ارتكب “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين قرب مفترق النّص في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع، حيث خلّفت هذه المجزرة المروّعة أكثر من 350 شهيداً وجريحاً حتى الآن، في حصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتحدثت الوزارة عن أكثر من 71 شهيداً و289 إصابة في مجزرة الاحتلال في مواصي خان يونس.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنّ “الجيش” الإسرائيلي قصف عناصر من الدفاع المدني خلال محاولتهم انتشال شهداء المجزرة. وتابع أنّ أكثر من 20 سيارة إسعاف وصلت إلى مستشفى الكويت في خان يونس بعد المجزرة.
وقالت مصادر فلسطينية انّها شاهد أشلاء لجثامين شهداء لا تتجاوز أعمارهم السنتين من جراء المجزرة، مضيفاً أنّ الفلسطينيين يحاولون بكل الوسائل من سيارات وحمير وغيرها لنقل المصابين إلى مجمع ناصر الطبي.
وتابعت أنّ مجزرة الاحتلال ترتكب في خان يونس على وقع انهيار المنظومة الصحية في القطاع بأكمله، مشيراً إلى أنّه يتم إخلاء المستشفيات من الجرحى قبل شفائهم الكامل من أجل استيعاب المزيد من المصابين، واصفاً ما رأه “بالمذبحة”.
وأشارت المصادر إلى أنّ الصواريخ الثقيلة التي استخدمها الاحتلال في مجزرته دفنت أعداداً كبيرة من المواطنين تحت الركام.
وقالت إنّ “الجيش” الإسرائيلي لا يترك منطقة آمنة في غزة. وشدد على أنّ “الجيش” الإسرائيلي حوّل المناطق المدنية إلى مناطق عسكرية ويمضي في ارتكاب مجازره.
هذا وأعلن مجمع ناصر الطبي أنه لم يعد بإمكانه بعد الآن تقديم الخدمات الطبية في ظل العدد الكبير من المصابين والجرحى بعد المجزرة.
الدفاع المدني: المنطقة التي استهدفها الاحتلال مصنّفة “آمنة” حسب رواياته
كما أعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد العقيد محمد موسى حمد نائب مدير إدارة الإطفاء والإنقاذ وإصابة 8 عناصر آخرين خلال عمليات الإنقاذ عقب المجزرة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل في حديثه إلى الميادين إنّ “المنطقة التي استهدفها الاحتلال مصنّفة آمنة حسب رواياته”. وأشار إلى أنّ جثامين الشهداء مقطعة وتحولت إلى أشلاء في منطقة الاستهداف.
وقال إنّه لا زالت هناك العديد من جثامين الشهداء متناثرة في الشوارع وتحت الركام وبين خيام النازحين لا يمكن الوصول إليها بسبب حجم القصف الكبير الذي استهدف به الاحتلال أماكن وخيام النازحين في المنطقة.
وتأتي هذه المجزرة بعد ارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوى، وفي أحياء مدينة غزة ومخيمات الوسطى، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيدٍ.
عدوان على أنحاء القطاع كافة
وفي جنوب القطاع أيضاً، شنّت طائرات الاحتلال الحربية غارة استهدفت منزلاً قرب محطة التحرير عند مدخل بلدة عبسان الكبيرة، شرقي خان يونس.
وفي وسط القطاع، استشهد 5 فلسطينيين بينهم 3 أطفال، اليوم السبت، إثر قصف الاحتلال منزلاً في دير البلح.
وأصيب 10 فلسطينيين على الأقل في قصف استهدف منزلاً في شارع العشرين بمخيم النصيرات، وقصف آخر من طائرات الاحتلال الحربية على المنطقة الشمالية للمخيم. كما استشهد مواطنان وأصيب آخرون، في غارة للاحتلال الإسرائيلي على دير البلح.
وفي الشمال، أطلقت طائرات “كواد كابتر” الإسرائيلية النار على المواطنين جنوب تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، بالتزامن مع إطلاق قذائف مدفعية على حي الرمال الجنوبي غرب المدينة.
ورُصد خلال جولة لها في منطقة الصناعة وتل الهوا حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال بعد انسحابه من المنطقة، وكذلك مواصلة الفرق الطبية انتشال عشرات جثامين الشهداء من الشوارع.
وأطلقت مدفعية الاحتلال نيرانها على محيط مفترق المغربي والطيران في شارع الثلاثيني بمدينة غزة.
وعلى صعيد الوضع الإنساني والصحي، قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إنّه سجّل نحو 71 ألف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 38345 فلسطينياً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 88295 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
وأمس، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ نحو 6400 فلسطيني في غزة مدرجون في عداد المفقودين، موضحةً أنهم عالقون تحت الأنقاض، أو أسرى في السجون الإسرائيلية، أو تم دفنهم من دون تحديد هوياتهم، وسط تعذّر الاتصال بين العديد من الأفراد الذين تم فصلهم عن عائلاتهم بسبب العدوان المتواصل.