بدأ المجلس الانتقالي، سلطة الامر الواقع في عدن، الخميس، تجهيز منازل نجل الرئيس الأسبق احمد علي صالح. وأفادت مصادر رفيعة بالانتقالي بان رئيس المجلس عيدروس الزبيدي وجه من مقر اقامته بأبوظبي فصائل المجلس التي تستولي على 8 منازل تتبع عائلة صالح بينهم نجله احمد بأخلائها وإعادة تأثيثيها فورا.
وتوجيهات الزبيدي تأتي بناء على توجيهات إماراتية. وتأتي التوجيهات مع ترتيبات إماراتية لنقل احمد علي خارج أراضيها. وأكدت مصادر في مكتب نجل صالح بانه يستعد للانتقال إلى العاصمة المصرية حيث سيقوم فعليا بتدشين عمله السياسي بدعم امريكي – اماراتي رسميا.
وكانت الولايات المتحدة اقرت رفع العقوبات عن نجل صالح. وتشير اخلاء منازل احمد علي في عدن إلى ترتيبات لإعادته من البوابة الجنوبية لليمن.
كيف مهدت الإمارات الطريق لنجل صالح إلى عدن بحرق الانتقالي؟
مع إعادة الامارات تصدير نجل الرئيس السابق في اليمن، احمد علي صالح، يتسأل الكثير حول مصير القوى الأخرى التابعة لها خصوصا المجلس الانتقالي، فما إمكانية التخلي عن الأخير الذي استنفذته على مدى نحو 6 سنوات؟
خلال الأسابيع الماضية، كانت عدن تتصدر المشهد في اليمن مع قرار القبائل في ابين اجتياحها، وكانت القصة برمتها بتدبير اماراتي وتنفيذ ادواتها بقيادة ادواتها المحليين.
بدأت القصة باختطاف علي عشال الجعدني، القيادي البارز في ابين، وتواصل السيناريو بتهريب مرتكبي الجريمة وعلى راسهم يسران المقطري إلى ابوظبي، ومن ابوظبي ذاتها هدد المقطري بفضح كبار قيادات الانتقالي الذي طالبهم بتجهيز اوراقهم وهو بذلك يشير للزبيدي وشائع ابرز خصوم نظام صالح.
كانت الكثيرين يعتقدون ان ما يجري مجرد عملية اختطاف او قضية إنسانية، حتى وقد تبنى مدير امن عدن المحسوب على جناح صالح القضية رسميا وسمى قيادات الانتقالي الأول تلو الاخر في القضية، بينما كانت الحقيقة تختفي خلف الكواليس، فتحريك القضية ليس بهدف انصاف قبائل ابين واطلاق ابنها المختفي حتى اللحظة والذي قامت الامارات بنقله إلى خارج عدن، بل لإحراق كرت الانتقالي وتطويق رقبة قياداته للقبول بالأجندة الجديدة لأبوظبي .
نجحت الامارات فعليا بتحييد كمبار قادة الانتقالي وتحديد شائع المعروف بعدائيته الشديدة لعائلة صالح التي تجرع وغيره الكير من الجنوبيين وهي تقوم الان بتفكيك ما تبقى من قوة بيده تعرف بـ”مكافحة الإرهاب” وقد دعت لتجنيد جديد لهذا الفصيل تحت اشراف عمار صالح.
لم يعد للانتقالي اي قيمة جنوبا وقد تداعت قبائل الجنوب إلى عدن للانتقام من جرائم فصائله التي أشرفت الامارات عليها خلال السنوات الماضية، وخروج عشرات الالاف في تظاهرة مناهضة للمجلس صفرت عداد نفوذه في عدن المعقل الأبرز وهزمته سياسيا، وقياداته قد لا تعود للمدينة بفعل انتظار ملاحقتها قضائيا، والأهم من ذلك ان جميع تلك التحركات سبقت خطوة الامارات التالية برفع العقوبات عن نجل صالح وبدء تجهيز مقراته ومنازل عائلته في عدن لتكون منطلقا لتسويقه مجددا في اليمن وتحديدا في الجنوب.
قد يكون قادة الانتقالي يعتقدون بان ما جرى في عدن مؤخرا مجرد استعراض لخصومهم التقليدين في ابين، لكن الحقيقة المرة التي ينبغي على قادة المجلس تجرعها تكمن في الدور الاماراتي بتحريك أوراق اللعبة لا لهدف سوى لإحراق كرت الانتقالي وابقائه في الهامش تمهيدا للخطوة البديلة الكامنة بنجل صالح.