أشرقت سماء الحديدة وسواحل حارس البحر الأحمر، بأنوار البهجة وحلل الحفاوة التي تتلألأ بمشاهد زاهية تكتسي ألوان الربيع المحمدي، اعتزازًا بإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.
أجواء خضراء تزدان بها مدينة الحديدة وسواحلها وأرياف المحافظة، احتفاء بهذه الذكرى الغراء وابتهاجا بمولد المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والذي جاء ليضيئ سراج الهداية للبشرية، وينير قيم الخير للانسانية جمعاء.
تنوع متناغم يبرز جماليات المدن بمظاهر واسعة للزينة التي تتوشح باللون الأخضر وتتدلى منها أضواء المصابيح بتشكيلات العرس المحمدي، ومدى الحفاوة بقدوم ذكرى مولد النور للاحتفال بهذه المناسبة التي تحتل مكانة سامقة في وجدان الإنسان اليمني وفي تاريخه الإسلامي المشرف.
وتعكس مظاهر الزينة الواسعة التي تتزين بها مدن المحافظة في أبهى حلل الفرح بقدوم مولد رسول الانسانية تمسك الشعب اليمني بنهج المصطفى صلوات الله عليه وآل بيته الطاهرين، وتجسيد معاني مكارم الأخلاق المحمدية، لتترسخ في النفوس الخصال الإسلامية الحميدة تربوياً وثقافياً واجتماعياً.
وتعد حملة تزيين المدن والشوارع والمنشآت والمباني والمكاتب والمنازل التي ترافق أنشطة وفعاليات احياء هذه المناسبة الدينية، صورة بهية لتعظيم السيرة الخالدة للرسول الكريم الذي حمل مشعل النور والهداية واختط نهج الحكمة والموعظة الحسنة في سبيل الدعوة الاسلامية وتحرير الانسان من العبودية والسير به الى نور الحق وعبادة الرحمن.
كما يبرز الاهتمام بجماليات الزينة تفرد اليمن عن سائر الشعوب في إحياء هذه المناسبة الدينية، وتعميق الروح الإيمانية في الاقتداء برسول الله وإحياء سنته ومنهجه والسير على خطاه وتعميق الحب والنصرة والجهاد في قلوب الأجيال من أبناء الأمة على ذات التوجيه الذي جاء به النبي الخاتم.
وحول مظاهر الزينة التي تبرز الحب والانتماء للمبعوث رحمة للعالمين، أوضح وكيل أول المحافظة- مسؤول التعبئة العامة أحمد البشري، أن تزيين المدن والشوارع تعد صورة مشرقة لاحتفال الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي بما يجسد الارتباط والحب والولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والاقتداء بسيرته.
وأشار إلى أن أعمال الزينة التي تصاحب إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، تعزز من الارتباط الروحي والوجداني بالرسول الكريم الذي آزره ونصره اليمنيون منذ فجر الإسلام.
وأكد حرص الشعب اليمني على تنويع وتوسيع الأنشطة والبرامج الاحتفالية بهذه المناسبات التي تحل على الشعب اليمني هذا العام، وهو يعيش أجواء النصر على الأعداء الذين فشلت مخططاتهم في ثني اليمن عن موقفه المناصر لقضايا الأمة والانتصار للشعب الفلسطيني.
وتطرق الوكيل البشري، الى حكمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في قيادة المسيرة الثورية المباركة والمشروع الوطني المقاوم للمعتدين، وبنهجه في توطيد الجبهة الداخلية طيلة الأعوام الماضية والحفاظ على مكتسبات الوطن والتحرك الشجاع لنصرة ودعم الشعب الفلسطيني.
واعتبر البشري، أن اهتمام الشعب اليمني بمظاهر وفعاليات وأمسيات الاحتفال بذكرى المولد النبوي، تعكس الوفاء للدين والرسول والسعي بكل وسيلة لمناصرة نبي الأمة والانتصار لقيم الحق والخير والفضيلة والصلاح التي جاء بها خير الخلق أجمعين المرسل من الله رحمة للعالمين كافة.
من جانبه اعتبر مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين بالمحافظة الشيخ علي صومل ، الأجواء الاحتفالية البهيحة وجهود اظهار هذه الذكرى العطرة بالمستوى الذي يليق بعظمة ومنزلة صاحبها، من الجماليات المستحبة كونها أهم مناسبة دينية لتجديد العهد والولاء لله ورسوله الكريم، والسائرين على دربه والحاملين راية لوائه.
وأكد أن أبلغ تجسيد للهدي النبوي في واقع الأمة اليوم، يتمثل في الاقتداء بالرسول الأكرم في الأخلاق والسلوك والمعاملات ونشر قيم المحبة والسلام والإحسان والتراحم، وبما يجسد الهوية الإيمانية لأبناء الشعب اليمني وارتباطهم الوثيق بالرسول الكريم والولاء له والسير على نهجه وقيمه العظيمة.
فيما أوضح نائب رئيس جامعة دار العلوم الشرعية الشيخ علي عضابي، أن مظاهر الزينة تتوج تلهف الشعب اليمني الكريم، كعادته، لإحياء هذه المناسبة، كمحطة للتزود من سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، خير قائد وأعظم قدوة وأكرم أسوة لتعزيز الهوية الإيمانية وبناء واقع الأمة وفق القيم والتعاليم الدينية الصحيحة.
وأشاد بتفاعل القطاعات الرسمية والشعبية في احياء ذكرى المولد النبوي، ومدى الحرص على تكثيف أعمال الزينة بهذه المناسبة الجامعة لكل المسلمين في أنحاء العالم، اجلالا لمقام النبي الكريم، ومنزلته العظيمة ورسالته الخالدة التي أرست منظومة الايمان والتشريع وقيم العدل والأخلاق.
بدوره عبر مدير مكتب الاعلام والمركز الاعلامي لأنصار الله بالحديدة ابراهيم الزعرور، عن الاعتزاز بما تشهده محافظة الحديدة وكل المحافظات الحرة من زخم تفاعلي كبير في احياء فعاليات هذه المناسبة العظيمة.
وأشار الى أن الهدف من تزيين المدن وأسطح المباني والسواحل وقوارب الصيادين والزوراق البحرية، لتسليط الضوء على أهمية أعظم وأقدس مناسبة في التاريخ، واستحضار القيم والشمائل المحمدية وتزكية النفوس وتعزيز الروح الجهادية في التصدي لمخططات ومؤامرات الأعداء، وبث روح الإخاء والتعاون والاخلاص بين أبناء المجتمع.
وحث الزعرور، على الاستفادة من فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة في تهذيب النفس والعودة الصادقة لله تعالى ومنهج الرسول، داعيا الى أهمية استشعار معاني المناسبة للتعبير عن الحب والتعظيم والإجلال لرسول الله وتوقيره ونصرته والمضي على نهجه القويم، وتأكيد الولاء له وآل بيته.