سلط تقرير لمجلة أمريكية الضوء على القدرات العسكرية اليمنية والتفوق الكبير الذي برز في المعركة البحرية والإخفاق الكبير والفشل للبحرية الأمريكية في المعركة .
وقالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية: “اليمنيون ” نجحوا في استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات المُسيّرة
وأضافت ناشيونال إنترست: السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس غرافلي” كانت هدفاً لطائرات انتحارية وصواريخ بالستية أواخر العام الماضي.
وأشارت المجلة إلى مخاوف في البحرية الأمريكية من التكلفة العالية لاستخدام الصواريخ الاعتراضية لمواجهة طائرات مُسيّرة قليلة التكلفة.
وقالت “أنظمة الدفاع الليزرية ليست قابلة للاستخدام سوى لمدى ميل واحد، لكن الصاروخ من اليمن الذي استهدف “غرافلي” كان على بُعد ميل واحد وثوانٍ من الاصطدام.
في سياق متصل قال أعضاء في الكونجرس الأمريكي ومسؤولون عسكريون سابقون في البنتاجون: إن معركة البحر الأحمر تستنزفُ عشرات مليارات الدولارات بدون أي نجاح في وقف العمليات اليمنية المساندة لغزة، وهو ما أصاب المشرعين بالإحباط، وفق صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.
ونشرت الصحيفة نهاية الأسبوع الماضي تقريرًا أكّـدت فيه أن “ما يحدث في البحر الأحمر منذ ما يقارب العام يناقض ادِّعاء الرئيس جو بايدن بشأن أن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب بأي مكان في العالم، ذلك أن “القوات الأمريكية قد أطلقت نحو 800 صاروخ وشنت سبعَ جولات من الضربات الجوية منذ نوفمبر ضد اليمن، لتصبح هذه الحملة العسكرية الأكثر استدامة منذ 2019”.
وقالت الصحيفة: إن “طولَ المدة والنهايةَ غيرَ المؤكَّـدة لمهمة البحر الأحمر التي استقطبت العديدَ من الأصول الأمريكية المتطورة، بما في ذلك حاملات الطائرات المتعددة والمدمّـرات والطرادات والأجنحة الجوية المتمركزة في المنطقة، قد أَدَّى إلى إحباط أعضاء الكونجرس”.
ونقلت عن النائب الجمهوري مايك والتز، من فلوريدا، والذي يرأسُ اللجنةَ الفرعية المعنية باستعداد القوات المسلحة في مجلس النواب قوله: “نحن نحرقُ عشرات المليارات من الدولارات”.
وذكرت الصحيفة أن “الطائرات بدون طيار اليمنية تستمرُّ بالوصول يوماً بعد يوم؛ مما يضطر الجيش الأمريكي إلى حرق مئات الصواريخ التي تبلُغُ قيمتُها ملايينَ الدولارات في مهمة لا نهايةَ لها في الأفق”.
واعتبرت الصحيفةُ أن معركةَ البحر الأحمر هي “العمليةُ العسكرية الأكثرُ توسُّعًا واستمرارًا التي تخوضُها الولاياتُ المتحدة حَـاليًّا، وهي حملةٌ تخاطرُ باستنزاف الذخائر التي يفضِّلُ البنتاغون تخزينَها لمواجهة محتملة مع الصين”.
ونقل التقرير عن جوناثان لورد- المسؤول السابق في البنتاغون والباحث في مركَزِ الأمن الأمريكي الجديد بواشنطن، قوله: “هناك تكلفةٌ باهظةٌ تفرَضُ على الولايات المتحدة لمواصلة مهمتها في البحر الأحمر، بما في ذلك تكلفة استراتيجية حقيقية على جاهزية الولايات المتحدة، ناهيك عن التكلفة البديلة لقدرتنا على فرض القوة في العالم”.
وبحسب التقرير، فَــإنَّ “الصواريخَ الدقيقة المضادة للسفن والصواريخ جو-أرض التي تُستخدَمُ في اليمن هي نفس النوع من الأسلحة التي ستكون في المقدمة وفي مركَزِ أي قتال مع الصين”.
ونقلت الصحيفة عن النائب الجمهوري والتز قوله: “أسطولنا أصبح منهَكًا.. نحن نطلقُ الصواريخ التي نحتاجها للدفاع ضد سيناريو تايوان”.
وذكرت الصحيفة أن “السفن الأمريكية المتواجدة بالمنطقة ستكون في وسط النيران” خلال الرد الإقليمي القادم على العدوّ الصهيوني والذي ستكون الجبهة اليمنية جزءًا منه.
وأشَارَت الصحيفة إلى اعترافاتِ قائد القوات البحرية للقيادة المركَزية الأمريكيةجورج ويكوف، التي ذكر فيها أن اليمنيين “مسلحون جيدًا” وأن عمليات النشر غير المسبوقة في البحر الأحمر “ستؤثر على قرارات انتشار البحرية حتى عامَينِ أَو ثلاثة أعوام من الآن في جميعِ أنحاء العالم”.
وأكّـد أن ترسانة الأسلحة اليمنية “أصبحت أكثرَ قوةً مما كانت عليه قبل عقدٍ من الزمان؛ وهو ما جعل المهمة الأمريكية في البحر الأحمر أكثرَ خطورة، حسب تعبيره، مُشيراً إلى أن اليمنيين “طوَّروا قدراتهم إلى ما هو أبعدُ بكثيرٍ من الطرق التي اعتدنا أن ننظُرَ بها إليهم”.
قالت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية إن أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبديل لتخفيف تكلفة الصواريخ الدفاعية باهظة الثمن التي تستخدمها البحرية لمواجهة الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية في البحر الأحمر، لن تكون في الحقيقة بديلاً فعالاً أو حتى متاحاً في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب، لأنها تتطلب طاقة كهربائية عالية لا يمكن توفيرها على متن السفن الحربية، كما أن مداها محدودا جداً، وحتى يتم إدخالها مستقبلاً فستكون ضمن الطبقات الدفاعية الموجودة أصلاً وليست بديلاً عنها.
ونشرت المجلة، تقريرا جاء فيه إن “الحوثيين نجحوا في استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن بالصواريخ والطائرات بدون طيار، فهل تستطيع البحرية الأمريكية استخدام الليزر للدفاع عن نفسها؟”.
وأوضحت أن “أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبدائل فعالة من حيث التكلفة، تعتبر في مرحلة التطوير ولكنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك متطلبات الطاقة العالية والمدى المحدود”.
وأشار التقرير إلى أن “أنظمة الليزر الحالية، مثل نظام الدفاع الليزري الطبقي من إنتاج شركة لوكهيد مارتن ونظام دراجون فاير من إنتاج المملكة المتحدة، تعتبر واعدة ولكنها غير قادرة بعد على استبدال أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية”.