الرئيسية زوايا وآراء تحليل: عملية يوم الأربعين تفضح هشاشة إسرائيل وتؤكد جاهزية المقاومة اللبنانية

تحليل: عملية يوم الأربعين تفضح هشاشة إسرائيل وتؤكد جاهزية المقاومة اللبنانية

تحليل: عملية يوم الأربعين تفضح هشاشة إسرائيل وتؤكد جاهزية المقاومة اللبنانية

في فجر الأحد الموافق 25 أغسطس 2024، نفذت المقاومة الإسلامية في لبنان، ممثلة بحزب الله، عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها اسم “عملية يوم الأربعين”.

جاءت هذه العملية كرد مباشر على اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر، في ضربة عسكرية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.

العملية لم تكن مجرد ردّ عسكري تقليدي، بل حملت أبعادًا استراتيجية ونفسية عميقة، كشفت عن مدى ضعف الكيان الصهيوني وهشاشته أمام قدرات المقاومة المتطورة.

اختيار التوقيت والمكان: ضربة قاصمة للهيبة الإسرائيلية

من الناحية العسكرية، استهدفت عملية يوم الأربعين قاعدة “غليليوت”، وهي قاعدة استخباراتية عسكرية متقدمة تابعة لوحدة أمان 8200 الإسرائيلية.

هذه الوحدة تُعد من أهم مراكز القيادة والسيطرة على العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية، وتقع على بعد 110 كيلومترات في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالقرب من تل أبيب، العاصمة الاقتصادية لكيان الاحتلال.

تنفيذ عملية بهذه الدقة وفي هذا العمق يعكس قدرات استثنائية للمقاومة، ويشير إلى أن حزب الله يمتلك معلومات استخباراتية دقيقة، فضلاً عن تطور تقني كبير في أسلحته.

كما أن عملية استهداف قاعدة “غليليوت” لم تكن فقط رسالة للكيان الإسرائيلي بأن المقاومة قادرة على ضرب أهداف استراتيجية، بل كانت ضربة نفسية تهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للجيش والمستوطنين الإسرائيليين.

أما اختيار هذه القاعدة بالتحديد، والتي تُعد من مراكز السيطرة والتحكم الرئيسية في الجيش الإسرائيلي، يحمل في طياته رسالة مفادها أن المقاومة تعرف تماماً نقاط ضعف العدو وأنها قادرة على ضربه في القلب متى شاءت.

إفشال السردية الإسرائيلية: أكاذيب الاحتلال تتهاوى

وفي محاولة لاحتواء الصدمة التي أحدثتها عملية يوم الأربعين، سارع الإعلام الإسرائيلي إلى ترويج سردية كاذبة تدعي نجاح الكيان في توجيه ضربات استباقية إلى منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله.

إلا أن السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في خطابه الذي أعقب العملية، فضح هذه الأكاذيب، مؤكداً أن الضربات الإسرائيلية استهدفت مواقع فارغة وأنها جاءت بعد فوات الأوان.

السردية الإسرائيلية الكاذبة لم تصمد طويلاً أمام الحقائق على الأرض، فالحقيقة التي حاول الكيان إخفاءها هي أن المقاومة تمكنت من تنفيذ عمليتها بنجاح، وأن إسرائيل لم تكن قادرة على منع الهجوم أو التنبؤ به.

هذه الحقائق تكشف ضعف الاستخبارات الإسرائيلية وفشلها في رصد تحركات حزب الله، على الرغم من كل التكنولوجيا المتطورة التي يمتلكها الكيان.

الآثار النفسية على الداخل الإسرائيلي: حالة من الرعب والارتباك

إضافة لما سبق، عملية يوم الأربعين لم تكن فقط عملية عسكرية ناجحة، بل كانت حرباً نفسية متكاملة الأركان ضد الكيان الإسرائيلي.

فتعطيل مطار بن غوريون، وهو الشريان الحيوي للحركة الجوية الإسرائيلية، وإجبار ملايين المستوطنين على النزول إلى الملاجئ، يشير إلى حجم الرعب الذي سيطر على الداخل الإسرائيلي.

هذه العملية أكدت أن الكيان المؤقت يعيش في حالة من الهشاشة الأمنية، وأنه غير قادر على حماية نفسه حتى في عمقه الاستراتيجي.

وهذا الرعب الذي نشرته المقاومة في قلوب الإسرائيليين المحتلين هو جزء من حرب نفسية تهدف إلى تقويض ثقتهم بقدرة كيانهم على حمايتهم، وإظهارهم أمام العالم ككيان ضعيف وعاجز عن مواجهة تهديدات المقاومة.

رسالة المقاومة: القوة والاستعداد الدائم للردع

في خطابه عقب العملية، وجه السيد حسن نصر الله رسالة قوية وواضحة للكيان الإسرائيلي، مفاد هذه الرسالة أن المقاومة اللبنانية ليست فقط قادرة على الرد على أي اعتداء إسرائيلي، بل إنها تمتلك زمام المبادرة وتستطيع ضرب الكيان في عمقه الاستراتيجي متى شاءت.

هذه الرسالة تعزز موقف المقاومة وتؤكد جاهزيتها للردع، مما يشكل تحدياً كبيراً للكيان الإسرائيلي ويضعه أمام خيارين: إما التراجع عن سياساته العدوانية أو مواجهة المزيد من الضربات التي ستكون أكثر إيلاماً.

المقاومة تكشف حقيقة إسرائيل وتعيد تشكيل المعادلة

ختاماً فإن عملية يوم الأربعين لم تكن مجرد رد فعل على اغتيال السيد فؤاد شكر، بل كانت بداية لمرحلة جديدة من الصراع مع الكيان الإسرائيلي.

هذه العملية أكدت أن المقاومة اللبنانية ليست فقط قادرة على الدفاع عن نفسها، بل إنها قادرة أيضاً على المبادرة والتأثير في مجريات الأحداث، كما هو حاصل منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ حتى الآن.

فالكيان الإسرائيلي، الذي كان يعتبر نفسه القوة المسيطرة في المنطقة، بات اليوم يعيش في حالة من القلق والرعب المستمرين، مدركاً أن أي خطوة خاطئة قد تجر عليه عواقب وخيمة.

بهذه العملية، نجحت المقاومة اللبنانية في تقويض السردية الإسرائيلية الكاذبة، وكشفت حقيقة ضعف الكيان المؤقت وهشاشته، وفي الوقت نفسه، عززت من موقفها كقوة إقليمية لا يستهان بها، قادرة على الردع والتصدي لأي عدوان، مهما كان مصدره أو حجمه.

تحليل: يحيى محمد الشرفي

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version