واصلت دول عربية وغربية، اليوم الإثنين، ضغوطها على لبنان في محاولة لتمرير صفقة جديدة لصالح الاحتلال. يتزامن ذلك مع تهديد بحرب إسرائيلية جديدة ضد البلد الذي يتعرض لحصار منذ سنوات، وذلك بعد جربمة مجدل شمس.
وانضمت الأردن إلى قائمة الدول التي تعلق رحلاتها إلى مطار بيروت. وكانت دول غربية عدة وأخرى إسلامية أعلنت تبعات وقف الرحلات الجوية كما طالبت رعاياها بمغادرة لبنان فورا.
وأبرز تلك الدول الولايات المتحدة وفرنسا والنمسا وألمانيا إضافة إلى السعودية ودولا أخرى. ويأتي قرار تعليق الرحلات مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي التهديد بضرب لبنان رغم انه في حالة حرب ضدها منذ اشهر.
في السياق كشف متحدث الاحتلال العسكري، دانيال هنغاري، دوافع التصعيد الأخير ضد لبنان، مشيرا في تصريح صحفي إلى ان الهدف الضغط على حزب الله للانسحاب من المناطق الحدودية وبما يسمح بإعادة المستوطنين إلى الشمال.
وتشير هذه التطورات إلى ان اطراف غربية تلقي بكل ثقلها للضغط على لبنان للقبول بمقترح سابق يطالب بسحب قوات حزب الله 10 كيلو إلى ما بعد نهر الليطاني.. وسبق لحزب الله وان رفض تلك المقترحات الغربية – الامريكية وربط وقف الهجمات بوقف الحرب على غزة.
القوى السياسية اللبنانية تلتف حول المقاومة
هذا وتوالت ردود الأفعال اللبنانية، اليوم، مع رفع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في الغرب وتيرة تهديداتهما بعدوان جديد. وأكدت العديد من القوى اللبنانية التفافها حول المقاومة في معركتها ضد الاحتلال.
وتوعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد بإنهاء الكيان الصهيوني في حال قرر الذهاب لخيار شن حرب واسعة ضد لبنان، في حين رفض التيار الوطني الحر التهديدات الإسرائيلية باستهداف لبنان متوعدا إياه بالهزيمة.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب اكد خلال مقابلة تلفزيونية بان حزب الله لن يذهب وحده للحرب وان كل القوى اللبنانية بما فيها الدولة اللبنانية ستدفع عن لبنان معا.
وتضاف هذه المواقف إلى تصريحات سابقة لقوى لبنانية عدة ابرزها القوى الدرزية، حيث سبق للزعيم الرزي وليد جنبلاط وان توعد الاحتلال بحرب مختلفة في حال قرر استهداف لبنان وان الامر لن يتوقف عن المواجهة بل سيطال تحرير الجنوب اللبناني والجولان السوري المحتل.
وتعد هذه المواقف الأولى من نوعها منذ محاولة أطراف خارجية تعميق الازمة السياسية في لبنان عبر تغذية صراعاتها.. كما تعكس حالة التوافق حول الدفاع عن لبنان ومقاومته في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
علامات اقتراب العدوان على لبنان وموعد انتهائه
مع اعلان دول غربية منخرطة بالمفاوضات في لبنان اجراءات جديدة، يكون العدوان الإسرائيلي على لبنان قد اقترب خطوة جديدة، لكن ما مدى العدوان وموعده وتوقيت انتهائه؟
تعد الولايات المتحدة وفرنسا أبرز الوسطاء في الصراع اللبناني مع الاحتلال الإسرائيلي و قد حاولتا خلال الأشهر الماضية من عمر طوفان الأقصى التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بغية تحييد حزب الله وانهاء وجوده في الحدود الجنوبية، وإعلان الدولتان، ضمن قائمة طويلة من الدول الغربية والعربية، اجراءات احترازية منها تعليق الرحلات الجوية ومطالبة رعاياهما بمغادرة لبنان فورا، يشير إلى ان ملامح عدون جديد على لبنان قد اكتمل.
وفق لما حددته فرنسا من تعليق الرحلات بين يومي 29 و30 في الشهر الجاري، يشير إلى أن الاحتلال يستعد لشن غارات واسعة خلال اليومين المقبلين وقد يستمر ذلك إلى الـ5 من أغسطس في حال اخذ في الاعتبار التاريخ الذي حددته دول غربية أخرى منها المانيا حتى الخامس من أغسطس.
وفق لما يتداوله الأمريكيين و قادة الاحتلال الإسرائيلي فإن العدوان سيكون محدود ويستهدف بنى تحتية والتي قد يكون مطار بيروت الذي سبق وان هددت دول غربية منها بريطانيا باستهدافه عبر تسويق مزاعم حول استخدامه كمحطة لنقل الأسلحة الإيرانية، احداها، وهذا العدوان الذي سبقته واشنطن برسائل تطالب فيها برد محدود من حزب الله عليه.
وفق ما كشفه وزير خارجية لبنان، شير إلى أن الهدف “حفظ ماء” الاحتلال لا اكثر بعد ان ظل لأشهر يهدد ويتوعد بمسح لبنان وعجز عن ذلك حتى وقد طالت نيران المقاومة اللبنانية عدسات طائراتها المسيرة اهم قواعده، فالولايات المتحدة والكيان الصهيوني الغارق في مستنقع غزة منذ 9 اشهر لا يسعيان لحرب واسعة لم تعرف تبعاتها بعد.
توسّع الحرب مع لبنان يعني ضربة إضافية لـ”إسرائيل” في إنتاج الغاز
من جانبها، كشفت صحيفة “غلوبس الإسرائيلية”، الإثنين، أنّ “إسرائيل” تتحضر لضربة لإنتاجها من الغاز، وذلك في حديث لها بشأن تزايد تداعيات الحرب على الاقتصاد “الإسرائيلي”.
وذكرت الصحيفة أنّ التأثيرات المحتملة للحرب اتضحت على منصات إنتاج الغاز بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما توقفت منصة “تامار” عن العمل لمدة شهر. وأشارت إلى أنّ “وزارة الطاقة والبنى التحتية وسلاح البحرية “الإسرائيلية” تنسّق العمل بينهما بشأن منصات الغاز”.
وفيما يتعلّق بتوسّع الحرب عند الجبهة مع لبنان وتداعياتها على الغاز، أكدت الصحيفة أنّ حالة حرب شاملة مع حزب الله تؤدي إلى وقف الإنتاج من “كاريش”، ومن شأنها إحداث صدمة في سوق الطاقة في “إسرائيل”. وأضاف أنّ “إسرائيل” ستضطر حينها إلى البحث عن مصادر أخرى لتلبية احتياجاتها.
ولفتت “غلوبس” إلى أن التهديد الحقيقي لمنصة “ليفياثان” أخطر بكثير، موضحةً أنّه “إذا تعطلت منصتا “كاريش” و”ليفياثان” عن العمل، ستضطر “إسرائيل” إلى تغيير مزيج وقود إنتاج الطاقة لديها، وستكون تكلفة الديزل والفحم أعلى بكثير من تكلفة الغاز الطبيعي”.
ولا تقتصر تأثيرات توسّع الحرب شمالي فلسطين المحتلة على صعيد الغاز وإنتاج الطاقة، إنما سجلت أسعار الأسهم في البورصة “الإسرائيلية”، أمس، هبوطاً حاداً وسط مخاوف من مزيد من التصعيد مع لبنان، وفقاً لما أكدته “القناة 12” “الإسرائيلية”.
كما تراجعت أسهم بنوك “تل أبيب” بنسبة 1.9%، وتراجع سهم “تل أبيب” للنفط والغاز بنسبة 3.3%