في ظل التكتّم الذي طغى على مفاوضات مسقط بين الأطراف اليمنية خلال الساعات الماضية، في إطار الحرص السعودي – الأممي على إنجاحها، دفعت الإمارات بالفصائل الموالية لها في محافظة شبوة إلى تفجير الأوضاع عسكرياً في الجبهات التي تربط محافظتَي مأرب وشبوة شرق اليمن، في ما رأى فيه مراقبون محاولة لتقويض المفاوضات الجارية في العاصمة العُمانية.
على أن مصادر قبلية في بيحان تحدثت، إلى «الأخبار»، عن فشل تلك الفصائل في إحراز تقدّم في اتجاه مواقع تابعة لقوات صنعاء في منطقة الجفرة في مديرية العبودية جنوبيّ مأرب، لافتة إلى اندلاع معارك ضارية استُخدمت فيها مختلف الأسلحة، وتمكّنت خلالها القوات المشار إليها من السيطرة على جبل العراش في منطقة الجفرة الاستراتيجية بشكل كامل. وأوضحت المصادر أن هذه المنطقة الفاصلة بين مديريّتَي العبدية وحريب وجبل عراش الاستراتيجي، تعدّ حارسة مديرية حريب من الجهة الغربية.
وتشير إلى استمرار حالة من التوتر بعدما دفعت الجماعات الموالية لأبو ظبي بتعزيزات عسكرية كبيرة في اتجاه المواقع الفاصلة بين شبوة ومأرب، بهدف التصدي لأيّ هجوم معاكس من قوات صنعاء، في اتجاه مديريات عسيلان وعين وبيحان في شبوة.
في هذا الوقت، وفي ما يتعارض مع الرغبة السعودية المعلنة في التفاوض، رصدت قوات صنعاء البحرية، فجر أمس، تقديم السعودية دعماً عسكرياً للولايات المتحدة في عدوانها على اليمن. إذ أظهرت مواقع متخصصة في الملاحة الجوية انطلاق طائرة أميركية مخصّصة لتزويد الطائرات الحربية بالوقود في الجو، من قاعدة الأمير سلطان الجوية السعودية، في اتجاه البحر الأحمر. وأكد مصدر ملاحي في صنعاء، لـ»الأخبار»، رصد انطلاق طائرة «كي سي 135 آر» لتزويد الطائرات المقاتلة أو «طائرة بوسيدون» الاستطلاعية، بالوقود.
وسبق أن حذّرت «أنصار الله»، السعودية، من التورط مع أميركا في عدوانها على اليمن، مؤكدة أن ذلك سيواجه بردٍّ قاسٍ.
يأتي هذا في ظل نقل شبكة «سي بي إس نيوز» الأميركية عن طاقم المدمّرة «يو إس إس كارني» التي انسحبت من البحر الأحمر وعادت إلى موطنها الأصلي في مايبورت في ولاية فلوريدا في أيار الماضي، تأكيده أن المعارك التي خاضتها المدمّرة إلى جانب القطع البحرية الأخرى ضد القوات اليمنية «لا تشبه أي شيء آخر».
وقال قائدها، جيريمي روبرتسون، «إننا نشاهد هدفاً يتّجه صوبنا بسرعة 5 ماخ أو 6 ماخ (الماخ يساوي 1235 كيلومتراً). ولا يكون لديك سوى ما بين 15 و30 ثانية للتصدي له». وأكد صعوبة «حماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين»، مشيراً إلى أن المعارك التي خيضت في البحر الأحمر «لم يحصل مثلها منذ الحرب العالمية الثانية».
تجنّبت قوات صنعاء في الساعات الماضية استهداف ناقلة غاز خشية انفجارها
وعلى رغم التصعيد الكبير في العمليات البحرية خلال الأيام القليلة الماضية، تجنّبت قوات صنعاء، خلال الساعات الفائتة، استهداف ناقلة غاز يونانية مدرجة ضمن قوائم الشركات المشمولة بقرار حظر المرور في البحر الأحمر، لدخول سفنها الموانئ الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسّط، وذلك خشية انفجارها والتسبّب بكارثة بيئية في البحر الأحمر.
وقالت مصادر ملاحية في الحديدة، لـ»الأخبار»، إن القوات البحرية وقوات الدفاع الساحلي أطلقت تحذيراً شديد اللهجة إلى طاقم «سمر ليدي» أثناء محاولتها المرور من المياه الدولية، واستخدمت عدداً من الزوارق الحربية المأهولة لإرغام ناقلة الغاز على التراجع وتغيير مسارها من دون الاشتباك معها، ما حمل الأخيرة على الاتجاه إلى ميناء صلالة في عمان، وفق ما أظهرته بيانات مواقع تتبّع السفن.
وسبق للمتحدّث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن أعلن، مساء أول من أمس، تنفيذ أربع هجمات بحرية ضد أربع سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل في البحرَين الأحمر والعربي والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وقال، في بيان، إن العملية الأولى استهدفت السفينة الإسرائيلية «إم إس سي يونيفيك» في البحر العربي بعدد من الصواريخ المجنّحة، والثانية طاولت السفينة النفطية الأميركية «ديلونيكس» في البحر الأحمر للمرة الثانية خلال الأسبوع الجاري، والثالثة استهدفت السفينة البريطانية «أنفيل بوينت» في المحيط الهندي بصواريخ مجنّحة، والرابعة السفينة «لاكي سيلر» بعدد من الصواريخ المجنّحة في البحر المتوسط.
في المقابل، أعلنت «القيادة المركزية الأميركية»، أمس، أنها «دمّرت خلال 24 ساعة «موقع رادار تابعاً للحوثيين في منطقة تحت سيطرتهم في اليمن، كان يمثل تهديداً وشيكاً لقواتنا وللتحالف وللسفن التجارية في المنطقة».
____
الأخبار اللبنانية