربَ الإبادة على غزة، وإلا فَــإنَّ الضربات اليمنية ستستمر وستزداد قوة.
للشعوب العربية: الرسالة واضحة إلى الشعوب العربية: آن الأوان للتحَرّك ودعم أهل غزة بشكل عملي؛ فما يحدث من إبادة وقتل وتدمير فاق كُـلّ حدود الخيال، ولا يمكن الصمت عنه بعد اليوم. الأمل معقودٌ على الشعوب والجيوش العربية للتحَرّك العسكري واستهداف الاحتلال.
للولايات المتحدة: محاولاتُ الولايات المتحدة لاحتواء اليمن فشلت، واليمن لن يقبل بأية صفقات أَو امتيَازات مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية. المعركة مُستمرّة والموقف اليمني واضح وثابت.
التنسيقُ مع كتائب القسام: أبو عبيدة، الناطقُ باسم كتائب القسام، أشاد بالعملية اليمنية وَشكرَ القوات المسلحة اليمنية وقيادتها وشعبها. كما أشار إلى أن هناك تنسيقاً كاملاً بين كتائب القسام والقوات اليمنية؛ مما يعني أن المقاومة في غزة كانت على علم بتفاصيل العملية وتنسق بشكل مباشر مع الجانب اليمني. هذا يشير إلى وجود غرف عمليات مشتركة وتعاون كبير بين قوى المقاومة.
الصاروخ اليمني قد يكون بداية لتطورات جديدة في المعركة ضد الاحتلال.
رغم أن هذا الصاروخ قد يكون مُجَـرّد “بروفة” تجريبية، إلا أن نجاحه سيشجِّعُ المقاومةَ على توسيع نطاق هجماتها باستخدام صواريخَ أكثرَ تقدماً وقوةً في المستقبل.
علينا أن نترقَّبَ المزيدَ من المفاجآت التي ستغيِّرُ معادلةَ الصراع وتزيدُ من تعقيد الموقف الإسرائيلي.
_____
إبراهيم المدهون – باحث فلسطيني