موقع “غلوبس” الإسرائيلي يتحدث بالأرقام عن أضرارٍ كبيرة لحقت بالمستوطنات شمالي فلسطين المحتلة؛ بفعل نيران حزب الله المستمرة والمتصاعدة وتيرتها منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكداً فشل الحكومة في معالجة ما يجري والتعويض للمستوطنين الذين تتضررت أصولهم.
أدّت العمليات العسكرية التي ينفّذها حزب الله ضد مواقع “جيش” الاحتلال والمستوطنات شمالي فلسطين المحتلة إلى أضرار كبيرة فيها، تُقدّر بنحو مليار شيكل، أي ما يزيد على 264 مليون دولار، بحسب ما يُشير الإعلام الإسرائيلي.
وعن هذا الواقع “المأساوي” بالنسبة إلى مستوطني الشمال، بفعل عمليات حزب الله، تحدّث موقع “غلوبس” الإسرائيلي بالأرقام والتفاصيل، إذ تُظهر المعطيات “تضرّر نحو 1,400 أصلٍ (عقار أو سيارة أو غير ذلك) منذ بدء الحرب، نصفها منازل سكنية في مستوطنات أُخليت، ومستوطنات لم تخلَ بعد”، على الرغم من أنّ “حجم الدمار في الشمال لم يتبيّن بعد بشكل كامل”.
وأفاد الموقع بتقديم “سلطة الضرائب نحو 5000 طلب للتعويضات لغاية شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وذلك من جرّاء أضرار مباشرة لحقت بالممتلكات في الشمال”. وأشار إلى “تقديم الآلاف من أصحاب الأصول طلبات التعويض”، إذ “قدّم حتى الآن 3000 طلب في إثر ضرر لحق بالمباني، ونحو 1000 طلب قُدّم عقب ضرر بمركبة، و225 طلباً عقب ضرر بالأراضي الزراعية، ونحو 740 في إثر أضرار أخرى”.
ووفق معطيات المديرية المسؤولة عن وضع خريطة الأضرار التي لحقت بالممتلكات، فإنّ نحو 79% من الضرر بالممتلكات في الشمال منذ بدء الحرب، “نتج من نيران حزب الله، أي ما يعادل نحو 1,093 أصلاً”.
وبحسب المُعطيات، فقد صُنّف 141 أصلاً كأصول “تضررت بشكل كبير”، و32 أصلاً صُنّفت تحت إطار “ضرر كبير جداً”، و266 أصلاً تُصنّف مع ضرر “متوسط”، ونحو 178 أصلاً في مناطق تتعرض لإطلاق نار متواصل، معظمها في مستوطنتي “المطلة” و”المنارة”، والتي صُنّفت كأصول “غير معروفة الضرر”، نظراً إلى عدم إمكانية مسح الأضرار التي لحقت بها.
“وتيرة إطلاق الصواريخ ترتفع”
وعقّب “غلوبس” على هذه الوقائع، قائلاً إنّ “التقديرات بأنّ وتيرة إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان إلى المنطقة ستتناقص مع الوقت، هي تقديرات خاطئة، فالاتجاه في الأشهر الأخيرة يثبت العكس”. ولفت الموقع إلى إطلاق نحو 1,307 صاروخاً من لبنان في اتجاه الشمال في آب/أغسطس الفائت، مقابل 1,091 في تموز/يوليو الذي سبقه، وقبله 855 صاروخاً في حزيران/يونيو.
وأشار إلى أنّ الصليات لم تتوقف مع افتتاح العام الدراسي الجديد، فقد سجّلت عدة حالات اضطر فيها الطلاب لإيجاد مخبأ في الطريق إلى المدرسة أو العودة منها”.
“لا مكان للعودة إليه”
لذلك، فإنّ المستوطنين ورؤساء السلطات في الشمال، “يحتجّون منذ وقت طويل على المعالجة الناقصة لما يجري في المنطقة”، بحيث تبقى الإجراءات التي كان يُفترض بها حل الوضع، “حبراً على ورق”، و”بالكاد جلبت معها خطوات عملية”، بحسب “غلوبس”.
وإذ لفت الموقع إلى تصريحات وزير الأمن في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت خلال مناورة عسكرية، هذا الأسبوع، حاكت قتالاً برياً في لبنان، التي قال فيها إنّ “لدى الجيش مهمة لم تنفَّذ في الشمال، وهي تغيير الوضع الأمني وإعادة السكان إلى منازلهم”، فإنّه أوضح أنّ المستوطنين الذي يُريدون العودة “سيكتشفون أنّ لا مكان يعودون إليه”.
في هذا السياق، قال مراسل “القناة الـ 12” الإسرائيلية في الشمال، غاي فارون، إنّ “على جميع متخذي القرارات أن يصعدوا إلى الشمال، ليشعروا بصفارات الإنذار:”.
وأضاف أنّه “الشمال عالم آخر، فيما حكومة إسرائيل لم تعالج منذ 11 شهراً مشكلة الصليات يوماً بعد يوم، ساعة بعد ساعة، الموجهة من حزب الله نحو المستوطنات.. الأمر لا يُصدق أننّا في الوضع نفسه منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر”.
وفي ضوء ذلك، سبق أن قال المراسل العسكري في إذاعة “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، إنّ “الصورة الواضحة التي تنعكس من البيانات هي أنّ الشمال هو الضفدع الذي يغلي في الماء الساخن، وهذا الماء يغلي بشدة بالفعل”.
وذكر مراسل موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ “المزيد والمزيد من المستوطنات في الشمال تدخل إلى خط النار، وذلك مع اتساع نطاق هجمات حزب الله في الأشهر الأخيرة”.
بدوره، قال رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى غيورا زيلتس، في مقابلة إذاعية، إنّ “الشمال يواجه تحديين كبيرين جداً”، هما تهديد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وإخفاقات الحكومة.
وتابع أنّ ما يفعله “جيش” الاحتلال الإسرائيلي في الشمال لا يكفي، فـ”نتيجة عمله على مدى الوقت هي زيادة حزب الله من نشاطاته، وإطلاقه المزيد من الصواريخ الأبعد والأكثر تطوراً”.
يأتي ذلك فيما تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله عملياتها ضد مواقع وانتشار جنود الاحتلال الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة، وذلك دعماً لقطاع غزة وإسناداً لمقاومته، ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والبلدات الجنوبية.