شهدت الأجواء السعودية، اليوم الأربعاء، تحليق غير مسبوق لطائرات الاستطلاع والانذار المبكر. يتزامن ذلك مع ترقب هجوم يمني محتمل ضد المنشآت الاستراتيجية. واظهر مواقع تتبع الملاحة الجوية كمية هائلة من المروحيات وطائرات الاستطلاع والانذار المبكر وهي تحلق بكثافة في الأجواء السعودية.
ويتركز التحليق حول المدن الصناعية والمنشات النفطية على البحر الأحمر. وتشارك طائرات أمريكية بالعملية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تشهد فيه سماء المنطقة تحليق مكثف للطيران منذ بدء سريان الهدنة في اليمن قبل سنوات.
وتوقيت التحليق يشير إلى استنفار سعودي – أمريكي خشية عمليات محتملة للقوات اليمنية تستهدف العمق السعودي.
يذكر ان القوات اليمنية نجحت خلال سنوات الحرب التي قادتها السعودية من الحاق اضرار كبيرة بالبنية الاقتصادية للمملكة مع استهداف اهم حقولها ومنشاتها النفطية الاستراتيجية.. وتتصاعد المخاوف حاليا مع إعادة قيادات يمنية التهديد بهجمات اكبر من ذي قبل وتركيزها على منشات ارامكوا عملاق الاقتصاد السعودي.
حراك سعودي بالكونجرس للضغط باتجاه تصعيد عسكري في اليمن
هذا وكثفت السعودية، اليوم، حراكها في الكونجرس الأمريكي بغية الضغط على إدارة بايدن لتصعيد عسكري اكبر في اليمن. وافاد سيف المثنى مسؤول المناصرة بالكونجرس الأمريكي ومدير تنفيذي بمعهد واشنطن احد اذرع الاستخبارات الامريكية بان أعضاء في الكونجرس خصوصا في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة.
إضافة إلى اللجنة المعنية بالشرق الأدنى ومكافحة الإرهاب يعكفون على تقديم رسالة إلى الرئيس الأمريكي الحالي جوبايدن تتضمن استراتيجية اكبر للرد على ما وصفها بهجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر والنظر بجدية في التعامل مع هذه الهجمات.
وكان أعضاء في تلك اللجان على راسهم السيناتور كريس فان هولين رئيس لجنة العلاقات الخارجية شاركوا خلال الايام الماضية بلقاءات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جدة وكرست لمناقشة العلاقات والتطورات في المنطقة.
ويشير التحرك في الكونجرس من قبل هؤلاء إلى محاولة سعودية لتصعيد عسكري اكبر في البحر الأحمر بغية اعفائها تداعيات تصعيد عسكري يمني محتمل ضدها واشغال القوات اليمنية بمواجهات مع القوات الامريكية. والخطوة هذه تعكس حجم القلق السعودي من احتمال شن هجمات يمنية ضدها في ظل تعطل الأفق السياسية.
أمريكا تصدم السعودية بشأن البحر الأحمر
على ذات السياق، وجهت الولايات المتحدة، صفعة للسعودية بقرارها السير بخفض التصعيد في اليمن قبيل الانتخابات بينما كانت الرياض تتطلع لمواجهات أكبر. وكشفت مصادر دبلوماسية عن مساعي أمريكية للدفع بوسطاء جدد مع اليمن من ضمنهم دولة عربية واخرى خليجية، موضحة بان الإدارة الامريكية قررت حسم ملف اليمن عبر رؤية جديدة إلى جانب خارطة الطريق الأممية.
وأشارت المصادر إلى أن الرواية الأمريكية تتضمن بوادر انفراج في الملف الاقتصادي في إشارة إلى مزيد من العروض الامريكية لمن وصفتهم بـ”الحوثيين”، لكنها تربط الحل بوقف العمليات اليمنية وهو ما ترفضه صنعاء باعتبار عملياتها البحرية غير قابلة للمساومة وذات بعد انساني واخوي.
وبالتزامن مع هذه التحركات الدبلوماسية، اكدت الولايات المتحدة عدم رغبتها بمزيد من التصعيد. ونقلت قناة “الحدث” السعودية عن مسؤول امريكي رفيع حديثه عن اكتفاء بلاده بمواجهة من وصفهم بـ”الحوثيين” بعيدا عن حاملة الطائرات في إشارة إلى عدم رغبة بمزيد من التصعيد.
وكان المسؤول الأمريكي يعلق على تقرير للقناة زعمت فيه حشد أمريكا قوات للتدخل في اليمن وما وصفته بتغيير استراتيجية في محاولة لجر أمريكا لتصعيد اكبر لتجنب مزيد من التصعيد ضد السعودية. وتشير التحركات الامريكية إلى رغبة واشنطن بالتهدئة مع اقتراب الانتخابات وانشغال إدارة بايدن بالحملات الدعائية.
فشل جهود التوصل لحل مع الجانب السعودي
بدوره، ألمح قيادي بارز في صنعاء إلى فشل جهود التوصل مع المملكة العربية السعودية إلى حل، وبدء نذر عودة الحرب في البلاد التي تشهد صراعا مذ 10 سنوات.
وقال القيادي علي ناصر قرشه في تدوينة على منصة (إكس)- “لقد أبلغت جهدي في السلام وفي تهدئة الأمور ولكن من سعى للحرب فالله يجعلها في وجهه ومن حاصر الشعب اليمني اقتصاديا وأغلق مطاراته وصادر مرتباته فالله يجعلها في وجهه”. وأكد أن “قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي أصدق واحد في وعده وكلامه وورعه ودينه”.
والسبت الماضي، قال قرشه إن جماعته تلقت بلاغا من السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر بإيقاف قرارات البنك المركزي التي تقضي بإلغاء تراخيص ستة بنوك تجارية تخلفت عن نقل مقارها الرئيسية من صنعاء إلى عدن. وذكر أن آل جابر أبلغهم بأن البنوك ستواصل عملها كما كانت سابقا، في إشارة إلى بقاء مراكزها الرئيسية في صنعاء.
يذكر ان اليمن تخوض منذ يناير الماضي مواجهات فعلية مع القوات الامريكية المعزز بحاملات طائرات وبوارج مختلفة، ونجحت حتى الان بطرد “ايزنهاور” واصابة عدد اخر من المدمرات والفرقاطات ناهيك عن نسفها الدعاية الامريكية بالقوة وفرض واقع جديد بالمنطقة برمتها.