أوقفت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، العمليات الإنسانية في قطاع غزة بعد أوامر الإخلاء القسري الصهيونية لمدينة دير البلح، والتي أدت لعوائق خطيرة أمام تسليم المساعدات وتوزيع لقاح شلل الأطفال الذي ظهر بالقطاع لأول مرة منذ 25 عاما.
ونقل موقع بلومبيرغ عن مسؤول أممي تأكيده توقف العمل الإنساني بعد أوامر الإخلاء القسرية الصهيونية الجديدة لدير البلح، والتي كانت المنطقة الوحيدة التي تنسق فيها الأمم المتحدة معظم عملياتها، كما احتوت آلاف النازحين بعد زعم العدو أنها “منطقة آمنة”.
وشدد المسؤول على أنه رغم عدم إصدار الأمم المتحدة أوامر رسمية بالتوقف، فإنها غير قادرة عمليا على تسليم المساعدات أو الاستمرار بعملياتها الإغاثية.
وأضاف أنه في حين اضطرت الأمم المتحدة إلى تأخير أو إيقاف عمليات التسليم لبضع ساعات سابقا، فإن هذه هي المرة الأولى التي تتوقف فيها العمليات تماما.
ويهدد إيقاف العمليات الإنسانية بتأخير حملة التطعيم التي تقودها الأمم المتحدة، التي من المقرر أن تبدأ في 31 أغسطس من الشهر الجاري، وفق إعلان منظمة الصحة العالمية، حيث تعتزم الأمم المتحدة توزيع نحو مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال في غزة، بعد اكتشاف إصابة بالفيروس في الأيام الماضية.
لا يوجد مكان آمن
وفي السياق، جدد مسؤولان في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” التأكيد أن الوضع في قطاع غزة “كارثي”، وأن المساحة التي تم حصر الناس فيها في القطاع “ضئيلة للغاية”، في ظل أوامر الإخلاء القسري في جميع أنحاء قطاع غزة على مدار الأسبوعين الماضيين.
وقدم المتحدثة باسم “الأونروا” في غزة، لويز ووتريدج، ونائب المدير الميداني الأول “لـلأونروا” وسام روز، إحاطة إعلامية، مساء أمس الاثنين، عبر الفيديو من دير البلح.
وقالت ووتريدج، إن مئات الآلاف من الناس مجبرون على الانتقال يوميا من مكان إلى آخر، بحثا عن ملجأ آمن، مشيرة إلى أن ما نراه الآن هو “أسر وأمهات وأطفال يجرون أمتعتهم وينتقلون قسرا، ولا يعرفون إلى أين يذهبون”.
وشدد على أن قطاع غزة “ليس مكانا آمنا، فالناس ليس لديهم مكان يذهبون إليه، ولا توجد وسيلة للعثور على الأمان، كما أن الوصول إلى الموارد الإنسانية محدود للغاية، لأن العمليات الإنسانية تنزح هي الأخرى في ظل أوامر الإخلاء هذه”.
بدوره قال نائب المدير الميداني الأول للأونروا، “أن سلسة أوامر الإخلاء الأخيرة قلصت ما يسمى “المنطقة الإنسانية” التي أعلن عنها العدو الصهيوني إلى 11% فقط من مساحة قطاع غزة بأكمله، “وهي في الحقيقة كثبان رملية ومناطق مزدحمة، يتكدس الناس فيها ويفعلون كل ما في وسعهم للعيش”.
وحذر من البيئة التي يمكن أن ينتشر فيها شلل الأطفال، مشيرا إلى “الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وقطاع صحي مدمر، وخدمات وظروف مياه وصرف صحي رديئة للغاية، والناس الذين يعيشون وسط القمامة وبـِرك من مياه الصرف الصحي، ويشعرون بالتوتر والقلق وتضعف أنظمتهم المناعية”.
وفي الإطار نفسه، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن قلق بالغ إزاء أوامر الإخلاء الصهيونية القسرية، مشيرا إلى أنها تشمل 15 مرفقا يؤوي موظفين أمميين ونشطاء في منظمات غير حكومية، فضلا عن 4 مستودعات تابعة للأمم المتحدة، نظرا لوجودها إما في المنطقة المشمولة بأمر الإخلاء أو قربها.
وقال المكتب إن هذا القرار سيعوق عمل مركز إنساني كامل تم إنشاؤه في دير البلح بعد إخلاء رفح جنوب القطاع في مايو/أيار الماضي.
ويش العدو الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة بدعم أمريكي، خلّفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.