انتظَرَ المسلمون طويلاً، خُصُوصاً العربَ منهم، ولا يزالون ينتظرون، حَلًّا من الإدارةِ الأمريكيةِ للقضية الفلسطينية، ولا يزالون إلى اليوم يستجدونها إقامةَ الدولة الفلسطينية، وهي من نَزَعَ الأرضَ الفلسطينية من أصحابها، لتُقِيمَ عليها قاعدتَها الاستعماريةَ المتقدِّمةَ بوجهها الاستعماري الجديد، وهذا الواقعُ أصبح واضحًا تماماً، تحديدًا في هذه المرحلة.
فأرضُ فلسطينَ العربية المحتلّة، صحيحٌ أنها أُقيم عليها ما يسمى “إسرائيل” الكيان الصهيوني، لكن الحقيقَة أنه ما كان يمكنُ أن تقومَ لهذا الكيان قائمةٌ بدون الإدارة الأمريكية، وبدون الحكومة البريطانية، وغيرهما من الحكومات الغربية، فأمنُ دولة الكيان الصهيوني عُهدةُ من؟ أليس عهدة الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية؟ وتسليح كيان الاحتلال على عاتق من؟ أليس على عاتق الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية؟ وتمويل دولة الكيان الصهيوني من خزائن من؟ أليس من خزائن الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية؟ وحماية كيان الإجرام الصهيوني، أليست من جانب الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية؟
ألم يقل بايدن وهو لا يزال عضوًا في الكونجرس الأمريكي سنة 1986م قبل ثمانية وثلاثين سنة: (لو لم تكن هناك إسرائيل لكان على أمريكا خلق إسرائيل لحماية مصالحها)؟ ألم يكرّر بايدن هذه المقولةَ في 18 أُكتوبر سنة 2023م في خطابه من عاصمة كيان الاحتلال الصهيوني قائلًا: (إن إسرائيل يجب أن تعود مكاناً آمناً لليهود، وإنه لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها)؛ بمعنى أنه يجب القضاء على كُـلّ خطر محتمَلٍ يهدّدُ أمن “إسرائيل”، الذي يمثل أمن أمريكا، وإبادة الأطفال في غزة مقصود؛ لأَنَّهم خطر محتمل يهدّد أمن “إسرائيل” -وَفْــقًا لنظرة بايدن-، وإبادة النساء في غزة مقصود؛ لأَنَّهن سينجبن أطفالًا، والأطفال خطر محتمل على أمن “إسرائيل” في المستقبل؛ ولذلك -ووفقًا لنظرة بايدن- يجب القضاء على الأطفال والنساء لتأمين “إسرائيل” في المستقبل وليس في الوقت الراهن فحسب، وهذا الموقف بحد ذاته كاف ليكشف بكل وضوح، ماذا تعني “إسرائيل” لأمريكا؟ وماذا تعني أمريكا لإسرائيل؟ إنهما شيء واحد، موحد غير قابل للتجزئة أَو الانقسام!
ونحن لسنا في حاجة لاستقصاء مواقف رؤساء الإدارة الأمريكية، وغيرهم من أركانها، لنعرف مضمون تلك المواقف، فأمامنا شاهد حي، أمامنا اليوم غزة، وأمامنا اليوم الضفة الغربية، تنبأنا بشكل واضح وصريح أن أمريكا هي “إسرائيل”، و”إسرائيل” هي أمريكا، لا فرق، لسنا بحاجة حتى لنتذكر ما قاله مرشح الرئاسة الأمريكية ترامب أثناء حملته الانتخابية السابقة، وأثناء فترة رئاسته، وما قاله عن العرب، وما يمتلكونه من ثروات، لسنا بحاجة لنتذكر كلامه عن العراق، وعن زعمه استحقاق بلده لنفط العراق نظير تخليصه من الديكتاتور صدام حسين حسب وصفه، لسنا بحاجة لنتذكر أن ترامب، الذي أعلن مصادرة مدينة القدس العربية، حين نقل مسمى سفارة بلاده إليها، لسنا بحاجة لنتذكر أن ترامب وهب الجولان العربية المحتلّة هبةً منه للاحتلال؛ فالكيان الصهيوني هو، وهو الكيان الصهيوني، لا فرقَ أبدًا، لسنا بحاجة لأَنْ نستمع اليوم إلى آهات ترامب في حملته الانتخابية الراهنة، وتحسُّرَه؛ بسَببِ ضيق المساحة الجغرافية لقاعدة بلده والقوى الاستعمارية الغربية المتقدمة في الشرق الأوسط، وإمْكَانية توسيعها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، لسنا في حاجة للانتظار إلى أن يجسد ترامب آهاتِه على أرض الواقع.
لسنا بحاجة حتى لنتابع الحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية كاميلا هاريس، وهي تردّد بكل صراحة ووضوح، أنه لا تغيير في سياسة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل! هي قالتها إنهم يرسلون الأسلحة والإرسال لا يكون إلا بين الأقارب، الأصول والفروع! أما الأباعد فلا إرسال، بل صفقات وإجراءات ودفعات مالية ضخمة، وضغوط وابتزاز! قالتها بكل وضوح لتدلل على أن المرسِلَ والمرسَلَ إليه شيءٌ واحد موحد، واليوم لدينا فرصة ذهبية للمقارنة والاستنتاج والاستخلاص، لماذا لا نقارن موقف الإدارة الأمريكية من أوكرانيا بموقفها من إسرائيل؟ لماذا لم تقف أمريكا وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية إلى جانب أوكرانيا كما وقفت إلى جانب كيان الاحتلال الصهيوني؟
قد يقول البعض إن في المواجهة روسيا وهي دولة نووية! لا ليس هذا هو السبب، بل إن السبب ما قاله بلينكن، وزير خارجية الإدارة الأمريكية، أثناء زيارته لقاعدة بلاده العسكرية المتقدمة في الشرق الأوسط المسماة “إسرائيل”، لقد قال بالحرف الواحد: (إن زيارتي جاءت بصفتي يهوديًّا قبل أن أكون وزيراً لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية) إذَاً هو يهودي أولاً، ورئيسه سبق أن أكّـد أنه صهيوني، لم يقل أيٌّ منهما أنه أوكراني، صحيح أن الإدارة الأمريكية تدعم بشكل سخي أوكرانيا، لكنها لا تريدها أن تنتصر، ولا تريد للصراع أن يتوقفَ، بل تريده أن يستمرَّ؛ لتستنزفَ روسيا بوصفها خصمًا لَدُوْدًا، ومنافِسًا شَرِسًا للقوى الاستعمارية الغربية.
ولو كان أمرُ أوكرانيا يعني الإدارةَ الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية، كما يعنيها أمرُ الكيان الصهيوني لما تردّدت في الوقوف إلى جانبها بحزم، أَو على أقل تقدير عملت بكل جهدها وما في وِسْعِها بالطرق الدبلوماسية لإنهاء الصراع، ولو كان للإدارة الأمريكية مصالحُ حيوية في أوكرانيا، وأن تلك المصالح في خطر، لَعمِلَتْ المستحيل لوقف الخطر المحدق بها، وبالتأكيد لن تَعْدِمَ الوسيلة لذلك، لكن الحقيقة أن أوكرانيا لا تعني للإدارة الأمريكية والقوى الاستعمارية الغربية شيئاً، مقارنة بما تعنيه لها ولتلك القوى قاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط المسماة “إسرائيل”!، أوكرانيا تستخدمها القوى الاستعمارية الغربية فقط لإنهاك روسيا ووقف طموحاتها ومنافستها، ولا شيء غير ذلك أبداً.
أمريكا تُديرُ المعركة:
يستطيعُ المتابعُ للأحداث الراهنة أن يستخلص من كُـلّ مجرياتها استخلاصاً سائغاً، مفاده أن الإدارة الأمريكية هي من يخطط ويدير كافة العمليات، ويتحكم بالوقائع على الأرض، ولا يخرج تصرُّفُ “إسرائيل” أبداً عن إرادتها وإدارتها، “إسرائيل” مخوَّلةٌ فقط -كونها قاعدةً متقدمةً- بمواجهة ما ترى أنها مخاطرُ محدِقةٌ في النطاق المحدّد لها، وإن تمثل تصرفها في عمليات هجومية استباقية، أَو اغتيالات أَو ما شابه ذلك من العمليات، لكنها في كُـلّ الأحوال على ارتباط تام وتنسيق كامل مع القيادة المركزية الأمريكية، ولدينا مثال حي يؤكّـد أن الإدارة الأمريكية هي من يتولى التخطيط لمواجهة التحديات الكبيرة، ويدير دفة القيادة، فمؤخّراً وبعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية، وما صدر من ردة فعل حول هذه الجريمة، التي انتهكت السيادة الإيرانية، وما ترتب عليها من حق للجمهورية الإسلامية في رد العدوان بمثله، وهو ما أكّـدت عليه البيانات والتصريحات الصادرة عَن مستويات متعددة في الدولة.
والشاهد في هذه الحادثة هو موقف الإدارة الأمريكية التي توعدت بعواقبَ وخيمة في حال مهاجمة الجمهورية الإسلامية لـ “إسرائيل”، وأعلنت الإدارة الأمريكية على إثر ذلك تعزيزَ قواتها في المنطقة تحت عنوان واضح وصريح، وهو توفير الحماية لـ “إسرائيل”، فلو لم تكن “إسرائيل” قاعدة أمريكية غربية استعمارية متقدمة، لما حشدت الإدارة الأمريكية صنوفَ قواتها البحرية والبرية والجوية للدفاع عنها في مواجهة أي هجوم يمكن أن تتعرض له، ولو لم تكن “إسرائيل” هي الإدارة الأمريكية ذاتها لما تبرعت للدفاع عنها، رغم أنها هي من ارتكب الجريمة في حق دولة مستقلة ذات سيادة، تمثل هذه الجريمة انتهاكاً فاضحاً وسافراً للقانون الدولي، وكان الأصل أن تدين الإدارة الأمريكية هذا السلوك من جانب الكيان الصهيوني، لكن لا يمكن للإدارة الأمريكية أن تدين نفسها!
والإدارة الأمريكية لا تمانع في رد غير مؤثر على جرائمها، التي ترتكبها قاعدتُها المتقدمة ضد شعوب المنطقة، لكنها لا تقبَلَ أبداً برد قوي من شأنه أن يلحق بها ضرراً كَبيراً يهشم صورتها وسمعتها وهيبتها العسكرية، وَإذَا ما تذكرنا حادثة اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني، وربطنا تلك الحادثة بهذه، لوجدنا أن ذات الأُسلُـوب وذات السياسية، تتبعها الإدارة الأمريكية اليوم لتهيئة ساحتها لرد غير مؤثر، فحين تلقت القاعدة الأمريكية الرد الإيراني، وهي القاعدة التي انطلقت منها الطائرة المسيّرة التي نفذت عملية اغتيال الشهيد قاسم سليماني، كانت الإدارة الأمريكية قد أخلت تلك القاعدة بشكل شبه كامل، لتتلقى الرد دونما خسائرَ وأضرارٍ جسيمة؛ لتنتهي بذلك الرد الحالة القائمة، وهو ذات الأُسلُـوب الذي تتبعه اليوم في إخلاء عدد من القواعد العسكرية داخل الكيان المجرم المتوقَّع أن تتعرض للرد، وفي ذات الوقت تواصل التحشيد وتعزيز قواتها في قواعدها العسكرية في المنطقة.
حيثما توجدُ أمريكا توجدُ “إسرائيل”:
والواضحُ تماماً أن القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية، ومنذ تأسيسها لقاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط المسماة “إسرائيل”، قد وضعت في اعتبارها مهمة محدّدة وهي أن تتولى هذه القاعدة قمع أية قوى مناوئة للسياسة الاستعمارية الغربية الجديدة، وعلى أن تكون الإدارة الأمريكية، وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية حاضرة، في الواجهة والمواجهة، مثلما هو حاصل اليوم تماماً، عقب عملية السابع من أُكتوبر حين تواجدت القوات المسلحة البحرية والجوية في المنطقة بشكل سريع، وحقيقةً أن التعبير بالقول تواجدت هو تعبير مجازي؛ لأَنَّها متواجدة أَسَاساً في المنطقة بعشرات القواعد العسكرية الجوية والبرية والبحرية، وما يحصل عقبَ أية أحداثٍ هو أن الإدارةَ الأمريكية تعزِّزُ قواتِها العسكرية في المنطقة.
ولم يعد اليوم منطقيًّا ولا معقولاً ولا مقبولاً النظر إلى الإدارة الأمريكية بأنها شيء وكيان الاحتلال الصهيوني شيء آخر، بل إن كليهما كيان واحد، وقد سبق أن أكّـد هذه الحقيقة السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي بقوله: “حيثما توجد أمريكا توجد إسرائيل”، وهو ما يعني أنه لا فرق بينهما، وأنهما شيء واحد، ولا يتجاهل اليوم موقف الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية إلا غبي أَو عميل، فالعتاد الحربي المستخدَم في تدمير غزة والضفة الغربية، وإبادة أبناء الشعب الفلسطيني فيهما هو عتاد أمريكي وغربي، يدرك مقدموه تمامَ الإدراك أنه يستخدم في إبادة الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء قطاع غزة على مدى عشرة أشهر، والضفة الغربية مؤخّراً.
إنَّ من المعيب تجاهُلَ شراكة الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الغربية في جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، سواء بالتحريض على اقتراف تلك الجريمة، تحت عنوان الوقوف مع “إسرائيل” وحقها في الدفاع عن النفس، أَو بشحنات السلاح، أَو بالتواجد في مسرح الجريمة لحماية منفذها، أَو بالمليارات من الدولارات التي تدفقت على مدى العشرة أشهر؛ لتستمرَّ وتتتابعَ فصولُ هذه الجريمة، أَو بالمواقف السياسية المغطية لها والحامية لمقترفها في مختلف المحافل الدولية.
وإنه لمن المعيب حقاً -في حق المسلمين عُمُـومًا والعرب خُصُوصاً- تجاهُلُ موقف الإدارة الأمريكية الرافض لأي نقاش في فروع المنظمة الدولية، لموضوع الاعتراف بفلسطينَ دولةً كاملةَ العضوية في الأمم المتحدة، ومن المعيب تلقي ذريعة الإدارة الأمريكية حول ذلك بكل سذاجة، حين تتذرع لتبرير موقفها الرافض بالقول إن إقامة دولة فلسطينية مسألة ثنائية يتفق بشأنها الإسرائيليون مع الفلسطينيين وإنه لا يمكن إقامة الدولة الفلسطينية بقرار دولي! متناسية أن قاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط المسماة “إسرائيل” قد أُنشئت بقرار دولي، ولم تقل حينها، لا هي ولا غيرها من القوى الاستعمارية الغربية، إن إقامة “إسرائيل” شأن ثنائي يتفق عليه الفلسطينيون مع الإسرائيليين، بل لقد سارعت إلى الاعتراف بقاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط، لتتبع اعترافها بالحيلولة دون إقامة دولة تمثل الشعب الفلسطيني، وظل الشعب الفلسطيني تحت مجهر المراقبة لوقف كُـلّ حركة له وكلّ نمو!
ومن المعيب أَيْـضاً أن تظل الشعوب الإسلامية وخُصُوصاً العربية، تتفرج على الإدارة الأمريكية وغيرها من القوى الاستعمارية الإجرامية الصهيوغربية، وهي تواصل شراكتها في أفعال الإبادة الجماعية بحق إخوانهم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بصور وأشكال متعددة، وتكتفي هذه الشعوب وعلى مدى عشرة أشهر بمتابعة وَهْمِ وزيف وخداع وكذب وتضليل هذه القوى الإجرامية، وما تقدمه من عناوينَ كاذبة خادعة حول أسفها على الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين في قطاع غزة، وكأن غزة بها عشراتُ المعسكرات والمطارات العسكرية، ومئات الطائرات الحربية، والثكنات العسكرية المدججة بالقواعد الصاروخية، وكلها في إطار جيش منظَّم، كباقي الدول الأُخرى؛ فغزة كلها مدنية ومن في غزة جميعهم مدنيون حتى أُولئك الذي حملوا السلاح لمقاومة المحتلّ؛ فهم مقاومة شعبيّة لها حق المقاومة للكيان المحتلّ -وَفْــقًا لأحكام القانون الدولي-.
ومن المعيب أَيْـضاً النظر إلى الإدارة الأمريكية أنها وسيطٌ يدير المفاوضات، وهي من يدير عمليات القتل الجماعي والدمار الشامل؛ فالواجب على الإعلام العربي أن يكشف للشعوب الإسلامية المكشوف عن نفاق الإدارة الأمريكية، وعلى الإعلام العربي أن يفضح ذلك النفاق لتبدأ حركة الشعوب الإسلامية في مواجهة الإدارة الأمريكية؛ باعتبَارها من يدير عمليات التدمير الشامل لبنية وبنيان غزة والضفة الغربية، ومن يدير عمليات القتل الجماعي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ عشرة أشهر، وحديثاً بحق أبناء الضفة الغربية، فتلك الإدارة المجرمة هي من احتفى بقدوم مباشر أفعال الإبادة الجماعية، وتستقبله استقبال الفاتحين الأبطال، وكذلك فعل مجلسها التشريعي (الكونجرس) في استقباله واحتفائه بالسفاح نتنياهو، فكيف لا تكون الإدارة الأمريكية وكيانُ الإجرام الصهيوني بعد كُـلّ ذلك كيانًا إجراميًّا واحدًا وإن تعدَّدَتِ الأدوار؟!
وإذا ما تحَرّكت الشعوبُ الإسلامية وخُصُوصاً العربيةَ على هذا الأَسَاس في مواجهة مصالح الإدارة الأمريكية في كُـلّ نقطة جغرافية تتواجد فيها، فَــإنَّ ذلك بحد ذاته كفيل بردع القوى الاستعمارية الإجرامية الصهيوغربية، ولا جدوى أبدًا من استمرار استجداء الإدارة الأمريكية؛ فهي بؤرة الإجرام، وهي رأس الأفعى، وهي رأس الشر، وهي الشيطان الأكبر، كما وصفها الإمام الخميني “رضوانُ الله عليه”.
___
الدكتور عبد الرحمن المختار| المسيرة نت