دخلت أزمة البنوك في اليمن، اليوم الأحد، منعطف خطير مع قرار حكومة المرتزقة الموالية للتحالف اقتحام فروعها في مناطق سيطرتها غرب وشرق اليمن.
واظهرت صور تداولها ناشطون في محافظتي تعز ومأرب اطقم امنية خلال اقتحام فروع بنوك وشركات صرافة في تلك المحافظات واجبارها على فتح مقراتها، في حين تحدثت تقارير إعلامية عن فرض مركزي عدن وصاية على فروع تلك البنوك في مناطق سيطرته بالمدينة.
وابرز البنوك التي تم اقتحامها بنك الكريمي للتمويل الأصغر وهو ما اكبر شركات الصرافة وأكثرها سيولة في مناطق سيطرة التحالف جنوب اليمن.
وجاء الاقتحام عقب قرار البنوك اغلاق مقراتها في مناطق سيطرة مركزي عدن احتجاجا على الاستهداف المتكرر لها منذ اشهر ومحاولة البنك تعريضها لخطر الإفلاس بتسويق مزاعم حول قطع نظام التحويلات المالية الدولي عنها المعروف بـ”سويفت”.
وأكدت مصادر مصرفية اغلاق الكريمي والتضامن والكويت وغيرها من البنوك التجارية الستة المشمولة بقرار مركزي عدن لفروعها مع ترتيب البنك المركزي في عدن لمزيد من الخطوات التصعيدية ضدها. ويعكس قرار الاقتحام حجم التخبط الذي تعيشه القوى الموالية للتحالف جنوب وشرق اليمن ما ينذر بكارثة اقتصادية جديدة باعتبار تلك البنوك اهد ما تبقى من ركائز للاقتصاد في اليمن.
محافظ مركزي عدن يرضخ للسعودية
بدوره، غادر محافظ مركزي عدن، احمد المعبقي، الاحد، إلى السعودية.. يأتي ذلك بعد أيام على اعتكافه بمنزله احتجاجا على تجميد قراراته. وأفادت مصادر في البنك المركزي بان المعبقي غادر برفقة وكيلي الرقابة على البنوك والعمليات الخارجية.
وجاءت مغادرة المعبقي، وفق المصادر، بناء على استدعاء سعودي. وكان المعبقي رفض قبل يومين التوجه إلى الرياض عشية تقارير عن توجيهات سعودية بتجميد قرارات مركزي عدن التصعيدية الأخيرة ضد صنعاء مع تلويح الأخيرة برد عسكري.
ولم يتضح بعد ما اذا كانت السعودية ترتب لمزيد من التصعيد ام للتهدئة من خلال الخطوة الأخيرة لكن تزامن المغادرة مع اتساع رقعة الازمة في ظل قرار البنوك المستهدفة اغلاق مقراتها في مناطق سيطرة الرئاسي وهو ما قد يخلق ازمة مالية في ظل هيمنتها على السيولة يشير إلى توجه سعودي للتهدئة.
مركزي عدن يلوح بالتراجع عن اجراءاته
هذا ولوح البنك المركزي في عدن، الاحد، بالتراجع عن اجراءاته الأخيرة ضد البنوك في صنعاء.. يأتي ذلك عشية مغادرة محافظه احمد المعبقي إلى الرياض بناء على استدعاء سعودي. ونشر البنك نص رسالة وجهها محافظه قبل يومين إلى السفير السعودي لدى اليمن ومسؤول الملف اليمني، محمد ال جابر.
وتتضمن الرسالة توضيحات بشأن رفضه توجيهات سعودية لتجميد قرارات مركزي عدن التصعيدية. ومع أن توقيت الرسالة يشير إلى انها جاءت عشية دفع السعودية بالمبعوث الأممي إلى اليمن للتهدئة وتصريحات للمعبقي برفض التوجه الجديد الا ان البنك الذي نشر الوثيقة على صفحته الرسمية حاول التسويق على انها مزورة مع انه لم يتم تداولها من قبل.
وبحسب خبراء فإن توقيت نشر البنك للوثيقة بالتزامن مع قرار محافظه السفر إلى السعودية بعد مماطلة يشير إلى انها ضمن تهيئة الراي العام في مناطق سيطرة التحالف لقبول المعبقي بالتوجيهات السعودية لتجميد قرارات التصعيد الأخيرة.