في الساعة السادسة والنصف صباحًا بتوقيت فلسطين المحليّ اهتزّ منطقة مركز دولة الاحتلال، عقب سقوط صاروخ أرض- أرض أطلقته القوات المسلحة اليمنية، بحسب البيان الرسميّ الذي أصدره الناطق العسكريّ الإسرائيليّ.
وأعلن جيش كيان العدو الإسرائيليّ، صباح الأحد، وصول صاروخ باليستي من اليمن قرب تل أبيب.
وأكّد جيش كيان العدو الإسرائيلي وصول صاروخ أرض-أرض يمني بالقرب من تل أبيب “يافا” بعد إختراق أجواء الأراضي المحتلة من جهة الشرق وسقط في منطقة مفتوحة ولم يسبب إصابات، لكنّه أدى إلى اشتعال النيران، وذكرت هيئة البث الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان) أنّ الصاروخ اليمنيّ سقط على بعد 6 كيلومترات من مطار بن غوريون الدوليّ.
ودوت صفارات الإنذار من الصواريخ في تل أبيب “يافا” وأنحاء وسط الأراضي المحتلة في وقتٍ مبكرٍ من الأحد، ممّا دفع السكان إلى الاحتماء في الغرف المُحصنّة، الأمر الذي أدّى لإصابة 9 أشخاصٍ تمّ نقلهم إلى المستشفيات، بحسب (نجمة داود الحمراء). كما اندلعت حرائق في بعض الأحراش بسبب شظايا الصواريخ الاعتراضية وأُبلغ أيضا عن حريق بمصنع إسمنت كبير تزامنا مع الحادثة، وفق إعلام عبري.
وسمعت انفجارات في أنحاء المنطقة، قال جيش العدو إنّها نتجت عن اعتراض الصاروخ الذي أطلق، وأضاف أنّ توجيهات الحماية للسكان لم تتغير. وأكّدت القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ أن صواريخ من منظومة (حيتس) الدفاعيّة أطلقت باتجاه الصاروخ اليمني، فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيليّة سقوط أجزاء من صاروخٍ اعتراضيٍّ في محطة قطار بمدينة موديعين، وسط إسرائيل، والواقعة بين القدس وتل أبيب
كما ذكرت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أن الجيش “يحقق في سبب الفشل باكتشاف الصاروخ قبل وصوله وسط إسرائيل، رغم المسافة البعيدة التي قطعها من اليمن”، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة والعسكريّة التي اعتمدت عليها.
وذكرت وسائل إعلام عبريّة أنّه لأوّل مرّةٍ، يتمكن (الحوثيون) من إطلاق صاروخ أوْ صواريخ باليستية باتجاه وسط البلاد، كما أنّه تمّ إنفاق الكثير من المال على صاروخٍ يمنيٍّ واحدٍ، دون أنْ تتمكّن الدفاعات الجوية الإسرائيليّة من اعتراضه.
إلى ذلك، وعلى الرغم من الرقابة العسكريّة المُشدّدّة، نشر المحلل للشؤون العسكريّة في موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، رون بن يشاي، تحليلاً مقتضبًا جاء تحت عنوان: (الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على وسط إسرائيل والأسئلة الصعبة)، قال فيه: “هل الحديث يجري عن صاروخ كروز أوْ صاروخ مُجنّح؟ ولماذا تمّ اكتشافه في وقتٍ متأخرٍ؟ وهل تم إطلاقه من منطقةٍ غيرُ متوقعةٍ للجيش الإسرائيليّ؟ وماذا كانت نتائج محاولات إسقاط الصاروخ؟ هذه الأسئلة وأخرى جاءت بعد إطلاق الصاروخ من اليمن، والذي على ما يبدو جاء كمحاولةٍ من اليمن للانتقام على قصف إسرائيل لميناء الحديدة”، على حدّ تعبيره.
وتابع المُحلِّل بن يشاي: “إطلاق الصاروخ من اليمن، والذي أدّى إلى إطلاق صفارّات الإنذار في مركز الدولة العبريّة، لأوّل مرّةٍ منذ عدّة أشهرٍ، يُثير العديد من الأسئلة الصعبة، وفي مُقدمتها لأيّ نوعٍ من الصواريخ ينتمي الصاروخ الذي سقط صباح الأحد”.
بدورها أعلنت القوات اليمنية، قصف هدف عسكري في يافا وسط إسرائيل، بصاروخ باليستي فرط صوتي قطع مسافة تقدر بـ 2040 كم في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، ونجح في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات العدو (الإسرائيلي) في اعتراضه والتصدي له”. جاء ذلك في بيان متلفز للمتحدث العسكري للجماعة اليمنية يحيى سريع.
وفي أول تعليق له على العملية اليمنية، قال رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، وفق هيئة البث الرسمية: “كان ينبغي للحوثيين أن يعرفوا الآن أنهم سيدفعون ثمنا باهظا لأي محاولة للمساس بنا. ومن يحتاج إلى تذكير، فهو مدعو لزيارة ميناء الحديدة”.
ــــــــــــــــــــــــــــ
زهير أندراوس