أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن معركة “رعب المخيمات” تصدياً للعدوان الإسرائيلي الواسع على محافظات الضفة الغربية بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة.
وفرضت قوات العدو بتعزيزات عسكرية حصارا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، وأحدثت دماراً في البنى التحتية وقطعت المياه والكهرباء، وأعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن المستهدفة، وأسفر العدوان حتى اللحظة عن استشهاد 11 مواطن، وعشرات الإصابات بالرصاص والاختناق، واعتقالاتـ ليرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 661 شهيدا.
ويأتي تصعيد الكيان عدوانه على محافظات الضفة الغربية، تنفيذا لتصريحات وزير خارجية الكيان يسرائيل كاتس بأنه “يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء”.
معركة “رعب المخيمات”
يكشف اليوم الأول من اقتحام جنين ونواحي الضفة عن تصاعد وتيرة العمل المسلح وقدرة المقاومة على الاستهداف والمواجهة بشراسة، وعلى الفور في ساعات الصباح الأولى، تم تفجير جرافة إسرائيلية بعبوة ناسفة جديدة، ووُزعت مشاهد للحظة التفجير.
ورغم قطع الطرقات ونشر القناصين وانتشار المسيرات، تمكنت سرايا القدس-كتيبةُ طولكرم من زراعة عبوة ناسفة في مخيم نور شمس، وأعلنت تفجيرها بجرافة عسكرية كانت تعمد إلى تخريب البنى التحتية.
بينما أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أنّ مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في محاور القتال في الخط الغربي و”يمطرون القوات والآليات الإسرائيلية بزخات من الرصاص والعبوات الناسفة محققين إصابات مباشرة.
بدورها أكّدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، أنّها تخوض بالاشتراك مع بقية فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة لصد عدوان الاحتلال المستمر في مخيم الفارعة وطولكرم وجنين، حيث يستهدف المجاهدون قوات الاحتلال وآلياته بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة محققين إصابات مباشرة.
وأضافت: “أنّ “المحتل الذي يحاول واهماً كسر حالة المقاومة شمالي الضفة سيتفاجأ بالموت والرد القادم من جنوب الضفة ووسطها والداخل المحتل”.
كتائب شهداء الأقصى، أعلنت في عدّة بيانات عسكرية، تصدّي مجموعاتها في مدن جنين ونابلس وطوباس وطولكرم ومخيماتها، لقوات العدو المقتحمة في المحاور كافة، محققةً إصابات مباشرة في صفوف الجنود الإسرائيليين، بعد استهدافهم بعدد من العبوات الناسفة ووابل كثيف من الرصاص.
كتائب المجاهدين – جنين أفادت عن خوض مقاتليها اشتباكات ضارية بالأسلحة المناسبة مع قوات الاحتلال في محاور القتال في مدينة جنين ومخيمها، وأعلنت الكتائب تمكنها من استهداف آلية للاحتلال من نوع “نمر”، بكمين معد مسبقاً بعبوة ناسفة أدّت إلى إصابتها بشكلٍ مباشر في شارع حيفا في جنين، وتفجير عبوة ناسفة بجرافة صهيونية من نوع D9 قرب مسجد الأسير بحي الجابرايات في جنين وإصابتها بشكل مباشر.
الجناح العسكري لحركة فتح الانتفاضة، قوات العاصفة – كتيبة جنين، نشرت بدورها بياناً عسكرياً أكدت فيه اشتباك مجاهديها مع قوات الاحتلال على أكثر من محور في المدينة، واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص المركز والعبوات الناسفة محليه الصنع.
الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كتائب الشهيد أبو علي مصطفى في شمال الضفة الغربية استهدفت بدورها قوات العدو المتوغلة في مدينة جنين بعدد من العبوات المتفجرة والناسفة وخاضت “اشتباكات عنيفة مع قوات العدو جنبًا إلى جنب فصائل المقاومة في معركة الدفاع عن شعبنا”.
تفاصيل العدوان الإسرائيلي على الضفة
جنين
قطع كيان العدو الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصر مستشفى الشهيد خليل سليمان، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق مداخل مدينة جنين كافة، وفرض حصارا مشددا على مداخل مستشفى جنين الحكومي، وأعاق حركة الطواقم الطبية، وكوادر الهلال الأحمر، وسيارات الإسعاف، ويواجه المرضى وعائلاتهم ساعات من التوتر والقلق جراء التهديد باقتحام المستشفى، كما أن كميات المياه والوقود المتوفرة فيه لا تكفي في حال استمر الاقتحام لأكثر من يوم.
طولكرم
ألحقت قوات العدو دمارا واسعا في مخيم نور شمس مستهدفة بنيته التحتية وممتلكات المواطنين، وأخطرت المواطنين بمغادرته خلال أربع ساعات، وأقامت نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم قبل المغادرة. ودمرت جرافاته خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم، ما تسبب في انقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسية وممتلكات المواطنين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.
وحاصرت مستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، ومنعت الدخول إليهما والخروج منهما، وأعاقت حركة تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، وأخضعتهم للتفتيش والتدقيق في الهويات، ودمرت جرافات العدو البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي “المحاكم”، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة، ودوار ضاحية اكتابا وشارع الإسكان فيه، كما أغلقت بعض الاتجاهات بالسواتر الترابية.
طوباس
اقتحمت قوات العدو مخيم الفارعة جنوب طوباس، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
كما داهمت قوات الاحتلال نقطة طبية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف نضال عودة، وأطلقت النار داخلها.
رام الله
قامت قوات العدو بحملة اعتقالات في بلدتي قراوة بني زيد وعبوين شمال غرب رام الله، وداهمت عدة منازل في بيت ريما، وحولت منزل المواطن عودة البرغوثي إلى ثكنة عسكرية، ومركز للتحقيق مع الشبان المعتقلين من البلدات والقرى المجاورة. وفي قرية سنجل شمال مدينة رام الله، نصبت قوات الكيان حواجز عسكرية عند مفترقاتها، وفتشت المركبات، ودققت في هويات المواطنين، كما ألقت منشورات تهدد فيها المواطنين.