أبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤخراً مشرعين أمريكيين وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة أنه “معرض لخطر الإغتيال” بعد جهوده للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، بحسب ما جاء في منشور صدر اليوم (الأربعاء) في ” بوليتيكو”.
وأشار ولي العهد السعودي لأعضاء الكونجرس إلى أنه يخاطر بحياته من خلال السعي إلى التوصل إلى اتفاق كبير مع الولايات المتحدة وإسرائيل – والذي يتضمن تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
وفي مناسبة واحدة على الأقل، ذكر “أنور السادات”، الزعيم المصري الذي اغتيل بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، وتساءل عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات.
وأثناء مناقشته التهديدات التي يواجهها، شرح ضرورة أن تتضمن مفاوضات صفقة غزة مسارًا حقيقيًا لإقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد أن أدت الحرب في غزة إلى زيادة الغضب العربي تجاه إسرائيل.
اتفاق سري
يُشير موقع “بوليتيكو” إلى أن ولي العهد عازمٌ على إبرام صفقة ضخمة مع الولايات المتحدة وإسرائيل على الرغم من المخاطر التي تنطوي عليها، معتبراً أن ذلك أمر بالغ الأهمية لمستقبل بلاده.
وقد ظهرت الخطوط العريضة لهذا الاتفاق السري إلى حد كبير والذي لا يزال قيد التطوير في تقارير مختلفة. ويتضمن التزامات أميركية متعددة تجاه السعوديين، بما في ذلك الضمانات الأمنية، والمساعدة في برنامج نووي مدني، والاستثمار الاقتصادي في مجالات مثل التكنولوجيا.
وتأتي هذه التحولات عشية كشف الولايات المتحدة ترتيبات لنقل اول شحنة أسلحة هجومية للسعودية مع رفع الحظر عن بيعها لأول مرة منذ اربع سنوات.
ونقلت صحيفة “ول استريت جورنال” عن مسؤولين قولهم إن الشحنة الأولى تضم قنابل مختلفة وبقيمة تصل على 700 مليون دولار. والشحنة جزء من صفقة بمليارات الدولارات تستعد السعودية لإبرامها مع أمريكا مع اعلان الأخيرة رفع الحظر عنها.
ووفقاً لبعض التقارير، ستحد المملكة العربية السعودية من تعاملاتها مع الصين، كما أنها ستقيم علاقات دبلوماسية وعلاقات أخرى مع إسرائيل. ومع ذلك، تقول “بوليتيكو” إن ما يثير استياء محمد بن سلمان هو أن الحكومة الإسرائيلية لم ترغب بإدراج مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية في الاتفاق.
استراتيجية تسويق دبلوماسية
اعتبر دينيس روس، المفاوض المخضرم في الشرق الأوسط والذي عمل مع العديد من الرؤساء الأميركيين، في حديث مع “بوليتيكو” أن تصريح بن سلمان لأعضاء الكونغرس هو طريقة أخرى للقول: “تضمين شرط إقامة دولة فلسطينية هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لي”.
وأشار أحد كبار المسؤولين السعوديين أن بن سلمان يعتقد أنه بدون حل القضية الفلسطينية، فإن بلاده لن تستفيد في النهاية من الفوائد الاقتصادية والتكنولوجية والعسكرية المفترضة للصفقة الشاملة. وأضاف لـ “بوليتيكو”: “لن يكون لدينا أمن واستقرار إقليمي دون معالجة القضية الفلسطينية”.
وبحسب موقع “بوليتيكو”، إن القضية الفلسطينية حساسة على وجه الخصوص لأنها تؤذي علاقات بن سلمان مع السعوديين الأصغر سناً الذين يدعمون إصلاحاته الاجتماعية ويوفرون حصنا ضد المتشددين الدينيين وأفراد العائلة المالكة الذين يعارضونه.
لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بعدم السماح أبداً بإقامة دولة فلسطينية، كما فعل أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم. ويعارض جزء كبير من الجمهور الإسرائيلي الفكرة. وحتى الآن، هناك القليل من الأدلة على أن الضغوط الخارجية ستغير رأي نتنياهو، ولا حتى مطالب الرئيس جو بايدن أقنعت نتنياهو بوضع خطة جادة لكيفية التعامل مع غزة بعد الحرب، وعن الفلسطينيين ككل.
وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين: “ما نفهمه هو أن حكومات الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل جميعها مهتمة بالتوصل إلى اتفاق يغطي القضايا الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية والتطبيع الإسرائيلي السعودي. ومع ذلك، فإن تنفيذ مثل هذه الصفقة سيتطلب شروطًا معينة، وليست جميعها متوافرة حاليًا”.
وتشير الصفقة من حيث التوقيت إلى مساومة أمريكية للسعودية امن الاحتلال الإسرائيلي مقابل التسليح رغم مخاطر ذلك على توسيع رقعة المواجهة إقليمية في ظل التحذيرات الإيرانية من مغبة اعتراض هجومها المرتقب.