مقالات مشابهة

مناورات “Ocean-2024”.. أضخم مناورات عسكرية بحرية روسية منذ 30 عاما بمشاركة صينية

تواصل البحرية الروسية مناورات “المحيط 2024” للقيادة والأركان الإستراتيجية والتي انطلقت يوم 10 سبتمبر/أيلول الحالي وتستمر 6 أيام بمشاركة وحدات من سلاح البحرية الصيني.

وأفادت الدفاع الروسية بأن مجموعة من السفن الحربية الروسية والصينية التقت في مياه الجزء الشمالي من خليج بطرس الأكبر للمشاركة بتدريبات القيادة والأركان الاستراتيجية “Ocean-2024”.

وتجري المناورات في مياه المحيطيْن الهادي والمتجمد الشمالي والبحر المتوسط ​​وبحريْ قزوين والبلطيق. ويشارك فيها أكثر من 400 سفينة وغواصة وسفينة دعم، ونحو 120 طائرة ومروحية من الطيران البحري التابع للقوات البحرية والقوات الجوفضائية و7 آلاف وحدة من الأسلحة والمعدات، وأكثر من 90 ألف جندي.

ووفقا للوزارة تشارك في التدريبات من البحرية الصينية، أربع سفن حربية وسفينة إمداد. وستتدرب مجموعة السفن الحربية الروسية- الصينية المشتركة خلال التمرينات، على وضع إجراءات عملية مشتركة للدفاع عن الاتصالات البحرية وعن مناطق النشاط الاقتصادي في المنطقة البحرية المحاذية للدولتين في المحيط الهادئ.

ووفقا للخطة التدريبية للجيش الروسي لعام 2024، بدأت القوات البحرية الروسية اليوم في تنفيذ تدريبات القيادة والأركان الاستراتيجية “Ocean-2024″، التي ستستمر حتى 16 سبتمبر الجاري. وتجري هذه المناورات على مرحلتين تحت قيادة قائد القوات البحرية الروسية الأدميرال ألكسندر مويسيف، وهي تعتبر من الفعاليات التدريبية العملياتية والقتالية الرئيسية للقوات المسلحة الروسية في عام 2024.

رسائل تحذير

ونوهت وزارة الدفاع بأن الهدف الرئيسي لمناورات “Ocean-2024″، هو اختبار مدى جاهزية قيادة تشكيلات والقطع البحرية الروسية لإدارة مجموعات متنوعة من القوات في مناطق مسؤوليتها، وحل المهام الميدانية الطارئة، والاستخدام الشامل للأسلحة عالية الدقة والأسلحة والمعدات العسكرية الواعدة والحديثة خلال الجزء العملي من التمرين، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع القوات البحرية للدول الشريكة عند حل المهام المشتركة في البحر.

بدوره، قال الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين، فإن المناورات الحالية تظهر بشكل واضح تطور التعاون العسكري بين روسيا والصين في منطقة القطب الشمالي واستعداد بكين لمشاركة موسكو في التصدي لهيمنة الولايات المتحدة “المتلاشية”. وأضاف ليتوفكين أن المناورات استعراض للقوة وتحمل رسائل تحذير للدول الغربية بأن روسيا لن تتردد في حماية حدودها ومصالحها القومية، كما تنص على ذلك عقيدة الدفاع الروسية التي تركز على التصعيد واسع النطاق من قبل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) للأوضاع قرب حدودها.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في البداية عن مشاركة “شركاء أجانب” في التدريبات، قبل أن تنشر وكالة تاس الروسية لقطات لالتقاء السفن الحربية الروسية والصينية في خليج بطرس الأكبر في بحر اليابان. وأوضح القائد العام للبحرية الروسية، ألكسندر مويسيف، أن 4 سفن حربية صينية تشارك في المناورات إضافة إلى زورق إمداد و15 طائرة “لوضع إجراءات عملية للدفاع عن الاتصالات البحرية ومناطق النشاط الاقتصادي البحري”.

بوتين: روسيا تجري أكبر مناورات بحرية خلال ثلاثة عقود

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مناورات “Ocean-2024” (المحيط-2024) هي المناورات البحرية الأكبر منذ 30 عاما، والتي سيشارك فيها طيران النقل العسكري بعيد المدى إلى جانب السفن. وأضاف: “لقد بدأت المرحلة النشطة، والتي سيتم خلالها الانتهاء من المهام الأكثر تعقيدا، والأقرب ما تكون إلى المهام القتالية، وهي المرة الأولى التي تجري فيها مثل هذه المناورات البحرية واسعة النطاق”.

وأشار الرئيس إلى أن السفن والطائرات التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني ستشارك أيضا في “Ocean-2024” وكذلك يعمل ممثلو 15 دولة، تمت دعوتهم، كمراقبين على هذه المناورات.

ووفقا للرئيس، فستجري التدريبات في وقت واحد في مياه “المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالي والبحر الأيض المتوسط وبحر قزوين وبحر البلطيق”، ولن تشارك فيها السفن البحرية فحسب، بل ستشارك فيها كذلك طائرات النقل والطائرات الحربية بعيدة المدى.

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تعلن وحلفاؤها صراحة عن خططهم لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى فيما تسميه “المناطق الأمامية في الجزء الغربي من المحيط الهادئ وكذلك في بعض دول آسيا”. وحذر الرئيس الروسي من أن منطقة المحيط الهادئ تعد أيضا مناطق ذات أولوية لنشرها، وتمارس القوات المسلحة الأمريكية بالفعل عمليات نقل ونشر أنظمة صاروخية واعدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وشدد بوتين على أن روسيا ستواصل تعزيز القوات البحرية الروسية بما في ذلك مكونها النووي الاستراتيجي، حيث تابع، مخاطبا المشاركين في مناورات “Ocean-2024”: “سنعمل بشكل منهجي وشامل على تطوير جميع أنواع وأسلحة القوات المسلحة، ورفع قدراتها الهجومية، وتطوير تدريب أطقم السفن والوحدات الساحلية والطيران، مع مراعاة الخبرة القتالية الحقيقية، والقيام بكل ما يلزم لحماية روسيا ومواطنيها على نحو موثوق”.

ووعد بوتين بالحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وتوازن القوى في العالم.

وتعد مناورات “المحيط 2024” أحد أهم الأنشطة التدريبة والقتالية للقوات الروسية، وتتمثل في التحقق من الاستعداد القتالي للوحدات والتشكيلات التابعة للقوات البحرية والجوفضائية الروسية وضمان تماسك التنسيق فيما بينها.