” لأول مرة منذ عام 2001 تخلو “بحار” قارة آسيا من حاملات الطائرات الأمريكية، بسبب العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي أصابت أمريكا وإسرائيل بالقهر والوجع.
وفي خياراتٍ صعبة اتخذتها أمريكا، ولم يتوقعها أحد إلا القوات المسلحة اليمنية، فقد قلصت تواجد قطعها البحرية في البحر الأحمر نتيجة الهجمات المستمرة بالزوارق الحربية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة اليمنية.
وفي هذا السياق يقول عضو مجلس الشورى نايف حيدان إن ما يحدث في البحر الأحمر، والبحر العربي، والمحيط الهادي ليس بالأمر الهين، أو الموقف البسيط، مؤكداً أنه وعلى الرغم من العدوان على اليمن، لم تتخذ القيادة هذا القرار، ولكن نصرةً لفلسطين، وللقضية الفلسطينية اتخذ هذا القرار”.
ويؤكد حيدان في تصريحٍ لـ “المسيرة” أنه كان لهذا القرار اليمني تأثيره على العدو الصهيوني وصداه العالمي، مشيراً إلى أن الغطرسة، والغرور الأمريكي اليوم، تم مسحه بالأرض وضاعت الهيبة الورقية لأمريكا بفعل الموقف اليمني.
ويضيف أن “أمريكا جاءت حامية الحمى، ولكنها عجزت عن حماية سفنها، وحاملات طائراتها، فكان لزاماً عليها أن تسحب حاملات الطائرات من البحر الأحمر؛ لعجزها عن حماية نفسها من الضربات اليمنية”، ودلالة ذلك أن الحكومات السابقة، أو السلطات السابقة، لم يكن موقفها حقيقياً مع القضية الفلسطينية، بل كانت متماهية ومتناغمة مع أمريكا والعدو الصهيوني، وتصرف تصريحات وبيانات ومواقف تخديرية للشعوب لا غير بحسب كلام حيدان.
ويرى حيدان أن اليوم، وبوجود القيادة المخلصة، والمعبرة عن الشعب كانت هذه النتيجة المشرفة، والموقف المشرف، والنتائج الإيجابية على المستوى الداخلي، وعلى المستوى الإقليمي، مؤكداً أن “اليمن اليوم أصبح يضرب أروع الأمثلة بالمواقف العروبية والإسلامية، وتعلم القادة العرب وبقية زعماء ورؤساء دول العالم دروساً في الأخلاق والإنسانية”.
أمريكا تفشل في المياه الإقليمية:
من جانبه يوضح العميد عبد الغني الزبيدي -وهو خبير في الشؤون العسكرية والسياسية- أن الأمريكيين يعرفون تماماً أن هناك مشاكل كبيرة حدثت لهم، وتضررت حاملة الطائرات “ايزنهاور”، مؤكداً أن وجود حاملات طائرات في المنطقة، وفي هذه الأوقات العصيبة يعتبر خطراً عليهم.
ويؤكد الزبيدي لـ “المسيرة أن البحر الأحمر أصبح خالياً من حاملات الطائرات الأمريكية، وهي أول مرة في تاريخ الأمريكيين أن تنسحب هذه الحاملات من البحر الأحمر، منوهاً إلى أن هذا الانسحاب حدث في ظل هيمنة أمريكية وسيطرة على البحار بحاملات الطائرات، ولكنهم فشلوا وكشفت سوأتهم، مؤكداً أنهم لا يريدون أن يخسروا خسائر أكبر من تلك التي خسروها.
واشنطن تتجنب الإحراج:
بدوره يؤكد الناشط السياسي طالب الحسني أن “الولايات المتحدة بدأت تتجنب المزيد من الإحراج في البحر الأحمر عندما سحبت حاملات الطائرات”، مشيراً إلى أن أمريكا لا زالت تعتمد على قاعدة “ليمونيةر” التي هي من أكبر قواعدها في جيبوتي.
ويضيف في تصريحه لـ “المسيرة” أن الوجود الأمريكي لا يزال موجوداً في أفريقيا، وعدة مناطق، مؤكداً أن “الانسحاب لحاملات الطائرات لا يعني أن الولايات المتحدة أخلت المنطقة من الوجود العسكري”.
ويشير الحسني إلى أن كل عمليات واشنطن هي لأجل الحفاظ على وجودها العسكري في المنطقة، مستكملاً :”ولكن هناك متحولات كثيرة ومتغيرات من ضمنها الهزيمة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي وصولاً إلى جزء من المحيط الهندي”.