الرئيسية أخبار وتقارير العليمي يقتحم تعز بالمدرعات السعودية.. الإمبراطور العاري يستمتع بلحظاته تحت المظلة الخارجية

العليمي يقتحم تعز بالمدرعات السعودية.. الإمبراطور العاري يستمتع بلحظاته تحت المظلة الخارجية

العليمي يقتحم تعز بالمدرعات السعودية.. الإمبراطور العاري يستمتع بلحظاته تحت المظلة الخارجية

جنود لنظام آل سعود مدججين بالأسلحة وبمدرعات سعودية هادرة في شوارع مدينة تعز، ولم تكن مرحلة لإعلان الحرب على تعز وأبنائها فهذه المهمة أنجزت، بل للطواف برئيسهم المفروض بشخطة قلم من الديوان الملكي، هذا هو رئيسكم الشرعي.. وأنتم جمهوريون ووطنيون لا تقلقوا.

وقناة جمهورية طارق عفاش تنشر تقارير الواقعة تحت العنوان ((هل تفتح زيارة العليمي الباب لاستكمال تحرير تعز؟)).. أو بالأحرى هل تفتح مدرعات براميل النفط الباب لاستكمال العهر..

تعز التي زارها الناصر جمال وقال منها “على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل من جنوب اليمن”..
تعز التي هتف أبنائها في يوم من الأيام “بالكيماوي ياصدام حتي الرياض والدمام”!..
تعز التي ضحت بعشرات الآلاف من أبنائها في حروب ضد السعودية الرجعية والاستعمار الغربي..
في 26 سبتمبر الثورة التي أصيبت بمقتل في أحداث أغسطس 1968م وارتمت في أحضان آل سعود..
في 14 أكتوبر الثورة التي أصيبت بمقتل في أحداث يناير 1986م وارتمت في أحضان آل سعود..
في 11 فبراير الثورة التي أصيبت بمقتل بالمبادرة الخليجية وارتمت في أحضان آل سعود..

تبخر كل شيء واقتحم المملوك العليمي موطنه بسلاح وجنود الملك، وبنصف وجه أطل من المدرعة ملوحا للشوارع، فهؤلاء دائماً يعيشون في الظلام، ولا يطِلُّون برؤوسهم إلا تحت الحماية الخارجية الاستعمارية القديمة والجديدة وأذنابهم آل سعود.

عندما كان أبناء تعز في موقع القرار السياسي في عدن كانت عدن معادية للاستعمار والرجعية السعودية.. كذلك عندما كانوا في موقع القرار السياسي في صنعاء كانت صنعاء معادية للاستعمار والرجعية.. ولاكتمال الصورة والمشهد وللأمانة لابد من الوقوف وبمسؤولية وطنية أمام الأسباب التي جعلت تعز تتقيأ رجعية واستعمار.

تم خصي أممية الإسلام بسلاح القومية ولم يكفهم ذلك، فحضر سلاح الوطنية المصرية لضرب القومية العربية في عقر دارها، فكان شعار “مصر أولا” والنتيجة اتفاقية كامب ديفيد.. وبسقوط القلعة القومية الأولى “مصر” حلَّ الشعور الوطني مكان القومي وبشعار “أولا”.. الجزائر أولا.. تونس أولا.. لبنان أولا.. وتوارى بذلك الحس القومي لمصلحة الشعور الوطني.. ومع ربيع بني صهيون، ظهرت العنصرية الطائفية والمناطقية لتحل محل الوطنية.. تعز أولا.. طرابلس أولا.. درعا أولا.. وهذا ما نراه اليوم.. عدن أهم من غزة وفلسطين..

الآلاف من أبناء تعز قاتلوا أبناء جلدتهم في الحدود السعودية.. وكانوا دروعاً بشرية لحماية هذا الجندي السعودي الذي يتجول اليوم في شوارع تعز ليفرض على أبنائها رئيسهم “الشرعي”.. ليس تحت شعار الحدود أولا أو تعز أولا.. بل تعددت الشعارات والعهر واحد..

واثق الخطى يمشي ملكا أو عاريا

واثق الخطى يمشي ملكا.. أما خطوات الواثق لديهم سيطل بنصف وجه من على متن مدرعة سعودية لأنه عاري.. وإن قال له الطارئون أنت يمني جمهوري بطل وصفقوا له بأرجلهم وأيديهم.. سيبقى عارياً.. كما كان ذلك الإمبراطور عارياً في قصة الكاتب الدنماركي هانس أندرسن.. فهذا الإمبراطور أقنعه خياطان محتالان بصناعة ملابس عجيبة من نوعها ولايراها الحمقى والأغبياء.. فاستحسن الإمبراطور ذلك وقرر ارتدائها للكشف عن الحمقى والخروج للمدينة في موكب احتفالي.. ولكنه صدم من عدم رؤية الملابس عندما تظاهر الخياطان بإلباسه، وحتى لايقال عنه أحمق وغبي لايرى هذه الملابس العجيبة تظاهر الإمبراطور بأنه يراها.. وتظاهر وزراءه وكل من في القصر برؤية الملابس وأشادوا بروعتها.. وعندما خرج في موكب أمام الشعب عاريا رأى الشعب الإمبراطور عاريا تماما أمامهم لكنهم اضطروا للإشادة بجمال الملابس حتى لايقال عنهم حمقى وأغبياء.. وفجأة يصرخ طفل من بين الحشود “لكن الإمبراطور عاريا” فيكتشف الناس أنه بالفعل عارياً.. لكن الإمبراطور قال في نفسه “لا بد أن أتحمل حتى ينتهي الموكب” وسار بزهو أكثر..

فالعليمي والطارئون يعرفون أن الوطنية والجمهورية لا تأتي بشخطة قلم من الديوان الملكي الذي عادى ويعادي الجمهورية.. ويعرف أن السعودية وأمريكا كانوا أعداء للنظام الجمهوري، ولم يعترفوا به حتى 1970م بعد اعتداله ودخوله في جلباب الوصاية السعودية.. ويعرف أن المدرعات التي أتت به إلى مدينته لا يمكن وصفها بغير “إحتلال”.. لكنه ينتظر أن تنتهي حفلة الملك الذي يرعاه ويكفله.. وحفلة راعي البقر الأمريكي التي يدير الملك ومزرعته، فيقرر أن يستمتع باللحظات التي تقدمه المظلة الخارجية للشعب أنه جمهوري وقراره مستقل ويقود معركة تحرر من أبناء وطنه.. وحالما تنتهي حفلة الملك وراعيه الكاوبوي سيعود العليمي والأقزام السبعة وفضائيات التحرير بالمدرعات الملكية إلى الظلام الدامس.. فالتاريخ -إن حكى- يحكي الوقائع والاحداث بالتاريخ الموثّق، فكل من يأتي لليمن معتدياً وغازياً ومحتلاً يُعتبر حدثاً طارئاً دخيلاً وينتهي ويُزال.. وبريطانيا العظمى لم تعد بريطانيا العظمى.. والسلطنة العثمانية لم تعد السلطنة العثمانية.. وكذلك الإمارات لن تعود إمارات ومتحدة وعربية.. والسعودية لن تكون سعودية ومملكة عربية.
ــــــــــــــــــــــــــ
المحرر السياسي
المشهد اليمني الأول
24 صفر 1446هجرية
28 أغسطس 2024م

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version