ان من دواعي التفاؤل والبشرى ان يعلن اليوم تكليف رئيس الحكومة الجديد تحت مسمى حكومة “التغيير والبناء”، اما دواعي التفاؤل فهي ان الحكومة السابقة برئاسة الدكتور بن حبتور كانت تحمل مسمى “حكومة الانقاذ” وهي تسمية تحدد طبيعة الهدف الرئيسي منها، انقاذ البلد من الانهيار والتفكك في مواجهة هجمة العدوان الامريكي السعودي الدولي على اليمن ووفق هذا المعيار والهدف نستطيع ان نقول بإن حكومة الانقاذ قد وفٌقت بشكل جيد في تحقيق ما تم تشكيلها من أجلة ، حيث لم تشهد البلد حالة انهيار ولم تشهد مؤسسات الدولة تفكك كما كان يخطط العدو من خلال استهدافه للجانب الرسمي بالتدمير والحصار والاختراق الاستخباري.
وكان هناك خلل في بعض المؤسسات، ولعل سبب هذا الخلل وجود عملاء وخونة داخل تلك المؤسسات كانت مكلفة بإفشال مؤسسات الدولة، واكبر شاهد على ذلك ما جاء في اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، والذي كانوا يحرصون ويتابعون كيفية اداء مؤسسات الدولة في الخدمات، ويحرصون على أن تكون رديئة بحيث تشكل استياء المواطنين تجاه الحكومة.
ونعود إلى دلالة اختيار اليوم اسم الحكومة الجديدة “البناء والتغيير” يوحي لنا الهدف الرئيسي منها وهذا يعني انتقالنا كدولة من مرحلة الانقاذ والدفاع إلى مرحلة جديدة تحمل اسم البناء والتغيير، وكلاهما مصطلحان الدولة اليمنية في أمس الحاجة إليها، اختيار شخصية جنوبية مؤتمرية ذات خبرة وباع طويل في العمل الإداري ومن محافظة ابين وحافظت على موقف وطني ونزاهة وإخلاص طوال فترة عملها الماضي ورفضت المغيرات والاستهداف سواء من قبل نظام عفاش أو اثناء مرحلة العدوان، هو مؤشر ايجابي ونأمل ونثق انها ستحقق اهدافها كما حققت الحكومة السابقة الهدف منها خاصة في ظل توجه شامل من قائد الثورة وارفع قيادات رسمية في البلد والتفات شعبي كبير حول البناء والتغيير الذي يستحقه اليمن ويليق بتضحيات هذا الشعب وانتصاره الكبير.
بالطبع لن تكون الامور سهلة وميسرة وسريعة كما يظن البعض، فالتحول المنشود يتطلب وقت وجهد وسيصطدم بصعوبات ومؤامرات داخلية وخارجية ويحتاج الى وقت ومراحل متدرجة حتى تحقيق الانتقال المطلوب، ولكن من قال ان هناك مستحيل امام الشعب اليمني؟ فقد اثبت هذا الشعب في مناسبات متعددة انه يهوى تحطيم المستحيلات وتحقيق المفآجات وبتكاتف وتعاون الجميع والشعور بالمسؤولية والتكاتف الشعبي والرسمي سنصل الى الهدف الذي نريد وهو “البناء والتغيير” نسأل الله التوفيق للحكومة الجديدة وكلنا امل ان تنجز المهمة المطلوبة منها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صبري الدرواني