الرئيسية أخبار وتقارير اين الرد يا حوثي ؟!

اين الرد يا حوثي ؟!

عبارة سارع العدو وابواقه الى رفعها لتحقيق هدفين اساسيين و محددين اضافة الى محاولة اختزل الموقف الشعبي اليمني وتجزئته:

اولاهما: للهروب من تداعيات الهجوم المرعب الذي قد وقع اصلا والحد من استمرار تاثيره الاعلامي والاقتصادي والامني ..الخ

ثانيهما: محاولة ضمنية لاستجلاب معلومات خاصة في ضل انعدام مصدر المدار المعلوماتي لتحديد اقله ، نوع الرعب القادم الحتمي المقبل ؟!

للاجابة على هذا التساؤل المنطقي دعونا نعرج قليلا على هذا الواقع المرعب الذي صنعته مسيرة الموت اليمنية يافا لندخل من خلاله الى قراءة موضوعية للقادم الذي سيكون الاسوء جدا وبلا ريب..

هذا الرعب المستمر، يبدء من المشهد الذي حاكت خيوطه مسيرة هجومية عابرة للاقاليم قطعت اكثر من ٢٢٠٠ كيلو متر ، متجاوزة في طريقها اضافة الى التقلبات الجوية ،كل الاسوار والاطواق الامنية والتقنية والعسكرية والمخابراتية لمفاخر المؤسسات الامنية العالمية في زمن قياسي لتستهدف هدفً محددٍ مقصودٍ تمت إصابته بدقة في عمق المنطقة المركزية الحمراء للعدو..

لكم ان تخيلوا مثلا: غرفة عملياتية ..مقر تحكم وسيطرة امني…الخ فالهدف دقيق ومحدد بحجم غرفة معزولة في مبنى ضخم من عدة طوابق يقطنه العشرات من الاهداف البشرية المهمة للصهاينة وحلفائهم لينتج عن الانفجار قوة تدميرية هزت حيا باكمله، وخلفت العديد من القتلى والجرحى وبالطبع ليسوا ممن كانوا يتسكعون في الشارع او ممن كانت لهم مهام قتالية سابقة.. كما روجت وسائل اعلام العدو للتقليل من التاثير.

وهي بذلك اشبه ما تكون بملك الموت الذي يدركهم ولو كانوا في بروج مشيدة.. هذا الانفجار لم يفجر فقط النظام الرئيسي للمؤسسة الامنية للعدو ، بل فجر اكثر من قرن من الزمان من هالة التفوق والاقتدار الغربي الذي عمدت تلك القوى لتكريسه واقعا بشتى الطرق من خوض عشرات الحروب وتدبير آلاف المؤامرات وتبني مئات الاستراتيجيات الشاملة ، وانفاق جبال من الاموال والثروات في سبيل ترسيخه قدر واقعيا ضد شعوب العالم اجمع..

فهوى ذلك بضربة واحدة لها ما بعدها ، اتتهم بياتا وهم نائمون.. فما يزيد فداحة الواقع انها لم تكن سوى شارة البداية ومقدمة لرأس الجليد القادم في المرحلة الخامسة و مجرد تدشينً عملاتيا لها..

فما هي مواصفات مسيرة الموت اليمنية يافا؟!

طائرة هجومية متعددة الاغراض يمنية الصنع بعيدة المدى ذات قدرة تدميرية عالية ، تمتلك موصفات متقدمة وتقنيات متطورة للتخفي وانظمة التموية وانظمة توجية صفرية الخطاء مما يجعلها اشبه بقناصة اقليمية مدمرة للغاية!

يمكنها ان تصل في اي ضرف او تحت واقع اي حالة فهي وصلت اساسا والعدو في اعلى مستوى لحالة الاستنفار والتأهب القصوى له وكل حلفائه من( الدول العظمى )!! وهي ايضا يمنية الصنع لذلك عليكم ايضا ان تعيدوا الاحسابات في كل ما سبق وبشكل تصاعدي والى اي مدى يمكن ان ذهب اليه مخيلاتكم..

تحقق العملية، ووصول تلك الطائرة المسيَّرة إلى ذلك الهدف، فيما يسميه العدو بـ [تل أبيب]، يعني: أنَّ غير [تل أبيب] من الأماكن الأخرى في فلسطين المحتلة لن يأمن فيه الصهاينة اليهود، ويمكن أن يصل إليهم الاستهداف، كما قال قائد الثورة .. لذا فالينتظروا ان ياتيهم الموت برده وردوده من كل مكان !!

كما ان الاستغراب ينطوي اذا علمتم انها مصممة اساسا منذ النشئة لاجتياز كل تلك الضروف وهو ما تم ذكره على لسان خبراء العدو ومحللية في القناة الثانية عشرة الإسرائيلية حيث يقولون: [من الواضح أنَّ الحوثيين أنشأوا في السنوات الأخيرة خط إنتاج محلي، للصواريخ والطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة المتقدِّمة، لضرب أهداف في إسرائيل بشكلٍ فعَّال]

الشق الاخر من التساؤل من حيث التاثير يمكن ان نتخيله في طبيعة الرد اليمني الذي جعل من الهجمات المستمرة على اهدف العدو امرا متقبلا لا ينتهي، ورفع من فواتير تكاليف الكهرباء، بفعل تشغيل اجهزة الإنذارات التي أصبح المغتصبون يسمعونها بشكل يومي في المدن المستهدفة ،دعتهم لتغيير روتينهم الطبيعي في مواقيت الغذاء والنوم فهم لا ينامون ليلاً..!!

العدو بات يدرك ذلك جيدا ولهذا جاءت الضربة في الحديدة في سياق الاستهداف الاقتصادي بشكل استعراضياً من جهة باستهدف المازوت والديزل لإحداث حرائق ، ليكون مشهداً استعراضياً للنيران المشتعلة، والدخان المتصاعد منها أمام جمهوره اليائس، الغاضب، الخائف من جهة. ومن جهة اخرى محاولة لتحقيق هدفها الرئيسي الذي هو أكثر أهميةً من بقية الأهداف المتمثل في ؛ (محاولة الردع، لبلدنا – الذي لم يكون مردوع اساسا – ومنع بلدنا من مواصلة الإسناد للشعب الفلسطيني بهذا المستوى المتقدِّم، والمتصاعد من العمليات ضد العدو الإسرائيلي.

وبهذا فان العدو اصبح – نتيجة واقعه المنهار – متقبلا للضربات التي نوجهها باستمرار لعصبه الاقتصادي في عمق الكيان وخارجه ، بيد انه يريد منا فقط ان نلتزم بتلك القواعد الاشتباكية ولا نتعداها تصعيديا ، وما كان العدو ليقبل بذلك ابدا الا لخوفه من التورط .. في المواجهة المباشرة مع الشعب اليمني .. وهو الذي فشل في احتوائه سابقا بمعية ثلاث دول عظمى وضمن تحالفين عريضين وقاده فشلهما الى الخروج من جحره بنفسه ليحاول ترميم صورته.

وبالمناسبة فان خوفه هذا في محله اساسا فحتى حلفائه سارعوا لنفي علمهم او مشاركاتهم له في عمليته ، لكن سبق السيف الحذر وسبق العذاب للمجرمين ، وقد تورط فعلا وعليه فقط ان يشعر بالهلع والرعب المتواصل، والمستمر..

طبيعة الرد

بناء على ما سبق ذكره من معطيات وبناء على ماهو متعارف عليه مبدئيا لشعبنا المؤمن العظيم ، ستكون الردود ضمن محددات واسعة على المستوى الرسمي والمستوى الشعبي وعلى كافة المستويات لتكون: أكثر فاعلية، أكثر قدرة، أكثر تدميراً، أكثر ضرراً على العدو، اكثر ضغط عليه وتنكيلاً به إن شاء الله.

وعلى ذلك فعلى العدو الا يركز فقط على الجوانب والقواعد الحالية فقط ، عليه ان يدخل في حساباته كل الاعمال القتالية والغير قتالية ويكفيه ان يعلم ان معظم الاسلحة الاخيرة تم تطويرها وتجهيزها خصيصا لمواجهة طويلة الامد معه كما ان القوة البشرية ايضا تم اعدادها ضمن هذا السياق فقد تم اعداد ما يقارب نصف مليون مجا..هد لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس وكذلك بقية المجالات.

لهذا فموقف شعبنا اليمني هو كما قال قائد الثورة (يحفظه الله ) هو موقف قويٌ جداً، وهو ثابتٌ عليه، لن يتزحزح عنه، مهما كانت ردة الفعل من قِبَل العدو الإسرائيلي، مهما كانت استعراضية، أو مهما نتج عنها؛ إنما سيكون كل ما يحصل من جانب العدو الإسرائيلي أيضاً محفزاً أكثر لتصميمٍ أكبر على الانتقام من جهة، وعلى مواصلة نصرة الشعب الفلسطيني.

وهو الهدف الأساس من جهةٍ أخرى؛ ولذلك الرد آتٍ لابدَّ منه على ما قام به العدو الإسرائيلي من عدوان على الحديدة، ومن جهةٍ أخرى: عملياتنا مستمرة متواصلة في المرحلة الخامسة، وفي عملٍ مستمرٍ ودؤوب للتصعيد بكل ما يمكننا، لن نتردد في ذلك أبداً، لإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، المعتدى عليه، ضد العدو الإسرائيلي، حتى يوقف إبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويوقف حصاره الخانق، الذي يمنع فيه عن الشعب الفلسطيني الغذاء، والدواء، والمتطلبات الضرورية والأساسية للحياة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباهوت الخضر

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version