بقلم تشينغ هوي
في الآونة الأخيرة، لاحظنا أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت عن بعض نتائج الهجمات التي شنتها على خط الملاحة في البحر الأحمر. خلال العملية، استخدموا إجمالي 372 طائرة بدون طيار و26 زورقًا هجوميًا بدون طيار، بالإضافة إلى ذلك، كان لديهم 139 صاروخًا باليستيًا، و10 صواريخ كروز، و10 صواريخ مضادة للسفن. هذه المعدات أغرقت سفينتين تجاريتين تعودان لبريطانيا واليونان، بالإضافة إلى تعرض مالا يقل عن 30 سفينة تجارية لأضرار متفاوتة، وتم احتجاز سفينة تجارية بشكل مباشر. بصراحة، هذه النتائج مدهشة للغاية.
أولاً من ناحية الأسلحة:
تنظيم محلي لا يتعدى تعداد قواته بضع مئات من الآلاف، يمتلك صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وهو ما كان غير قابل للتصور في السابق. خاصة الصواريخ الباليستية، التي تتطلب القدرة على الوصول إلى خارج الغلاف الجوي والعودة بدقة لضرب الهدف.
لاستخدام هذه الصواريخ، يجب أن يكون هناك نظام اتصالات وملاحة دقيق، وهو أمر لا تملكه الغالبية العظمى من الدول حول العالم، ناهيك عن القوات اليمنية. لذا فإن استخدام مثل هذه المعدات لإغلاق البحر الأحمر الضيق ليس بالأمر الصعب.
ثانياً، من ناحية النتائج:
يجب أن نعلم أن الولايات المتحدة أطلقت عملية حماية بحرية متعددة الجنسيات، وأرسلت حتى حاملة الطائرات آيزنهاور. بمعنى أن هذه الهجمات اليمنية تمت تحت أنظار الأمريكيين. أن يجرؤ تنظيم محلي على مواجهة قوة عظمى بهذا الشكل نادر للغاية.
خلال أقل من شهر، أعلنت القوات اليمنية أنهم هاجموا حاملة الطائرات آيزنهاور ثلاث مرات. في السابق، إذا تجرأ أي تنظيم أو دولة على تحدي أمريكا بهذه الطريقة، لكانت الولايات المتحدة قد شنت هجومًا كبيرًا.
لكن المفاجأة كانت أن الأمريكيين لم يتخذوا إجراءات قوية بعد إعلان اليمنيين عن هجماتهم على حاملة الطائرات، ولم يشنوا أي عمليات عسكرية كبيرة. فقط قاموا بإجراء مناورات مشتركة مع البحرية الإيطالية في منتصف يونيو في وسط البحر الأحمر كعرض لحاملة الطائرات آيزنهاور وهي سليمة.
في 22 يونيو:
أعلن الحوثيون مرة أخرى أنهم هاجموا حاملة الطائرات آيزنهاور، وهذه المرة لم يعلق الأمريكيون كثيرًا، بل قاموا في نفس اليوم بسحب حاملة الطائرات إلى الشمال، متجهة إلى الميناء.
رحلت حاملة الطائرات هذه بهذه الطريقة البائسة، ورغم أن الأمريكيين أعلنوا أن هذه الخطوة كانت جزءًا من إعادة التموضع العادية، فإن سحب الحاملة في هذا التوقيت يعادل اعترافًا ضمنيًا بالفشل أمام العالم، ويظهر أن الحوثيين قد وجهوا ثلاث صفعات قاسية للأمريكيين. وهكذا فقدت الولايات المتحدة هيبتها في الشرق الأوسط.
عندما نرى نتائج هجمات الحوثيين:
يبدو أن الحاملة الأمريكية لم تعد تحتمل البقاء. فرغم أن المجموعة القتالية للحاملة كانت في البحر الأحمر لبضعة أشهر، وادعت أنها اعترضت أكثر من 80% من هجمات الحوثيين، إلا أن الواقع هو أن حجم النقل عبر خطوط الملاحة في البحر الأحمر انخفض بنسبة 90%، وسيطر الحوثيون على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وكل هذا حدث أمام أعين الأمريكيين. من الواضح أن الأمريكيين أدركوا أن الوضع في الشرق الأوسط لم يعد تحت سيطرتهم.
وعلى نطاق عالمي:
خاصة في سياق المنافسة بين القوى الكبرى، كانت الولايات المتحدة تحاول باستمرار السيطرة على الوضع في مضيق تايوان لزيادة الضغط على الصين. ولكن الآن، بالنسبة للولايات المتحدة: مضيق تايوان لا يؤلم، البحر الأحمر يؤلم!
فالسيطرة الأمريكية المزعومة على مضيق تايوان لم تؤثر علينا بشكل حقيقي، بينما في الشرق الأوسط، في البحر الأحمر، كانت الأمور تخرج عن سيطرتهم تمامًا! من الواضح أن هذه القوة العظمى تتراجع تدريجياً في منافسة القوى الكبرى.
بعد مغادرة حاملة الطائرات آيزنهاور للبحر الأحمر:
يُشاع أن الولايات المتحدة سترسل حاملة الطائرات روزفلت لتحل محلها. حاليًا، وصلت حاملة الطائرات روزفلت إلى بوسان في كوريا الجنوبية، ومن المقرر أن تجري تدريبات مشتركة مع القوات الجوية والبحرية اليابانية والكورية الجنوبية بدءًا من 26 يونيو، بهدف الضغط على كوريا الشمالية. وقد تشمل هذه التدريبات مناطق في بحر اليابان.
من بحر الصين الجنوبي إلى بحر اليابان، ثم إلى البحر الأحمر:
يبدو أن حاملة الطائرات روزفلت تعمل بلا توقف هذا العام، ومن هذا التفصيل يمكننا أن نشعر بأن هذه القوة العظمى تواجه تحديات كبيرة في نشر واستخدام حاملات الطائرات. فهم غير قادرين على التعامل مع عدة جبهات استراتيجية في وقت واحد، وهذه التحركات المكثفة قد لا تنقذ نفوذهم المتراجع في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.