قالت صحيفة ذا ”كريدل“الأمريكية إن الوسيلة الأكثر فاعلية لفرض إرادة اليمن على جارته الكبرى وضمان سيادته هي لغة القوة..وأن العودة الآمنة للحجاج اليمنيين المعتقلين، بعد تهديد واحد باستخدام القوة من صنعاء، هي شهادة على الطفرة الاستراتيجية لليمن في غرب آسيا – وهو قادر اليوم على مواجهة التصعيد السعودي المتجدد المدعوم من الولايات المتحدة بمجرد الكلمات.
وأكدت أنه منذ أن أعلنت السلطات اليمنية في صنعاء دعمها الكامل لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها المقاومة الفلسطينية العام الماضي، عادت أزمة البلاد مع السعودية إلى وضعها السابق قبل الهدنة غير المستقرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في 2022..لقد جاءت هذه الهدنة بعد تسع سنوات من العدوان المتواصل، والذي استمر بشكل متقطع خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.
وأفادت أنه الآن، وعلى الرغم من التفاهمات التي تم التوصل إليها بين السعوديين واليمنيين، استأنفت الرياض الاساليب التصعيدية غير العسكرية التي تعتقد صنعاء أنها تؤدي إلى تفاقم معاناة اليمنيين بنفس القدر من الخطورة التي يؤدي إليها العدوان العسكري.. ومع ذلك تعاملت حكومة صنعاء مع التطورات الأخيرة وفق مبدأ الصبر الاستراتيجي – وهو المبدأ الذي يتبناه دول محور المقاومة في المنطقة – والذي توج فجأة بتغريدة غامضة ومثيرة للجدل للعميد يحيى سريع، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية.
(3 أيام)
وأورت أنه بلغ التوتر بين صنعاء والرياض ذروته بعد موسم الحج الأخير عندما احتجزت السلطات السعودية عددا من الحجاج اليمنيين في جدة ومنعت عودتهم إلى مطار صنعاء الدولي..وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز القرار السعودي الأخير بنقل مكتب الخطوط الجوية اليمنية إلى عدن..واعتبرت صنعاء هذا الأمر تحديًا مفتوحًا من جانب الرياض، بهدف إعادة فرض الحصار على المناطق الشمالية من خلال إعادة إغلاق مطار صنعاء.
وتابعت أن هذا القرار يشكل مخاطر على المسافرين الذين سيضطرون إلى المرور عبر مطار عدن، الذي تسيطر عليه جماعات انفصالية تدعمها الإمارات، وقد يؤثر على المواطنين اليمنيين الذين من واجب الحكومة حمايتهم..وردًا على ذلك، اتخذت صنعاء إجراءين لثني السعوديين عن فرض هذا الالتفاف: احتجاز عدة طائرات يمنية والتواصل عبر وسطاء مع الرياض..لكن في ظل عدم وجود رد من السعودية، انتقلت صنعاء إلى إجراءات أكثر مباشرة.. ونشر العميد يحيى سريع على منصة إكس تويتر سابقاً تغريدة موجزة لكنها مشؤومة (3 أيام).
الصحيفة كشفت أن التغريدة الغامضة أثارت تكهنات واسعة النطاق، خاصة في ظل النفوذ الإقليمي المتزايد لليمن.. وفسرها البعض على أنها مقدمة لتصعيد الصراع ضد جرائم الحرب التي تسهلها الغرب في غزة أو بمثابة إنذار نهائي يتعلق بحاملة الطائرات الأميركية يو إس إس ثيودور روزفلت في أعقاب استهداف قوات صنعاء لحاملة الطائرات الأميركية يو إس إس أيزنهاور.. لكن العديد من المسؤولين والناشطين اليمنيين فسروا تغريدة سريع بشكل صحيح على أنها مهلة نهائية للسعودية للسماح بعودة الحجاج إلى صنعاء أو المخاطرة بإجراء انتقامي من القوات المسلحة اليمنية.
وفي الساعات الأخيرة من اليوم الثاني للمهلة، نشر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبد الله بن عامر، منشورا على منصة إكس، أكد فيه أن بوادر الحل بدأت تظهر قبل انتهاء المهلة المعلنة، متسائلا عن إمكانية نجاحها..وفي خطابه الأخير، صعد عبد الملك بدر الدين الحوثي من لهجته ، محذرا السعودية من “التواطؤ” مع الولايات المتحدة وبريطانيا في اتخاذ “خطوات عدوانية” ضد صنعاء ودعما لإسرائيل:
وقال: يجب على السعوديين أن يدركوا أن خطواتهم المتهورة والحمقاء لا يمكن التسامح معها، وعليهم أن يخرجوا من مسارهم الضال.. لقد أرسلت لنا الولايات المتحدة رسائل بأنها ستدفع النظام السعودي إلى اتخاذ خطوات عدوانية ضدنا وكانت هناك زيارات أميركية إلى السعودية لهذا السبب.
الصحيفة رأت أنه ما دامت السعودية والإمارات تحت الوصاية الأميركية، فلا يمكن التعامل معهما إلا بالقوة العسكرية، ولعل الحل العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق الحقوق أو تطبيقها ومنعهما من التمادي وارتكاب الجرائم.. مشيرة إلى أن اليمنيين قد تحملوا أقسى الظروف على مدى تسع سنوات من العدوان السعودي الإماراتي، المدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، لكنهم تكيفوا وتغلبوا وبرزوا أكثر قوة وتأثيرا على الساحة الإقليمية والدولية رغم الحرب الوحشية التي شنت على بلادهم.
ويشمل ذلك تأكيد هيمنتها في الصراعات البحرية ضد القوى الإمبريالية في غرب آسيا.. وما أصبح واضحا حالياً هو أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى وقف العمليات اليمنية ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل، لم يتمكن من حماية سفنه وأسطوله البحري العسكري – ناهيك عن حماية السعودية ومصالحها.