أدلى الطبيب اليهودي الأمريكي مارك بيرلموتر، بشهادته حول جرائم جيش الإسرائيلي بحق الأطفال، في حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة.
وأوضح الطبيب انه على امتداد 40 رحلة في المهمات خلال 30 عاما ومبنى برج التجارة العالمي في أمريكا والزلازل كل هذه مجتمعة لايعادل مستوى المذبحة الذي رأيته ضد المدنيين فقط خلال أسبوعي الأول في غزة.
وقال الطبيب، إن الجيش الإسرائيلي تعمد قتل أطفالاً بنيران قناصته في قطاع غزة، مشيراً إلى أن كل الكوارث التي شهدها مجتمعاً، لا تعادل مستوى المجازر التي رآها ضد المدنيين خلال أسبوعه الأول فقط في غزة، بحسب ما نشرته قناة “CBS” الأمريكية.
حيث تطوع الدكتور مارك بيرلموتر وهو طبيب يهودي أمريكي، وجراح عظام من ولاية كارولينا الشمالية، ونائب رئيس الكلية الدولية للجراحين، في غزة من نهاية أبريل/نيسان وحتى النصف الأول من مايو/أيار 2024.
الطبيب اليهودي الأمريكي، أوضح أن غالبية الضحايا المدنيين هم من الأطفال، مضيفاً: “لم أرَ مثل ذلك من قبل، لقد شاهدت عدداً كبيراً من الأطفال الذين تم حرقهم بشكل غير مسبوق، ولم أشاهد في حياتي أطفالاً مقطعين كما رأيت في غزة”.
وتابع قائلاً: “رأيت أجساداً ممزقة، وسُحقت تحت المباني، لقد أخرجنا شظايا بحجم أصبعي من أطفال صغار، وهناك أيضاً رصاص قناصة، لقد عالجت أطفالاً أطلق عليهم الرصاص مرتين”.
وفي رده على تساؤل: “هل تقول إن الأطفال في غزة يتم إطلاق النار عليهم من القناصة؟”، أجاب بيرلموتر: “بالتأكيد لدي وثائق لطفلين أُطلق على أحدهما النار بدقة في منطقة الصدر، وكذلك على جانب الرأس مباشرة”.
حيث أضاف: “لا يصاب طفل صغير برصاصتين عن طريق الخطأ من القناص”. وبيّن بيرلموتر أن هذا الوضع يعكس صورة قاتمة لمستوى العنف المستهدف ضد الأطفال الأبرياء في المنطقة، مؤكدًا أنها جريمة ضد الإنسانية لا تُحتمل. كما تُظهر شهادته القاسية التجاوزات الفادحة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين، وبالأخص الأطفال في غزة، مما يدعو المجتمع الدولي للتدخل السريع لحماية الأرواح وحقوق الإنسان الأساسية، بحسب القناة الأمريكية.
إلى ذلك، تحدث أكثر من عشرين طبيباً في غزة مؤخراً لصحيفة “صنداي مورنينج” عن إصابات ناجمة عن طلقات نارية تعرض لها الأطفال. فقد قال أحد الأطباء الأمريكيين، إنه قام بمراجعة صور الأشعة المقطعية للتأكد مما شاهده لأنه “لم يكن يعتقد أن هذا العدد الكبير من الأطفال يمكن أن يدخلوا مستشفى واحد مصابين بطلقات نارية في الرأس”، مشيراً إلى أن بعض الحوادث تم توثيقها بالفيديو.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من سكان غزة تم تهجيرهم حتى الآن، وأن الأغلبية العظمى من المباني قد دُمرت، مما أثر بشكل كبير على الرفاهية النفسية للأطفال. وفي تعليقه على الإصابات النفسية للأطفال، تساءل الدكتور بيرلموتر: “كيف يمكن للطفل أن يتحمل مشاهدة عائلته تُباد أمام عينيه؟… كيف يمكن إصلاح ذلك؟”.
وأضاف أن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا أفراد أسرتهم كبير لدرجة أن الأطباء قاموا بابتكار مصطلح خاص لهذا الوضع وهو (طفل جريح ليس لديه عائلة على قيد الحياة). فيما أشار أطباء أمريكيون آخرون إلى الكارثة الإنسانية في غزة. وقال الطبيب فيروز سيدوا: “لقد وصفنا الوضع بأنه كارثة، كابوس، جحيم على الأرض، إنه كل هذا وأكثر سوءًا”.
من جهتها قالت الدكتورة زينة صالحة: “لم نكن نملك معقم اليدين أو الكحول أو حتى الصابون في معظم الأوقات”. فيما أفاد طبيب من ولاية فرجينيا: “نرى جميعنا إصابات بطلقات نارية هنا في الولايات المتحدة، ولكننا لم نرَ شيئًا مثل إصابات الأطفال في غزة”.
كما أفاد طبيب تخدير آخر من نفس الولاية بأنه خلال أسبوعين في غزة، شاهد إصابات بأعيرة نارية للأطفال بواقع يومي تقريبًا (ما لا يقل عن 30 حالة إجمالاً). وأشار طبيب من شيكاغو: “كنت أعتقد أن هؤلاء الأطفال كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، ولكن أدركت أن الأمر كان متعمداً؛ الرصاص كان يستهدف هؤلاء الأطفال عن عمد”.
وفي رده على تساؤل “كم عدد الأطفال المعرضين لخطر المجاعة في غزة؟” قال الطبيب بيرلموتر: “جميعهم”. واتهم خبراء الأمم المتحدة إسرائيل بتنفيذ حملة تجويع متعمدة، فيما قال المدير التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة، إن المساعدات التي تصل إلى غزة “قليلة جداً”.