في ذكرى تدمير الهيكل (تيشا بيف)، حسب التاريخ العبري، اقتحم وزير الأمن القومي لكيان العدو الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف مع المئات من قطعان المستوطنين -صباح اليوم الثلاثاء- باحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة تحت حماية شرطة الكيان.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن أكثر من 2958 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، وأن شرطة الاحتلال منعت المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين الذين رفعوا علم كيان العدو الإسرائيلي داخل المسجد.
ونظم الوزير الصهيوني المتطرف بن غفير أول صلاة جماعية في باحة المسجد الأقصى، تحت حماية شرطة العدو، وهو انتهاك صريح للوضع الراهن لعام 1967م، مع الإشارة إلى أن معركة سيف القدس في مايو 2021، اندلعت بأقل من هذا الاستفزاز.
قبل خمسة عشر عامًا، كان قرابة ألفي يهودي يأتون كل عام للصلاة في باحة المسجد الأقصى خلال عيد أو عيدين لهم. وأما اليوم، فهناك أكثر من خمسين ألف يأتون في كل أعيادهم، لكن الجديد هو اصطفاف حكومة كيان العدو معهم.
ونشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع تظهر أعدادا كبيرة من المستوطنين وهم يرقصون ويؤدون صلوات تلمودية في باحات الأقصى. وخلال اقتحامه للأقصى قال بن غفير: “يجب ألا نذهب إلى المؤتمرات في الدوحة أو القاهرة (في إشارة إلى المفاوضات بشأن غزة)، بل الانتصار على حركة حماس وتركيعها”.
لتعرفوا حجم الإستفزاز
لتعرفوا حجم الإستفزاز علق مكتب نتنياهو على هذا الإقتحام بالقول أن “ما حدث صباح اليوم في جبل الهيكل يعدّ تجاوزا للوضع القانوني القائم”.. وأنه “لا توجد سياسة خاصة لأي وزير بشأن جبل الهيكل، لا لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ولا لأي وزير آخر”.
غير أن بن غفير رد قائلاً: “ما من قانون يسمح بالتفرقة العنصرية ضد اليهود في جبل الهيكل (الحرم القدسي)”. ونقلت عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قوله: “سياسة وزير الأمن القومي هي تمكين اليهود من حرية العبادة في جميع الأماكن، بما في ذلك (جبل الهيكل)، وسيواصل اليهود القيام بذلك في المستقبل أيضاً”.
أما رئيس معسكر الدولة بيني غانتس قال لنتنياهو أن “الإدانة الضعيفة ليست بديلاً عن مصادرة السلطات فوراً من وزير الأمن القومي غير المسؤول”. كما هاجم وزراء “الحريديم” في حكومة العدو بن غفير وهددوا بالانسحاب.
من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن حملة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الانتخابية “داخل جبل الهيكل (المسجد الأقصى) وبخلاف موقف الأجهزة الأمنية تعرّض حياة مواطنينا وقواتنا للخطر”.
حركات المقاومة تعتبره تصعيدا خطيرا يستوجب الرد
إعتبرت حركة حماس الإقتحام “إمعان في العدوان على شعبنا ومقدساته واستفزاز لمشاعر المسلمين”. مؤكدة أن “سلوك حكومة -المتطرفين الصهاينة- وأعضائها مجرمي الحرب يتطلب وقفة جادة من المجتمع الدولي لردعها ومحاسبتها”.
حركة المجاهدين الفلسطينية استهجنت الصمت العربي والإسلامي تجاه ما يحصل واعتبرت أن “الإعتداء على المسجد الأقصى تجاوز لكل الخطوط الحمر، ويكشف مضي حكومة الكيان النازية بمخططاتها التهويدية”.
واستنفرت كل جموع الشعب الفلسطيني “في الضفة والداخل والقدس للانتفاضة الشاملة دفاعاً عن المسجد الأقصى”، ودعت “لتصعيد العمل العسكري ضد مواقع العدو ومغتصباته”. كما دعت “الأمة لأخذ دورها في حماية مسرى نبيها والضغط على الأنظمة التطبيعية التي تواصل تطبيعها مع الكيان الصهيوني المجرم في ظل جرائم الابادة الجماعية في غزة والانتهاك المتواصل لمقدسات الأمة في فلسطين”.
المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين اعتبرت الإقتحام “تصعيداً جديداً للحرب الدينية وعدوان لا بد أن يقابل بردود قوية من قبل أبطال المقاومة في كل مكان من أرضنا المباركة”.
فيما أعدت حركة الجهاد الإسلامي الإقتحام بمثابة “تسعير الحرب على غزة والضفة والقدس والمقدسات”. محذرة من استمرار الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال كونه يمثل “دعم كامل لهذا الكيان لمواصلة ارتكاب جرائمه واعتداءاته”.
المكتب السياسي لأنصار الله: الأمة لن تسمح بتمرير أي من مخططات العدو
اعتبر المكتب السياسي لأنصار الله “تلك الممارسات الاستفزازية للمستوطنين اليهود انتهاكاً سافراً لمقدسات الإسلام”، محذراً من “كل الخطوات اليهودية الممنهجة والمتكررة التي تحدث على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي”.
وأكد أن الأمة لن تسمح بتمرير أي من مخططات العدو الإجرامية تجاه القدس والمسجد الأقصى والهوية الإسلامية فيها. لافتاً إلى أن “إمعان العدو في جرائمه يفرض على الأمة المزيد من الخطوات للتصدي للمشروع الصهيوني لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني”.
إدانات عربية
حملت الرئاسة الفلسطينية كيان العدو مسؤولية الاستفزازات الخطيرة، ودعت واشنطن للتدخل لوقف العدوان على في غزة والضفة لمنع انفجار المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
فيما قالت الخارجية الأردنية “إن إقدام وزيرين متطرفين وأعضاء من الكنيست على اقتحام المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة خرق فاضح للقانون الدولي وللوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها”.
بدورها، أدانت الخارجية المصرية الاقتحامات وشددت على أن “ما حدث تصرفات غير مسؤولة ومستفزة وتمثل خرقا للقانون الدولي والوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشريف”. مؤكدة “ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور فاعل في مواجهة تلك الانتهاكات”.
الخارجية السعودية، أدانت الاقتحامات “السافرة والمتكررة من قبل مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي وعدد من المستوطنين للمسجد الأقصى”. محذرة من “تبعات استمرار هذه الانتهاكات للقانون الدولي والوضع التاريخي لمدينة القدس، واستفزاز ملايين المسلمين حول العالم”.
كما أدانت قطر “اقتحام الوزيرين الإسرائيليين ومئات المستوطنين للمسجد الأقصى”، وأعدت هذه التصرفات “مستفزة وتمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة”.
بدوره، أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات اقتحام المسجد الأقصى، مؤكداً أن “هؤلاء المتطرفين الموتورين يدفعون الأمور إلى حافة الهاوية، ويتعمدون استفزاز مشاعر مئات الملايين من المُسلمين عبر العالم”.