الرئيسية أخبار وتقارير المشهد الصحافي 22 مايو.. ثمرة لتضحيات جسيمة وافشال للمؤامرات عديدة

22 مايو.. ثمرة لتضحيات جسيمة وافشال للمؤامرات عديدة

كان أول تحرش باليمن الموحد المستقل بعد عشرين عام من وجود كيانهم , فكانت نتيجة ذلك توغل 1200 جندي يمني إلى معقل عاصمتهم ومحاصرتها في سبتمبر 1766م , بعد هزيمة جيشهم وطلبهم للصلح. خلال ثلاثة عقود مارستا السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ضغوطات عديدة على اليمن الشمالي للحيلولة دون التقارب مع اليمن الجنوبي لتحقيق الوحدة اليمنية.

ضغوطات وتضحيات

بعد قيام ثورة 26 سبتمبر عام 1962م, كان احد أهدافها تحقيق الوحدة اليمنية وفي سبيل ذلك قام اليمن الشمالي بعدة محاولات لتحسين علاقاته مع اليمن الجنوبي استجابة للضغوطات الشعبية الداخلية في شطري اليمن الشمالي و الجنوبي والتي تنادى بالوحدة , غير أن الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية قد مارستا ضغوطات على اليمن الشمالي للحيلولة دون ذلك التقارب مخافة أن يسيطر الشيوعيون على دولة الوحدة , على الرغم من التأكيدات التي قدمتها حكومة صنعاء للسعودية وللولايات المتحدة بأن هذه الوحدة ستكون في صالح اليمن الشمالي الذي يمثل سكانه ثلاثة أمثال اليمن الجنوبي .
فلقد سعت الرياض إلى منع أي نوع من أنواع الوحدة اليمنية حيث إن اتحاد اليمن سوف يشكل خطرا على الهيمنة السعودية على شبة الجزيرة العربية, وقد عملت السعودية على منع القوى الخارجية من تكوين أي قواعد للنفوذ في اليمن منذ ثورة 26 سبتمبر عام 1962م.

اتخذت السعودية موقف معادي من الوحدة اليمنية عام 1990م للأسباب ذاتها فقد مكثت ثلاثة عقود من الزمن وهي تحول دون أي تقدم نحو الوحدة على الرغم من مساعي كل الأنظمة اليمنية في الشطرين لتحقيقها إلا إن النفوذ والوسائل السعودية كانت في كل مرة هي الأقوى والتي كانت تنتهي أما بإسقاط النظام اغتيال الرئيس – – كاغتيال الأب الروحي للوحدة اليمنية الرئيس الشهيد المقدم إبراهيم الحمدي قبل سفره بيوم إلى عدن للتوقيع على إعلان الوحدة أو شن حرب بين الشطرين كحرب 1972م.

بعد حادثة مقتل 65 شيخ من مشايخ خولان في بيحان وبتحريض سعودي لأدواتها من بعض مشائخ القبائل الشمالية للضغط على حكومة صنعاء لإعلان الحرب ضد عدن, او حرب 1979م والتي راح ضحيتها العديد من الارواح من ابناء اليمن الواحد وتوغل جيش عدن بمناطق شمالية.

ومع اقتراب موعد إعلان الوحدة بين الشطرين ارتفعت موجة التحرشات السعودية في الحدود اليمنية المتخمة واحتلت مواقع حدودية في حضرموت لتوجه رسالة إلى القيادة السياسية في الشطرين فيما يتعلق بقضية الحدود , وحاولت الدخول في حرب مع اليمن لتحول دون إعلان الوحدة وخلق واقع سياسي جديد يمكنها من السيطرة مرة أخرى وتحقيق أهدافها.

موقع القوة

كان من شأن تحقيق الوحدة اليمنية أن تسمح بالتوصل إلى تسوية حول الحدود من موقع القوة . واقتصاديا فقد كانت عدن بدأت بمناقشة الانتقال إلى نموذج اقتصاد السوق والذي سيكون أكثر شرعية في سياق الوحدة .

ففي نوفمبر1989م , قبل ثلاثة أيام فقط من التوقيع على اتفاقية الوحدة زار وزيرا الخارجية والمالية السعوديان عدن . فقد رفضت عدن عرضا سعوديا بتقديم مساعدات مالية وفضلت التمسك بنهج الوحدة لأسباب أيديولوجية واستراتيجية .

فقد شرح عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر في مذكراته عن تفكير المسؤولين في عدن أن الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض وآخرين قالوا بصريح العبارة : ( ينبغي أن نسرع بإقامة الوحدة قبل أن نصبح دولة نفطية ) .

كانت هذه نقطة مهمة جدا حمل علي سالم البيض هذا الرأي الذي وافقناه فيه فقد أردنا أن تقوم دولة الوحدة قبل أن يصبح الجنوب دولة نفطية , فالشعب في الجنوب وكثير من الناس سيعارضون قيام الوحدة وسيرغبون في أن تكون عدن والجنوب واحدة مثل الدول الخليجية الصغيرة.

أمريكا نموذجا

ما اشبه جار الشمال للمكسيك الطامع بأراضيها بجار الشمال لليمن وكأنه نموذج تحتذي به السعودية من حيث بداية النشأة والتوسع والاحتلال والسيطرة والاساليب المختلفة وفرض الأمر الواقع بالقوة والمال وشراء الخونة والعملاء !.

ففي عام 1835م, عرضت أمريكا على المكسيك شراء كاليفورنيا مقابل 5 مليون دولار إلا أن المكسيك رفضت .

ثم نشبت أزمة بين البلدين بعد أن تمرد إقليم تكساس المكسيكي وأعلن استقلاله من جانب واحد عن المكسيك في عام 1836م , وكان ذلك بإيعاز من الولايات المتحدة التي سارعت إلى الاعتراف بالدولة الجديدة وأرسلت قائما بالأعمال ليمثلها هناك.

وبعد عدة معارك دموية بين الأمريكان والمكسيكيين أجبر الرئيس المكسيكي ( سانتا آنا ) على توقيع معاهدة فيلاسكو في عام 1836م والتي على أساسها مُنح إقليم تكساس استقلاله . وفي يوليو 1845م أعلن الكونجراس ضم تكساس للولايات المتحدة . مما اثار غضب المكسيك ورغم احتجاجها وتمسكها بحقوقها في تكساس لم تستطع فعل شيء , بل انه في نوفمبر من العام نفسه جددت أمريكا عرضها بشراء كاليفورنيا مقابل 25 مليون دولار بالإضافة إلى نيو مكسيكو مقابل 5 مليون دولار , ومن جديد رفضت المكسيك العرضين.

فأعلنت امريكا غزو المكسيك مطلع العام 1846م لتنفيذ عرض الشراء واحتلت نيو مكسيكو واستمروا بالتوغل غربا حتى وصل إلى كاليفورنيا بداية عام 1847م , وفي شهر مارس من العام نفسه واصل الجيش الأمريكي تقدمه حتى دخل العاصمة المكسيكية ( مكسيكو سيتي ) واحتلها في اكتوبر.

استسلمت المكسيك وتم توقيع معاهدة في فبراير 1848م. وبمقتضى المعاهدة تنازلت المكسيك للولايات المتحدة الامريكية عن شمال المكسيك بالكامل وهو ما يمثل نصف أراضيها.

وفي المقابل وافقت امريكا بمنتهى السخاء على دفع 15 مليون دولار للمكسيك تعويضا عن أراضيها التي احتلتها ! والتي عرفت فيما بعد بولايات ( كاليفورنيا , نيفاد , أزيزونا , نيو مكسيكو , يوتاه , كولورادو ) فضلا عن تكساس التي كانت قد ضمتها سابقا.

لا يوجد تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

Exit mobile version