كانت الوحدة اليمنية حلم شعبي لكل اليمنيين في الشمال وفي الجنوب ومع تحقيقها بدأت المؤامرات عليها من الشركاء في حينه. هذا ما كتبه نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة العميد عبد الله بن عامر ضمن عدد من الحقائق حول الوحدة اليمنية بالتزامن مع الاحتفال بالعيد 34 من قيامها.
وقال الباحث بن عامر في سلسلة تغريدات ” قد تكون هذه المعلومات غير متداولة من قبل لكنها مهمة لمن أراد الوقوف بموضوعية أمام تجربة الوحدة 1990م وكيف تفاعلت العوامل الداخلية والتأثيرات الخارجية في تأجيج الصراع بين طرفي الوحدة وصولاً الى الحرب وهنا أضاع اليمنيون من ايديهم فرصة ذهبية لبناء دولة حقيقية”.
وأضاف الباحث بن عامر ” للتاريخ فإن صالح كان المبادر في الصراع مع الاشتراكي لدرجة انه وضع خطة لهذا الصراع قبل تحقيق الوحدة بأيام وقد نتحدث عن ذلك لاحقاً واستفاد من عدة قوى في الداخل منها جنوبية فيما الاشتراكي وكان موقفه الشعبي اقوى حتى فك الارتباط وهنا انقلب المزاج الشعبي رأسا على عقب”.
وتابع الباحث بن عامر “وقد حاول البيض كسب الموقف الامريكي قبل الحرب لكنه لم يحصل على وعود قطعية فسارع صالح لإرسال الارياني وهناك جرت صفقة أكبر لها علاقة بملفات في المنطقة اما السعودية فقد كان هدفها استمرار الصراع ومع ذلك استند صالح على الضوء الاخضر الامريكي والدعم الفرنسي”.
واكد الباحث بن عامر انه لم تكن مشكلة اليمنيين في الوحدة بل في عدم وجود دولة عادلة ولو سألنا أي يمني في عدن او صعدة او المهرة او كمران لكانت الاجابة واحدة فالجميع يريد دولة مستقلة توفر الخدمات الاساسية وتعبر عن الجميع دولة ترفض التدخل الخارجي في شؤونها وتتعامل بندية تنافسية مع الجوار لا تابعة ولا خاضعة”.
وقال بن عامر ” لو سخر البعض نشاطهم تحت سقف البلد الواحد لكان وضعهم الشعبي أفضل ولاصبحت مكانتهم السياسية أقوى لكنهم قزموا انفسهم حين تجاوزوا حقائق التاريخ والجغرافيا فظنوا متوهمين أن المحفزات الخارجية كافية لفرض رؤية تقسيمية لا تحظى باجماع ابناء حي واحد في عدن او في حضرموت فكيف بكل ابناء الجنوب؟”.
وأشار الباحث بن عامر الى ان الوحدة بين اليمنيين حاضرة حتى في حروبهم لدرجة انه لا يمكن ان نصف تلك الحروب على انها شمالية جنوبية فحرب 72وحرب 79م قاتل جنوبيون مع الشمال وقاتل شماليون مع الجنوب ولولا دور الجنوبيين في حرب94م لما حسمت تلك الحرب ايضاً اليوم هناك شماليون في الجنوب وهناك جنوبيون في الشمال.