أفادت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، أن ترتيبات مكثّفة تجري بين الأخيرة ومحور المقاومة على مستوى عالٍ، للرد على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة. ولمّحت المصادر إلى أن هناك استعدادات لحرب مفتوحة ضد الكيان، مشيرة إلى أن الأميركيين عملوا على تفعيل كل القنوات الإقليمية والدولية في محاولة لتأجيل الرد، مستخدمين شعار “التهدئة واحتواء تداعيات” الجرائم الإسرائيلية، أكانت اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، في طهران، أم اغتيال القائد في المقاومة الإسلامية في لبنان، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، أم قتل منتسبي «الحشد الشعبي» في جرف الصخر شمال محافظة بابل العراقية.
وفي الوقت الذي دعت فيه قيادات مقرّبة من حركة “أنصار الله”، اليمنيين إلى الاستعداد لمفاجآت المرحلة، أكّد نائب رئيس حكومة صنعاء لشؤون الدفاع والأمن، اللواء جلال الرويشان، في تصريحات صحافية، أن الرد سيكون قوياً ومؤثّراً، مشيراً إلى أن العدو سيدرك أنه ارتكب خطأ فادحاً باغتياله الشيخ إسماعيل هنية والحاج فؤاد شكر.
وفي هذا السياق، أكّد قائد “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، أن “الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي سيكون أقوى وأوسع نطاقاً” بمشاركة قوات صنعاء، مشيراً في خطابه الأسبوعي، أمس، إلى أن “التنسيق يجري على مستوى عال في إطار محور المقاومة”. واتهم الولايات المتحدة بمنح الضوء الأخضر للكيان لاغتيال هنية، والمشاركة في التصعيد الإجرامي الأخير ضد دول المحور، وقال إن “واشنطن دعمت وتدعم جرائم رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، منذ عشرة أشهر، وفي أعقاب كل جريمة تدفع بحلفائها في المنطقة والعالم للتدخل للتهدئة في محاولة لاحتواء الرد”.
وكشف الحوثي أن “الرد على جرائم الاحتلال وآخرها اغتيال الشهيدين الشيخ إسماعيل هنية، والقائد الكبير المجاهد فؤاد شكر، سيفوق توقّعات الأعداء، وهو قادم لا محالة وسيكون بالشكل الذي يجب أن يوازي هذه الجرائم الكبيرة”، ساخراً من محاولات الاحتواء الدبلوماسية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي، ومشدداً على أن “الرد سيحدده محور المقاومة وليس حلفاء أميركا الذين أبدوا رغبة في رد محدود”.
واعتبر أن “تلك المساعي الدبلوماسية المصحوبة بضغوط أيضاً، تشجّع الكيان على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الأمة وتعمل على حمايته من الرد الموعود”. ووصف مواقف بعض الدول العربية بـ«المخزية»، مشيراً إلى السعودية التي “دانت إصابة أذن مرشح الرئاسة الأميركي دونالد ترامب، بطلق ناري، ودانت باستحياء جريمة اغتيال الشهيد هنية”.
في هذا الوقت، ذكرت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادرها، أمس، أن طهران استضافت ممثّلين عن الفصائل المناهضة لـ”إسرائيل”، من اليمن والعراق ولبنان، لمناقشة الردّ المحتمل على “إسرائيل”، فيما رأى مراقبون في صنعاء في إبلاغ القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، وزير الخارجية السعودي، ناصر بن فرحان، خلال اتصال هاتفي بينهما، بأن بلاده ستنفذ حقها المشروع في الرد على الكيان الصهيوني بشكل حاسم وقاطع و”بما يجعله نادماً إلى الأبد”، رسالة واضحة إلى السعودية التي شاركت في وقت سابق في عمليات أميركية لمحاولة صدّ هجمات يمنية ضد إسرائيل. كما عدّوا تصريحات ابن فرحان، والتي دان فيها اغتيال هنية، بمثابة إعلان للحياد في المواجهة المرتقبة.
كذلك، واصلت قوات صنعاء البحرية تنفيذ المزيد من العمليات، واستهدفت سفينة تسمى «غروتن» في خليج عدن، بعدد من الصواريخ البحرية الباليستية. ووفقاً لبيان صدر عن المتحدث باسم تلك القوات، العميد يحيى سريع، أول من أمس، فإن السفينة المستهدفة لها ارتباط بـ”إسرائيل”، وأقدمت الشركة التي تملكها على انتهاك قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وبدورها، قالت «هيئة عمليات التجارة البحرية» البريطانية إن السفينة تعرّضت لهجوم صاروخي شرق خليج عدن، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها، مضيفة أنها رصدت هجوماً آخر على سفينة شحن في المحيط الهندي على بعد 170 ميلاً بحرياً من الساحل.
وفي حين أشارت بعض المصادر إلى أن السفينة «غروتن» مرّت ولم تتوقف جراء الهجوم، كشفت مواقع متخصّصة في تتبّع حركة السفن عن توقّف السفينة في ميناء جيبوتي، حيث لم تستطع الإبحار إلى وجهتها عبر البحر الأحمر، بعد تعرّضها لهجوم صاروخي يمني.
وكانت قوات صنعاء قد تمكّنت أيضاً من إسقاط طائرة أميركية مُسيّرة من نوع «أم كيو 9» أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة صعدة، بصاروخ أرض – جو محليّ الصنع. وبحسب سريع، فإن «هذه الطائرة تُعد السابعة من نوعها التي تمّ إسقاطها خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس». وذكرت مصادر عسكرية مطّلعة في صنعاء، أن إجمالي الطائرات الأميركية التي تمّ إسقاطها في الأجواء اليمنية منذ تشرين الثاني، بلغ 11 طائرة.