تمضي القوات المسلحة اليمنية بخطوات متسارعة، ومؤثرة، في مسار المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ونفذت القوات المسلحة اليمنية مساء الاثنين 1 يوليو 2024م أربع عمليات نوعية، استهدفت سفناً لثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، حيث توزعت هذه العمليات في البحر الأحمر والعربي، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وذلك باستخدام صواريخ باليستية ومجنحة.
وتعد عملية الأول من يوليو هي الأكبر من حيث الزخم، وفيها تم استهداف سفن بريطانية واسرائيلية وأمريكية، ورابعة انتهكت قرار حظر القوات المسلحة اليمنية، وسلكت طريقها إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، لتكون عرضة للاستهداف بالصواريخ المجنحة وفي أبعد نقطة هي البحر الأبيض المتوسط.
وتأتي هذه العملية في ظل المخاوف القلق الصهيوني من توسع عمليات القوات المسلحة اليمنية، ووصولها إلى الأبيض المتوسط، والذي سيكون كارثة على الكيان الصهيوني المجرم، بحسب ما صرح به مسؤولون ومتابعون في هذا الشأن.
معطيات جديدة وحديثة
ويرى الخبير والمحلل العسكري العميد عابد الثور إن عمليات الأمس تندرج ضمن المرحلة الرابعة من التصعيد، والتي تشهد زخماً غير مسبوق في العمليات، وفي التصنيع العسكري، لافتاً إلى أن عمليات المرحلة الرابعة لم تصل بعد إلى ما وعد به السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وأن الأيام القادمة ستشهد عمليات أكثر تأثيراً، وفاعلية في ميدان المواجهة.
ويشير العميد الثور إلى أن معطيات المعركة متجددة وحديثة، وتعطي قراءة صحيحة عن امكانيات العدو وقدراته، ومضامينها تؤكد أن قدرات القوات المسلحة اليمنية أفقدت العدو الأمريكي البريطاني الإسرائيلي توازنه، وأن حاملة الطائرات ستواجه كارثة كبرى أمام تصاعد القوات اليمنية، وقدراتها البحرية، في المراحل القادمة، فلن تسمح لأمريكا بأن تجعل البحر الاحمر بحراً يهودياً، كما كان.
ويوضح العميد الثور أن ما ينتظر وصول حاملات الطائرات الأمريكية ومدمراتها التي تريد دخول البحر الأحمر هي الغرق، نظراً لتغير قواعد الاشتباك مع العدو، وهي قواعد تفرضها اليمن، وأفشلت النظريات الغربية أمامها، لافتاً إلى أن أفضل طريقة للتعامل مع العدو الأمريكي هي اظهار القوة المباشرة، مؤكداً أن اليمن غيرت النظريات والمفاهيم العسكرية الغربية، وأثبتت قدرتها على إيجاد تعاون مع أطراف محور المقاومة، وقدمت في الميدان قدرات متفوقة، وباتت تملك صواريخ دقيقة تحمل رؤوساً تحمل 1500 كغ متفجرة، وقادر على تقديم قوة تفجيرية عالية التأثير على المدمرات وحاملات الطائرات.
مأزق كبير لثلاثي الشر
وبفعل تصاعد العمليات اليمنية، وتدرجها، يواجه الأمريكيون والبريطانيون معضلة كبيرة في البحرين الأحمر والعربية، وكذلك في المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، فكل المعطيات والقراءات السابقة لم تكن تتحدث عن قوة اليمن وامكاناته العسكرية، لا سيما بعد خروجه من عدوان أمريكي سعودي غاشم استمر لتسع سنوات، ولهذا فإن القوات المسلحة اليمنية تظهر من يوم إلى آخر مفاجآت ميدانية تشكل ازعاجاً وحرجاً كبيراً للأعداء، وفي مقدمة ذلك استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “ايزنهاور” وهروبها ذليلة من البحر الأحمر.
والآن، ومع كل هذه المواجهات الساخنة، لا تستطيع أي قطعة بحرية في العالم المرور إلى الموانئ الصهيونية إلا بالموافقة من القيادة اليمنية، ويمكن القول بأن البحر الأحمر أصبح يمنياً خالصاً، والكلمة الفصل في ذلك هي لليمنيين.
وفي هذا السياق يؤكد الخبير والمحلل العسكري عمر معربوني أننا أمام مرحلة مختلفة تماماً، نظراً لمستوى العالي والدقيق من قبل العمليات اليمنية التي تمارس العصى الغليظة على الأعداء، لافتاً إلى أنها تستخدم في كل عملية استراتيجيات جديدة وأسلحة جديدة، أكثر تطوراً وأعلى دقة وقدرة تدميرية على الأهداف.