تشهد محافظات المحويت والحديدة وحجة وريمة أمطار غزيرة وصفتها منظمة الفاو بالغير مسبوقة متجاوزة 300 ملم، وذلك على المرتفعات الوسطى والجنوبية والمناطق الساحلية الغربية لليمن، ونالت محافظة المحويت النصيب الأكبر من تداعيات تدفق السيول سيما مديرية ملحان التي تعرضت خلال الساعات الماضية لسيول جارفة أدت لتدمير 28 منزلاً ووفاة 38 مواطناً، تم العثور على جثث 13 منهم حتى اللحظة والبقية في عداد المفقودين، فيما تم إنقاذ طفل واحد، إضافة إلى تصدع 200 منزل وجرف خمس سيارات، تليها محافظة الحديدة التي توفي فيها خلال الساعات الماضية ثمانية أشخاص نتيجة سيول الأمطار الغزيرة والصواعق الرعدية في مديريات المراوعة والقطيع والزيدية واللحية وبيت الفقية.
#المحويت – انتشال عدد من الجثث من منزل جرفته السيول في مديرية ملحان
مصادر رسمية تشير إلى وفاة 33 شخصاً حتى اللحظة في حصيلة غير نهائية، جراء تهدم وانجراف 28 منزلاً بفعل الأمطار الغزيرة pic.twitter.com/vjaxDUvwU3
— المشهد اليمني الأول (@Alyemen_One) August 28, 2024
وحتى اللحظة تسببت الأمطار بتدفق سيول جارفة أسفرت عن خسائر بشرية ومادية بالبنية التحتية والمساكن والمحاصيل الزراعية، وبلغت إجمالي الأسر المتضررة كلياً وجزئياً حتى اليوم في المحافظات الثلاث “الحديدة والمحويت وحجة” 33 ألفاً و123 أسرة، فيما إرتفع عدد الوفيات إلى 86 شخصاً في حصيلة غير نهائية.
تحرك حكومي طارئ
وجه الرئيس مهدي المشاط، حكومة التغيير والبناء ببذل أقصى الجهود لإغاثة وإنقاذ المنكوبين في المحافظات المتضررة، مثمنا الجهود المبذولة، ومعبراً عن تعازيه لأسر الضحايا.. فيما أمل رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام بتظافر جهود الجميع إلى جانب الحكومة لإغاثة المتضررين والتخفيف من وقع المأساة النازلة بهم.
بدوره وجه رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي الجهات الحكومية المختصة بسرعة إنقاذ المتضررين في محافظات الحديدة والمحويت وحجة وريمة، وأعلن ناطق الحكومة هاشم شرف الدين عن مباشرة اللجنة العليا لمواجهة الطوارئ وأضرار السيول التي شكلها رئيس الوزراء، برئاسة النائب الأول لرئيس المجلس العلامة محمد مفتاح وعضوية وزارات الإدارة والتنمية المحلية والريفية، والشباب والرياضة، المالية، الداخلية، الدفاع، النقل والأشغال العامة، الإعلام، الشؤون الاجتماعية والعمل، الكهرباء الطاقة والمياه، بالإضافة إلى هيئة الزكاة، وذلك لتقديم خدمات الإنقاذ والإيواء والغذاء وفتح الطرقات.
من جانبه أوضح العلامة محمد مفتاح أن اللجان الحكومية تعمل منذ أكثر من أسبوع في جميع المحافظات وتقوم بجهود الإنقاذ والإيواء وإصلاح الأضرار وفتح الطرقات، موجهاً الشكر لأبناء المناطق القريبة من المتضررين ورجال المال والأعمال الذين قدموا مساعدات وجهود مشكورة لمعالجة تداعيات الكوارث الناجمة عن السيول والانهيارات الصخرية.
تفقد ميداني وتوزيع مساعدات
يواجه الدفاع المدني وفرق الإنقاذ والإسعاف صعوبة بالوصول خصوصا في مناطق مديرية ملحان، التي وصلت فرق من الاستجابة الطارئة بوحدة التدخلات المركزية إليها للمشاركة في الإنقاذ والحد من أضرار الأمطار والسيول ورفع المخلفات وفتح الطرقات وإنقاذ المواطنين المحاصرين في قراهم ومنازلهم، بالتعاون مع الطوارئ العامة والسلطة المحلية.
وفي مديريات المراوعة والقطيع والزيدية واللحية وبيت الفقية والقناوص وأودية مور وسردود وسهام أشرف وكلاء محافظة الحديدة البشري وكباري ومثنى، ومدراء المديريات، ومدراء الشؤون الانسانية والاشغال والنظافة والوحدة التنفيذية للمشاريع، على عملية إجلاء المواطنين من ممرات السيول الى أماكن بديلة وعدد من المدارس وانتشال الضحايا، وتوفير المساعدات والمواد الغذائية والايوائية لهم، وإيجاد حلول عاجلة لإصلاح الطرق المتضررة ورفع المخلفات.
وكان قد وزع فرع المجلس الأعلى للشؤون الانسانية بمحافظة الحديدة، مساعدات ايوائية وحقائب استهدفت 387 أسرة متضررة بمديريات الزهرة والحوك وزبيد وباجل ضمن حملة الاستجابة الطارئة لتخفيف معاناة المواطنين الذين تدمرت منازلهم وممتلكاتهم جراء السيول والأمطار الغزيرة بدعم من مؤسسة مبادرون ومنظمة رؤيا أمل.. فيما أكد أمين عام محلي المحويت، أنه سيتم توفير المواد الإيوائية والغذائية الطارئة للأسر المتضررة بالتعاون مع الجهات المختصة وذات العلاقة.
أسباب تقلل من الخسائر
من المؤكد أن أحد أهم الأسباب في التقليل من الخسائر هو متابعة النشرات الجوية الدورية الصادرة من المركز الوطني للأرصاد الجوية، والتي يمكن فيها للمواطنين معرفة توجه الطقس لليوم والساعات القادمة، حيث أوضح عدد من المواطنين في مديرية ملحان عدم درايتهم بوجود موجة أمطار غزيرة وعدم اطلاعهم على تحذيرات مركز الأرصاد.
من جملة الأسباب التي ترفع كلفة الخسائر هو عدم إلتزام المواطنين بمعايير البناء، والبناء العشوائي على ممرات السيول، وتبين مشاهد كثيرة في محافظة المحويت وجود العديد من المنازل في ممرات السيول، كما أن البناء العشوائي لحواجز وبرك الماء وتواجدها في مربعات سكنية يعرض المواطنين لمخاطر.