الرئيسية زوايا وآراء من حارس “الحرية” الى حارس “الازدهار”.. حتمية السقوط الأمريكي وعملاءه

من حارس “الحرية” الى حارس “الازدهار”.. حتمية السقوط الأمريكي وعملاءه

خلق شقوق لاشعال حرائق متضادة الاتجاهات تضمن استمرار الاشتعال دون توقف.. هذا هو ثابت السياسة الأمريكية خارجيا…مهم تبدلت الوجوه والاحزاب.

وما ان يتعلق الامر بتأمين منطقة الصراع.. حتى يكون السؤال الاهم هو.. كيف تغادر المكان حاملا للغنائم..؟! وبالطبع اذكان الامر مرتبطا بمصدر متجدد للثروة فالسؤال يبقى ايضا على حالة ماعدا تأمين مسالك أمنة لفعل ذلك بإستمرار.. الى تلك اللحظة التي يجد نفسه مثخن بالخسارة ليبادر بالقاء لومه وفشله على ادواته قبل ان يلقي بهم في مكان سحيق..

في 7 أكتوبر 2001 ،  أعلنت الولايات المتحدة الامريكية بداية الغزو الامريكي لافغانستان الرئيس جورج دبليو بوش أن الضربات الجوية تحت عنوان ( عملية الحرية الدائمة ) بعد 13 عامًا، في 28 ديسمبر 2014، أعلن الرئيس باراك أوباما انتهاء عملية الحرية الدائمة في أفغانستان ، وانطلاق ما اسموه باسم (عملية حراسة الحرية )

في31 أغسطس 2021، طردت القوات المسلحة الأمريكية من أفغانستان بدون قيد او شرط ليتم بذلك اعلان إنتهاء عملية حارس الحرية، وتنتهي اطول معركة خاضتها امريكا منذ النشئة ..

عشرون سنة قدم المرتزقة المحليون فيها لامريكا الرخيص والغالي وجندو انفسهم لها ليلا ونهارا في سبيل تمكينها من احتلال بلدهم والسيطرة على مقدراته .. وفي اللحظة التي قررت واشنطن ان معامل الخسارة اكبر من معامل الربح خرجت لتترك خلفها عملاءها ليلقوا مصيرهم الطبيعي نتيجة خيانتهم لشعوبهم..

مشهد يختصر النهاية المحتومة لكل العملاء الذين علقوا كل امانيهم بالوعود الامريكية وربطوا حبال مصائرهم بمصير امريكا هذا ما جسدته تلك المشاهد التي تنقلتها وسائل الاعلام العالمية قتلى وجرحى بالعشرات جراء حالة الفوضى وإطلاق النار الكثيف في محيط مطار كابل من قبل الجنود الأميركيين الذين كانوا يتولوا مسؤولية تأمين المطار للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأميركية ودبلوماسيين من عدة دول اوربية.

تلتها مشاهد مروعة هزت العالم حين تشبث العشرات من الأفغان بالطائرات العسكرية الأمريكية أثناء إقلاعها، على أمل الهروب بعد ان استعادت حركة طالبان السيطرة على البلاد آنذاك. تسبب ذلك في مقتل العشرات بسقوطهم من الطائرات المحلقة ليخرج الجيش الامريكي بعدها بتصريح يعلن فيه تبرئة طياريه من تحمل اي مسؤولية عن تلك الجريمة التي راها كل العالم.

هذا المشهد وان كان فيه مافيه الانه قدم “الولايات المتحدة وجيشها العتيد” بحسب رأي الكثير من الاعلاميين والسياسيين انذاك؛ صورة جلية عن طبيعتها الشيطانية حيث مارسوا مرة أخرى أبشع ما يمكن من عنصريتهم ووحشيتهم وتكبرهم وغطرستهم، باحتلالهم المطار بقوات عسكرية وعدم السماح سوى للجنود والدبلوماسيين الأمريكيين والأوربيين بالمغادرة.

قتل العديد منهم في محيط المطار واخلي المطار لتجّمع الدبلوماسيين الغربيين في المطار كل منهم في انتظار طائرته، ليبقى عملاؤهم حيرى لا يعلمون أين يذهبون بأنفسهم وأين يفرون”. ومن جرت عليه شقاوته في الاستمرار بمحاولة التشبث بهم تم القائه من على تلك الطائرات بكل استكبار ووحشية..

هذه الصورة النمطية المتكررة تجمع كل جيوش الاحتلال جميعها فهي ، تضرم النار في بلداننا ثم ترحل دون ان تلقي بال لمصيرهم بعد ان ورطتهم بكل قبيح وملطخت وجههم بخزي الخيانة وقلدتهم عار العمالة.

تلك المشاهد على الرغم من مشاهدها المروعة والبشعة الا انها تختزل حقيقة جلية مفادها أن الولايات المتحدة مهما كبرت بالاعلام هالتها، تهزمها الشعوب وتذلها، وعند رحيلها فانها لا تهتم بمصير عملائها أبدا، وان من يخون دينه ووطنه سوف يواجه مصيره لوحده ، إذ لا حماية أمريكية أبدا فالأمريكيين اليوم يحتاجون من يحميهم من ثورات الشعوب.

هذه الحقائق يجب ان يتفهمها المرتزقة والعملاء في كل مكان وزمان فالشعوب لا تقهر ولا تهزم و هي مصدر الشرعية الوحيد وما آمال العدو ووعوده الا كسراب بقيعة وان امريكا ليست صاحبة المشيئة المطلقة وان كبر جبروتها في لا تلبث ان تنكص على عقبيها تتبرى من عملائها وتتركهم لمصيرهم الحتمي.

في الامس القريب اوعزت قائدة التحالف العدوان لعملائها في الداخل باتخاذ قرارات غبية وعدوانية لضرب الاقتصاد اليمني وحينما انتفض الشعب مطالبا بتأديبها اسرعت باستدعائهم في ظهر يوم جمعة لتأمرهم بالتوقف وتوقع بعدها على اتفاق يقضي بانهاء تلك الاجراؤات العدوانية الحمقاء..
ليبقى لعملائها بعدها تقلد عار الخيانة التي امرتهم بها بعد ان القت بهم في اول محطة ليخرجوا ليتلاعنوا فيما بينهم.

هذا السقوط رغم بشاعته الانه لا يزال اهون من السقوط من ظهر طائرة عسكرية ، فكما خسر من تعلقوا بحبل امريكا اروحهم من العملاء من الافغان سيخسر كل من علق آماله على ذات تلك الحبال وكما لم تحميهم عملية حارس الحرية التي اطلقت في ذرة طغيان امريكا لن تحميهم بالطبع عملية حارس الازدهار التي اتت في ذروة ضعفها.

وعليهم ان يعيدوا حسابتهم ويحمدوا الله ان خصومهم من احرار هذا البلد لا يزال يمدون ايديهم لمن ادرك خطيئة ما اقدم عليه من الخيانة والعمالة والعاقبة للمتقين.

ــــــــــــــــــــــــــ
الباهوت الخضر

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version