ندّدت “شبكة الميادين الإعلامية” بقرار الحكومة الإسرائيلية ورئيسها، القاضي بتجديد منعها، من العمل والبث المرئي والإلكتروني، ورأت فيه دليلاً إضافياً على خيار الاحتلال البنيوي، في مواجهة الصحافة، والتعتيم على حقائق “الواقع كما هو”.
ورأت الميادين، في بيانٍ صادر عنها، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يكشف مرة جديدة، وجهه المُعادي للإعلام المهني الحرّ على نحو عامّ، وذلك الملتزم قضايا الإنسان أينما كان، وخصوصاً قضايا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المظلوم والصامد.
وعدّت إمعان الاحتلال في منع وسيلة إعلام لا تخضع له ولبعض حلفائه ومروّجيه، سواء بالترهيب أو الترغيب، علامة ضعف وهشاشة، مؤكدةً أن هذا المنع يُظهر كيف يشعر الاحتلال بالغضب والتوتر، لتصميم الميادين على نهجها الإعلامي الاحترافي الإنساني والاستراتيجي. وشدّدت على أنّ اعتبار مراسليها في الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية المحتلّة، إرهابيين، هو الإرهاب عينه، محذّرةً من المساس بصحافييها، ومؤكدةً أنها لن تخضع للابتزاز والضغط مهما كان تأثيرهما ومداهما.
وأشارت الميادين إلى أنّ الاحتلال يرى في “الميادين” قوة حضور وتأثير، بصدقية وثبات، ولذلك يتعاطى معها بهستيريا، وباهتزاز محيّر في درجة ارتباكه، مع كل كلمة وصورة وحضور ميداني، ولا سيما حين تساهم الميادين في وأد فتنة، في كشف خديعة، وفي تسمية جريمة.
تمسّك برفض التطبيع والترويج لخطاب الاحتلال
وجددت الميادين تأكيدها التمسك برفض أي تطبيع مع الاحتلال على نحو مباشر وغير مباشر، وعدم ترويج خطابه مطلقاً تحت أي مبرّرات متواطئة، مغلّفة بمهنية مزعومة، وأنها لن تخضع لمحاولات جرّها إلى هذا المستنقع المَعيب والملوّث، مهما كان الثمن.
ولفتت الميادين إلى أنّ القرار يثبت مدى قلق الاحتلال من صدقية الميادين في نقلها الحقائق كما هي، وفي تعرية الإبادة الإسرائيلية الجماعية ومجازر الاحتلال الإرهابية المستمرة، أمام العالم كله، بكل مهنية احترافية، والتزام أخلاقي إنساني راسخ.
وأكدت الميادين تشبُّثها بخيارها الإعلامي الفكري والسياسي، والثقافي والأخلاقي والإنساني، مشدّدةً على أنها لن تتراجع أبداً عن نصرة الحق الفلسطيني، والانحياز المطلق لمظلومية غزة وأهلها وأطفالها، ولن تتوانى عن كشف السادية الإسرائيلية القتّالة، وتآكل كيان الاحتلال وتمزّق مجتمعه، مهما غالت آلته الدعائية الذاتية والحليفة والمستزلمة، في بروباغندا التضليل والتزييف والوعيد.
“ماضون بكل مهنية والتزام”
وأكدت أنها ماضية في عملها بكل مهنية والتزام، وتواضع وشجاعة، وتمسك بقيم الحق والعدل، وانحياز للمظلومين، ودفاع عن فلسطين وغزة وشعبها، متعهدةً بعدم التوقف عن إظهار التضامن العالمي أينما كان مع غزة وأهلها، مع صمود شعبها وبسالته، وبنقلٍ حقيقي لما تفعله جبهات الإسناد. وختمت الميادين بيانها: قائلةً “مستمرون، ثابتون، متجذّرون.. بمهنية والتزام.. بلا تردد ولا تلعثم ولا تراجع”.
إدانات واسعة لتجديد الاحتلال حظر الميادين
أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن تضامنها الكامل مع شبكة الميادين الإعلامية ضد قرار حكومة الاحتلال تجديد حظرها في فلسطين المحتلة والمصادقة على مصادرة معداتها. وقالت إنّ قرار حكومة الاحتلال بتمديد وتصعيد إجراءاتها ضد قناة الميادين وإغلاق مكاتبها في فلسطين المحتلة، يُمثل جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال “لإسكات كل صوت ينقل حقيقة جرائمه ضد شعبنا”.
وأضافت الجبهة الشعبية أنّ “قناة الميادين مثلت إحدى الأدوات الإعلامية الصادقة والجادة في تغطيتها الإعلامية التي فضحت جرائم الاحتلال وأبعاد حربه لإبادة شعبنا”. إلى جانب ذلك، أكّدت أنّ “استهداف الميادين لن يسكت صوت الحقيقة”، لافتةً إلى أنّ “الثقة راسخة في قدرة الزملاء في الميادين إلى جانب كل الزملاء الصحافيين من أصحاب الضمير الحي على مواصلة الرسالة الصادقة في نقل الصورة الحقيقية وفضح جرائم الاحتلال”.
بدورها، دانت لجان المقاومة في فلسطين الإجراءات القمعية الصهيونية بحق قناة الميادين، معتبرةً قرار منع الميادين من البث من فلسطين المحتلة ومصادرة معداتها يأتي “في إطار الحرب على الحقيقة والسردية الفلسطينية وكل من يدافع عن شعبنا وقضيته الوطنية”.
وأكّدت لجان المقاومة، في بيان، أنّ “الحرب الصهيونية التي تستهدف الميادين ومراسليها لن تطمس حقيقة الكيان الصهيوني الإجرامية”، مشدّدةً على أنّ الميادين “ستظل صوتاً مقاوماً حراً صادحاً بالحق والحقيقة”، وأنّ كل الإجراءات القمعية والاستهدافات الصهيونية “لن تفلح في كسر إرادة المقاومة”.
حركة المجاهدين الفلسطينية، دانت بشدّة “مصادقة حكومة العدو الصهيوني على قرار حظر قناة الميادين ومصادرة معداتها في فلسطين المحتلة”، معتبرةً القرار التعسفي “حلقة جديدة في سلسلة جرائم العدو الممنهجة ضد الصحافة ووسائل الاعلام الحرة الشريفة”.
ورأت الحركة، في بيانٍ لها، أنّ استهداف قناة الميادين وأطقمها ومراسليها هو دليل دامغ على أنها تسير في الاتجاه الصحيح، مؤكدةً أنّ هذا “وسام شرف ومفخرة لهذه القناة المقاومة”. كما رأت في القرار الذي وصفته بـ”العنجهي”، تعبيراً عن “حجم الفشل والعجز الصهيوني أمام أداء الإعلام المقاوم المتميز الذي تمثله الميادين”، وفشله في طمس وإخفاء صوت وصورة الحقيقة بالرغم من الدعم اللامحدود للرواية الصهيونية من قبل الماكينة الإعلامية الغربية.
وأكدت حركة المجاهدين أنّ “العدو لن يستطيع عبر إجراءاته القمعية إسكات صوت المقاومة والحقيقة الذي تعبر عنه الميادين”، مشددةً على أنها “تعبير حقيقي عن ضمير شعبنا وأمتنا وإرادتهم المتمسكة طريق المقاومة والتحرر “.
قرار تجديد حظر الميادين دليل على مساهمتها في إفشال الفتنة
من جهته، علق نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين، عمر نزال، على القرار، قائلاً: “نهنئ قناة الميادين على وسام الشرف الجديد الذي تعلقه على صدرها بهذا القرار الغاشم والمدان”. وأضاف في حديثه للميادين، أن قرار تجديد حظر قناة الميادين من قبل الاحتلال هو دليل على مساهمتها في إفشال مخططات الاحتلال الإسرائيلي خلق فتنة من جراء حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل.
ولفت نزال إلى أنّ تغطية الزميلة هناء محاميد، للقصف في الجولان قبل نحو أسبوعين، أثارت حفيظة العديد من المستوطنين والصحافيين داخل كيان الاحتلال، وحينها بدأت حملة تحريض جديدة على القناة ومراسلتها. وتابع “نحن أمام استهداف ممنهج لقناة الميادين بعد تجديد حظرها واغتيال صحافييها فرح عمر وربيع معماري في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت”.
إلى جانب ذلك، أوضح نزال أنّ الموضوع يتعدى حرية الرأي والتعبير بالنسبة إلى الاحتلال إلى ارتكاب جرائم ومجازر مستمرة بحق كل الصحافيين ووسائل الإعلام الذين ينتهجون نهج التأييد ومساندة المقاومة، لافتاً إلى أن من لا تستطيع “إسرائيل” قتله تحاول إخافته واتخاذ إجراءات بحقه أو بحق القناة التي يمثلها. واستذكر نزال التهديدات التي سبق أن تلقتها الزميلة هناء محاميد قبل أشهر، وتجددت خلال الأسبوعين الماضيين، موضحاً أن اليوم تكتمل الصورة بحجب قناة الميادين ومواقعها على الإنترنت، بهدف التخفيف من تأثيرها.
إسرائيل” تريد خنق الحقيقة
بدوره، قال مدير مركز “المسار” للدراسات، نهاد أبو غوش، عن تجديد حظر الميادين من قبل الاحتلال: “إسرائيل” تريد خنق الحقيقة، مضيفاً أنّ “المهنية والموضوعية والاحترافية والالتزام بالإنسان أينما كان، جميعها عوامل تجعل الميادين مستهدفة إسرائيلياً”. وشجب رئيس “منتدى الإعلاميين الفلسطينيين”، ياسر أبو هين، بأشدّ العبارات، قرار حكومة الاحتلال، معتبراً إياه اعترافاً إسرائيلياً بدور الميادين الرائد والطليعي في فضح جرائم الإبادة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وعبّر أبو هين عن تضامنه التام مع شكة الميادين الإعلامية، وتقديره جهودها إدارة ومراسلين ومصورين وعاملين، داعياً إياها لمواصلة دورها الإعلامي ورسالتها، دون الالتفات للقرار، بل الرد عليه بمزيد من الإسناد والدعم للرواية الفلسطينية.
نقابة المحررين اللبنانية: “إسرائيل” تريد التعتيم على جرائمها
هذا وقال نقيب محرري الصحافة اللبنانية، جوزيف القصيفي، للميادين إنّ “القرار الإسرائيلي بحق قناة الميادين لم يكن مستغرباً، إذ يريد التعتيم على جرائمه”. وتابع: “قناة الميادين واصلت عملها بكفاءة ما سبب إزعاجاً لقوات الاحتلال الإسرائيليّ، وقامت بدور كبير في كشف مزاعم إسرائيل وأكاذيبها وجرائمها المتمادية”.
وأشار إلى أنّها “أدت دوراً نوعياً وفاعلاً في طريقة التعاطي مع الأحداث التي تجري في فلسطين المحتلة”. وأضاف: “إسرائيل تعيش في مأزق، وهي اليوم غير قادرة على تحقيق أيّ هدف”.
شبكة الميادين ستبقى لسان الميدان الفلسطيني الصادق
وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال في صنعاء، ضيف الله الشامي، أكد أن شبكة الميادين ستبقى لسان الميدان الفلسطيني الصادق، وعنوان الخبر الميداني الواثق، مؤكداً أنّ “القرار الأميركي والإسرائيلي ضدها في فلسطين المحتلة يعدّ وسام شرفٍ وشهادة عدوٍ بأنها تقول الحق وتؤلم العدو”. وأعرب الشامي عن التضامن الكامل مع قناة الميادين ضدّ “التعسف الصهيوني بحقها”، واصفاً ذلك بـ”الجريمة بحق الإعلام الحر والصادق والرائد في فضح إرهاب وإجرام العدو الصهيوني”.
بدوره، قال رئيس جمعية الصحافيين العمانيين، محمد العريمي، إنّ قرار الاحتلال تجديد حظر قناة الميادين يهدف إلى طمس الحقيقة وإخفاء جرائمه، لافتاً إلى أنّ إجراءات الاحتلال تؤكّد أنّه يريد جر المنطقة إلى المزيد من التأزم في وقتٍ يواجه أزمة داخلية عميقة إلى أبعد الحدود. وشدّد العريمي على أنّه مهما فعل الاحتلال فإنه لن يستطيع أن يحجب الشمس، وإجراءاته غير مستغربة إزاء جرائمه المروّعة.
وأكد الخبير بالشؤون الإسرائيلية عبد القادر بدوي، أنّ “قرار الاحتلال ضد قناة الميادين محاولة للتعتيم على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني.
أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون”، العميد مصطفى حمدان، أكد أنّ ما فعلته “إسرائيل” بحق الميادين، يؤكد المؤكد، وهو أنها ستبقى في طليعة المقاومين، ورصاصهم الإعلامي، وقبلةً للمؤمنين بحقنا بالسير على طريق القدس.
ورأى الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، معن بشور، أنّ الإجراءات المنافية لأبسط الحقوق والحريات الإعلامية، التي اتخذتها “حكومة المجازر الصهيونية” بحق قناة الميادين، هي شهادة جديدة على فعالية الدور الذي تلعبه الميادين وكل الإعلام الموضوعي الحر في كشف وحشية نظام الإبادة العنصرية، وإبراز بطولات المقاومين في غزة وعموم فلسطين وجنوب لبنان وكافة ساحات المواجهة.
وأكد بشور أنّ قناة الميادين التي دفعت ثمن تأديتها لرسالتها الإعلامية والوطنية، دماً وإجراءت تعسفية، لن ترهبها قرارات حكومة المجازر، بل ترى فيها أوسمة جديدة لشرفاء الأمة الذين هبّوا لنصرة أهلهم في غزة.
شكرٌ وتقدير للمتضامنين
وتقدّمت الميادين بالشكر والتقدير إلى كل من سارع إلى الاتصال والتضامن معها، وأعلن موقفاً، داعيةً أحرار العرب والعالم، إلى التعبير عن رفض سياسات الاحتلال الممنهجة والمستمرّة، ضد الصحافة والمراسلين والعاملين في مجتمع الإعلام، وتجديد الرفض المطلق لجرائم الاحتلال بقتل الصحافيين في غزة وخارجها.
ورأت الميادين أن هذا القرار بالحظر، بهذا الإخراج المعلن، وسط تحريض إعلاميّ إسرائيليّ جامح، على القناة ومراسليها، وفي هذا الوقت والمرحلة بالذات، رسالة ترهيب، تدرك أهدافها ودلالاتها، محمّلةً الاحتلال المسؤولية عنها أمام الرأي العام وأحراره في العالم، وأمام الجماعة الإعلامية العربية والدولية.
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، قد وافقت اليوم الأحد، على مقترح وزير الاتصالات، شلومو كرعي، الذي يقضي بتجديد حظر شبكة الميادين الإعلامية، ومصادرة المعدّات الخاصة بها، وحجب مواقع الإنترنت التابعة لها.
وقال الإعلام الإسرائيلي، إنّ وزير الاتصالات عمل على إصدار الحكومة قراراً جديداً بعد إصدار “وجهة نظر مهنية”، من جهاتٍ أمنية وموافقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.