خاص
وسط تصاعد التوترات الإقليمية والمخاوف من الردود المحتملة على العدوان الإسرائيلي على لبنان وإيران واليمن، واستشهاد القادة الكبار إسماعيل هنية وفؤاد شكر، تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات احترازية واسعة النطاق.
وأعلنت وسائل إعلام العدو بأن هناك “تأهب اسرائيلي عالي استعدادآ لاحتمال تعرضها لهجوم مركب متعدد الجبهات، لافتة إلى حالة “تأهب عالي في مختلف طبقات الدفاع الجوي وسلاح الجو الإسرائيلي وقيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية وبمختلف المستشفيات وطواقم الاطفاء”.
وأعلنت بلدية حيفا إلغاء جميع الفعاليات والأنشطة التي تقام اليوم والتي لا تتواجد في مناطق محمية، وذلك بحسب ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية.
حالة تأهب قصوى
وفي سياق متصل، أورد مراسل قناة 14 العبرية أن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، أكد أن الحزب سيعاود تنفيذ العمليات، مما يعزز المخاوف من عودة الأوضاع الأمنية المتوترة في شمال إسرائيل كما كانت منذ عشرة أشهر. وأشار المراسل إلى أن السلطات الإسرائيلية تقدر أن الرد القادم من لبنان، لكن يبقى السؤال حول كيفية ونتائج هذا الرد.
إلغاء الأنشطة والرحلات الجوية
كما ألغت بلدية حيفا عدة أنشطة بسبب الوضع الأمني المتوتر، ووُضعت في حالة تأهب قصوى. وأفادت قناة “كان” العبرية بأن المزيد من شركات الطيران قررت إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل نتيجة للتصعيد الأمني.
استعدادات المؤسسة الأمنية
وفي تطور آخر، نقلت قناة “كان” العبرية أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال إطلاق صواريخ من إيران على أهداف عسكرية في وسط البلاد. فيما وصف مراسل قناة 14 العبرية الوضع في الشمال بأنه “هدوء ما قبل العاصفة”، مشيرًا إلى حال الاستعداد العالي هناك.
إجراءات عسكرية واقتصادية
أما صحيفة “معاريف” العبرية، فقد ذكرت أن الجيش الإسرائيلي قرر فرض حجز على جميع الوحدات العاملة في البر والجو والبحر في أعقاب التوترات الأمنية. كما سيتم تمديد الأمر بتقليص نطاق النشاط في المصانع شمال البلاد من مسافة 4 كلم من الحدود إلى 40 كلم، في خطوة تهدف إلى تقليل المخاطر على العاملين في تلك المناطق.
تصريحات قادة المقاومة
وكان السيد عبدالملك الحوثي قد أشار مساء اليوم الهميس إلى أن مستوى التصعيد الإجرامي الإسرائيلي مرتبط بزيارة المجرم نتنياهو لأمريكا، وتزامن مع تحركات أمريكية في الخليج والبحر الأبيض المتوسط، مشددا على أن موقف محور القدس والجهاد والمقاومة واضح، وأنه “لا بد من الرد عسكريًا على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير.”
فيما قال السيد حسن نصرالله اليوم الخميس “لا أقول نحتفظ لأنفسنا بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين بل نحن سنرد وعلى العدو ومن يقف خلفه أن ينتظر ردنا الآتي حتماً إن شاء الله وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان.”
وأضاف: “نحن أمام معركة كبرى مفتوحة في كل الجبهات تجاوزت فيها الأمور مسألة جبهات إسناد وعلى العدو أن ينتظر غضب الشرفاء في هذه الأمة وثأرهم.”، مشيرا إلى أن “القرار الآن في يد الميدان وظروفه وفرصه ونبحث عن رد حقيقي ومدروس جداً وليس عن رد شكلي.”
وكان السيد علي الخامنئي قال “إننا نعد الثأر لدم القائد أبو العبد، التي وقعت في حرم الجمهورية الإسلامية، واجباً علينا.”، وأكد أن “كيان الاحتلال الإسرائيلي المجرم الإرهابي أعدّ لنفسه عقابًا قاسيًا عبر اعتدائه على العاصمة طهران واغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية.”
كما أكد خامنئي أن “الثأر لدماء هنية من واجب إيران، لأنه استشهد على أرضنا، مضيفاً أن اغتيال هنية الذي كان ضيفاً في طهران هو فاتحة لعقوبة شديدة جلبها الأعداء على أنفسهم.”
ونقلت مصادر إيرانية و نيويورك تايمز أن خامنئي “أعطى الضوء الأخضر لمهاجمة إسرائيل وأمر الحرس الثوري والجيش بإعداد خطط للهجوم والدفاع إذا توسعت الحرب.”
سيناريوهات تواجه الكيان
تأتي هذه الإجراءات في وقت تتزايد فيه التكهنات حول النتائج المحتملة للعمليات العسكرية والتصعيدات الأمنية في المنطقة. ويبدو أن كيان العدو الإسرائيلي يستعد لمواجهة سيناريوهات متعددة تتراوح بين الهجمات الصاروخية والعمليات العسكرية المحتملة، ما يثير تساؤلات عن طبيعة رد محور المقاومة المرتقب.